كشفت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن أن التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى يجرى معه خلال الساعات الجارية فى شبهات حصوله على رشاوى من رجال أعمال إسرائيليين يشمل حصوله على مبالغ مالية وتحويلات ضخمة بالإضافة إلى هدايا رمزية باهظة الثمن كباقة ورد لعيد الميلاد و"شمعدان" لعيد الحانوكا.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن ثمن الهدية الواحدة منها تبلغ عدة آلاف من الشواكل، وقد تلقى الكثير جدًا من هذه الهدايا، وأن الشرطة الإسرائيلية، تشتبه بأن قيمتها المتراكمة قد تصل إلى مئات الآلاف من الشواكل.
نتنياهو
وأضافت الصحيفة العبرية فى تحليلها للقضية، إنه يمكن الافتراض بأن نتنياهو لن يعترف بتلقى الهدايا، وإنما سيحاول التستر وراء الصداقة، فبعض رجال الأعمال المتهم بتلقى رشاوى منهم هم أصدقاء له وليس من الخطيئة تسلم هدايا منهم، لكن ظروف تلقى هذه الهدايا، والتى تمتد لسنوات وتتغلغل داخل سنوات ولايته كرئيس للحكومة، يمكن أن تصعب على نتنياهو والمدافعين عنه تفسير الأمور.
وأوضحت "هاآرتس"، أن تبادل الهدايا بين الأصدقاء مسألة مقبولة وإنسانية، لكنه يبدو أن نتنياهو لن يتمكن من الإظهار للمحققين وجود طابع التبادلية، فهو لم يشتر لمعارفه هدايا مقابلة بآلاف الشواكل، كما أنه فى بعض الحالات، على الأقل، يشير الأمر إلى استغلال مكانته الرسمية الرفيعة، فحسب مواد الأدلة، لم يكن نتنياهو سلبيًا فى تلقى الهدايا الثمينة التى نزلت عليه، وإنما كان يدرس ويطلب هدايا عينية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إنه إذا اتضحت حقيقة صورة الشبهات ضده، يصعب فهم كيف لم يتعلم نتنياهو، الذى يتمتع بالحكمة والحذر الزائد، من سابقيه الذين شاهدهم يتورطون فى قضايا جنائية، ولم يحذر من السقوط فى هذه البئر.
وأشارت "هاآرتس" إلى أنه قد تم طرح الشبهات حول تلقيه المنهجى للهدايا والرشاوى من قبل رجال الأعمال، على طاولة المستشار القانونى للحكومة ابيحاى مندلبليت، فى فصل الصيف، وفى الفترة الأخيرة، طرأ تحول كبير فى القضية عزز الأدلة وجعل مندلبليت يمنح الضوء الأخضر للشرطة كى تحقق مع نتنياهو.
نتنياهو قبل اجتماع مع اعضاء الليكود
ولفتت "هاآرتس" إلى أن قضية الهدايا والرشاوى تعتبر متواضعة فى حجمها، مقابل الشبهات الضخمة التى نسبت إلى سابقيه فى ملفات الجزيرة اليونانية وسيريل كورن لآرئييل شارون، وقضية "تالينسكى" و"هولى لاند" لنظيره السابق آيهود أولمرت، لكن القضية الثانية، الخفية، التى ارتبط بها اسم نتنياهو التى تحمل رقم 2000 يفترض أن تقرع الطبول وتكشف جانبًا جديدًا فى شخصيته المركبة، مشيرة إلى أن هناك من اطلعوا عليها ويدعون أنه يمكن لتلك القضية أن تحدث هزة.
وقالت الصحيفة العبرية، إن قيادة الشرطة تعتقد أن القضية التى ارتبط بها اسم شخصية أخرى رفيعة، تحتم فتح تحقيق جنائى، فى الأيام القريبة حيث تشمل سلوكيات التدخين والملابس لدى رئيس الحكومة وعلاقات الصداقة الخاصة التى ارتبط بها مع أصحاب رءوس الأموال الذين عملوا مثل "بابا نويل" حتى فى الأيام العادية، لكن هذه القضية -التى تحكى فى الواقع قصة شخص استسلم، من دون قتال، لطابعه الضعيف، وفقد السيطرة فى المكان المطلوبة فيه- ستكون مجرد تمهيد للقصة الثقيلة التى ستليها.
نتنياهو خلال جلسة الليكود مع أعضاء حزبه
وكان قد أصدر نتنياهو بيانا لوسائل الإعلام منذ عدة أيام جاء فيه أن كل القضايا، ظاهرًا، اتضح أنها واهية، وهكذا سيكون بالنسبة للادعاءات التى يجرى نشرها حاليًا. نحن نعود ونكرر لن يكون شيء لأنه لا يوجد شىء".
وكان قد تطرق نتنياهو خلال اجتماع وزراء حزبه من "الليكود" قبل ظهر اليوم، للقضايا المتهم فيها قائلاً: "اقترح على المعارضة عدم الإسراع إلى حياكة البدلات، فيما يتعلق بالتحقيق المرتقب معى فى القضايا الجنائية.. وأريد أن تتحلى المعارضة فى إسرائيل بالصبر ولا تسرع إلى استباق الأمور فلن يفضى التحقيق معى إلى شىء".
منزل نتنياهو
سيارة الشرطة أمام منزل نتنياهو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة