تنوعت تغطية الصحف الأوروبية، الأربعاء، لخطاب رئيسة الوزراء تيريزا ماى عن الخروج الشامل من الاتحاد الأوروبى، فبينما لم تعره بعض الصحف اهتماما كبيرا، مالت صحف أخرى لانتقاد الخطاب.
وتصدرت صورة لماى صحيفة دى فيلت الألمانية بعنوان "بريطانيا الصغرى"، واتهمت رئيسة الوزراء "بقيادة بريطانيا العظمى إلى العزلة"، حسبما نقلت عنها صحيفة الإندبندنت البريطانية.
ونقلت الإندبندنت عن مراسلة دى فيلت فى لندن، ستيفانى بولزن، قولها لبرنامج "توداى" على الـBBC: "إذا أردت أن ترى الأمر كمباراة، فأول نقطة ذهبت للاتحاد الأوروبى، وإلى المستشارة أنجيلا ميركل بطريقة ما أيضا، لأنها كما تذكر كانت سريعة للغاية فى المضى قدما لتوحيد الصفوف وسافرت لكل دول الاتحاد الأوروبى لتتأكد من أن وحدة الاتحاد هو أهم شيء".
أما صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية فعنونت مقالها فى صدارتها عن الخطاب بـ"بريكست، لندن تحصل على حائطها بعيدا عن الاتحاد الأوروبى والسوق الموحدة"، بينما لم تشر صحيفة الباييس الأسبانية إلى الخطاب فى الصفحة الرئيسية، اللهم إلا فى ركن صغير فى صفحة العناوين، وقالت فيه إن الخطاب هو الأهم منذ تسلم ماى السلطة، طبقا للإندبندنت.
وفى فرنسا، قالت صحيفة لوموند فى عناوينها الرئيسية إن "ترامب ضد أوروبا" و "تيريزا ماى ترحب بدعم ترامب لبريكست وتتطلع لتوثيق العلاقات مع حليفها المفضل".
وقالت الصحفية البلجيكية كريستين أوكرنت، والتى تعمل فى التليفزيون الفرنسى: "أنا مندهشة حقا أن هذا ليس العناوين الرئيسية فى باريس، وكأن، يعنى، الجميع هنا كانوا يتوقعون سيناريو بريكست شامل بالفعل... هناك أيضا إحساس بأن البريطانيين، أو بالأحرى الإنجليز، لديهم دائما وهم بأن القارة قد تتأذى أكثر من بريطانيا".
وقالت أوكرنت للـBBC: "إن التحليل فى صحفنا هذا الصباح تؤكد هذه الحقيقة. البريطانيون هم من سيتأذى، ولسوف تكون أيضا عملية طويلة جدا جدا"، حسبما نقلت عنها الإندبندنت.
ومن جانبه قال وزير المالية الفرنسى مايكل سابين لمجموعة من الصحفيين أمس الثلاثاء: "تستطيع أن ترى بوضوح أنهم يرتجلون ويتخبطون بين الأوضاع التى يمكن أن تستوعبهم... كل هذا يوضح أنه لا حيلة للحكومة البريطانية فى وجه هذا الموقف الذى لم يرده بعضهم، وأنه خلق بالتأكيد نقاشات شديدة الصعوبة داخل الحكومة".
أما صحيفتى الديلى ميل والصن البريطانيتين والداعمتين "لبريكست"، فاحتفتا بالخطاب، ودعت الأولى ماى "بالمرأة الحديدية الجديدة"، بينما قالت الثانية إن الخطاب كان "تاريخيا".
صحيفة دي فيلت الألمانية على اليمين والديلى ميل البريطانية على اليسار
British and German newspapers - compare and contrast pic.twitter.com/qIMZPzmgiW
— Jon Stone (@joncstone) January 18, 2017
كما زعم وزير الخارجية بوريس جونسون أن دول العالم "تقف فى طوابير" لتوقيع صفقات تجارة حرة مع بريطانيا، بينما قال وزير الخزانة فيليب هاموند فى صحيفة التليجراف إن بريطانيا ستغير "نموذجها الاقتصادى" إذا ما لم تتمكن من عقد صفقة مع السوق الأوروبية الموحدة.
وقال وزير بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبى، ديفيد ديفيس، للـBBC إن البلاد ستخرج من الاتحاد حتى ولو صوت البرلمان ضد خطة الحكومة للانفصال عن التكتل، والتى وعدت ماى بطرحها على البرلمان قبل تنفيذها، مضيفا إن بريطانيا لن تتمكن من تحرير نفسها تماما من قوانين الاتحاد الأوروبى حتى عام 2021.
ومن ناحية أخرى، حذرت رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستيرجن من أن الخروج الشامل من الاتحاد الأوروبى سيمثل "كارثة اقتصادية" لبريطانيا وأن خطاب ماى عزز من فرص إقامة استفتاء ثان على استقلال أسكتلندا.
وأكدت ستيرجن: "لا يمكن السماح للحكومة البريطانية بإخراجنا من الاتحاد الأوروبى والسوق الموحدة بصرف النظر عن تأثير هذا على اقتصادنا ووظائفنا ومستوى معيشتنا وسمعتنا كبلد مفتوح ومتسامح، وبدون إتاحة القدرة لأسكتلندا على الاختيار بين هذا وبين مستقبل مختلف".
كما انتقدت اقتراح ماى بأن بريطانيا قد تخفض من الضرائب لتجتذب المستثمرين وأكبر الشركات العالمية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى إذا لم تضمن اتفاقيات تجارية مربحة مع السوق الأوروبية، واصفة هذا التحول بأنه "سباق للقاع".
وشارك مسؤولون أوروبيون ستيرجن فى الإعراب عن قلقهم إزاء تحول بريطانيا "لملاذ ضريبى" إذا ما خفضت الضرائب على الشركات الأجنبية، بيد أنهم أبدوا ترحيبهم بتوضيح ماى لخطتها للخروج من الاتحاد، بحسب صحيفة الجارديان.
أما مفاوض الاتحاد الأوروبى لخروج بريطانيا، جى فيرهوفشتاد، فقال إن ماى صنعت "وهما" بخطابها.
ونقلت الإندبندنت عن فيرهوفشتاد قوله: "أعتقد أن إمكانية الخروج من السوق الموحدة والاتحاد الجمركى وتختار ما يحلو لك وتحتفظ بعدد من الميزات... لا أعتقد أن هذا سيحدث. لن نقبل أبدا بوضع يكون فيه الخروج من السوق الموحدة أفضل من عضوية الاتحاد الأوروبى".
ومن جانبه، قال رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانى فولكر تراير: "بدون شك، سوف يحد البريكست الشامل من فرص النمو على طرفى القناة. ولكن فى بريطانيا، من المرجح أن يكون الضرر أكبر"، مضيفا أن بريطانيا اختارت أن "تقلل من جاذبيتها للمستثمرين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة