كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة ومثيرة فى قضايا الفساد المتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، حيث تطورت القضية بتورط رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلى الحالى يوسى كوهين، فى تلقى رشاوى من صديق نتانياهو رجل الأعمال الأسترالى الملياردير جيمس فاكير.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن "مفوضية مجلس الدولة" حولت إلى النيابة العامة الإسرائيلية مواد تم جمعها مؤخرا، فى أعقاب التحقيق الذى نشرته القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، والذى كشف بأن رئيس جهاز الموساد يوسى كوهين، تلقى من الملياردير الأسترالى تذاكر لحفل فنى ونزل فى غرفة يملكها فاكير فى أحد الفنادق الفاخرة.
احدى جلسات تلقى الرشاوى بمنزل نتانياهو
تورط رئيس الموساد
وجرى التحقيق فى القضية من جانب النيابة العامة، التى ستقرر بعد تسلمها للمواد فى أى اتجاه ستعمل بعد تورط رئيس الموساد.
ونقلت هاآرتس عن مصدر مطلع على التفاصيل، قوله إنه لم ترد النيابة على المفوضية حتى الآن، لكنها توجهت الى كوهين نفسه كى يفسر ما تم نشره، وأكدت النيابة أنه يجرى دراسة الموضوع فى المفوضية بمرافقة منها.
وحسب التحقيقات الجارية فقد تسلم كوهين من فاكير تذاكر بقيمة آلاف الشواكل لحفل للفنانة ماريا كارى، خطيبة فاكير سابقا، فى عام 2015 فى إسرائيل، كما يجرى دراسة ما إذا كان فاكير قد دفع أجرة الفندق الذى نزل فيه كوهين حين كان رئيسا لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى مقابل تسهيل حصوله على الإقامة والجنسية الإسرائيلية.
وأشارت هاآرتس الى أن اسم فاكير طرح خلال التحقيقات الجارية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية فى القضية رقم 1000 المتعلقة بالفساد والرشوة، وبالإضافة الى الاشتباه بحصول نتانياهو على رشاوى من رجال أعمال، سئل خلال التحقيق معه حول الاشتباه بحصول ابنه يائير على رشاوى من فاكير.
وحسب التحقيق فإن فاكير سعى للحصول على الإقامة الدائمة فى إسرائيل، ولهذا الغرض توجه المحامى الذى يمثله ويمثل نتانياهو، يعقوب فاينروت، إلى وزير الداخلية ارييه درعى وطلب منه منح الإقامة الدائمة لفاكير.
كما نشر خلال التحقيق إن نتانياهو يعقد بين الحين والآخر لقاءات آخر الأسبوع فى بيت فاكير المجاور لبيته فى مدينة "قيسارية" الساحلية السياحية شمال إسرائيل.
التحقيق مع نجل نتانياهو
وفى سياق قضايا الرشوة المتهم فيها عائلة نتانياهو، حققت الشرطة الإسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، مع نجل يائير نجل نتانياهو، فى إطار التحقيقات بالقضية 1000 لمتعلق بحصول والده على رشاوى، وتم التحقيق معه طوال 4 ساعات فى مقر التحقيقات "لاهف 433" فى مدينة "اللد".
وحسب تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية، فقد سئل يائير عن علاقاته مع فاكير، والرشاوى التى يشتبه حصوله عليها، كما سئل عن العلاقة بين فاكير ووالده نتانياهو.
وادعى يائير انه لا توجد للعلاقة بينه وبين فاكير أى صلة بوالده، وان نتنياهو الأب لم يعرف من مول رحلاته.
نتانياهو ورئيس الموساد والملياردير الاسترالى ومالك صحيفة يديعوت
تحقيقات القضية رقم 2000
وفى سياق التحقيق فى القضية الثانية رقم 2000، المتعلقة بالرشاوى المتبادلة بين نتانياهو ومالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، المليونير نونى موزيس، استمعت وحدة التحقيقات "لاهف 433" إلى شهادة عاموس ريجيف رئيس تحرير صحيفة "يسرائيل هايوم" المجانية المنافسة ليديعوت، والتى يثور الاشتباه بأن المحادثات بين نتانياهو ومالك يديعوت تركزت حول إضعافها.
كما حققت الشرطة الإسرائيلية مع موزيس نفسه أمس، للمرة الرابعة منذ بدء التحقيق، بينما استمعت أمس الأول إلى شهادة رئيس تحرير "يديعوت" رون يارون.
وتحاول الشرطة معرفة ما إذا طلب موزيس فى مرحلة ما من يارون تنفيذ الخطة التى ناقشها موزيس ويارون، بشأن تخفيف شكل النشر عن نتانياهو فى الصحيفة بتخفيف الهجوم عليه، مقابل اضعاف "يسرائيل هايوم".
وحسب الشرطة الإسرائيلية، فإنه إذا تم التوجه من قبل موزيس إلى يارون بهذا الشأن، حتى وأن لم يعرف يارون على محادثات موزيس ونتانياهو، فهذا يؤكد قيام موزيس بتنفيذ جانبه من الصفقة مع رئيس الحكومة.
54% من الإسرائيليين لا يصدقون نتانياهو
من ناحية أخرى، نشرت "هاآرتس" فى تقرير آخر لها استطلاع رأى أجرته القناة الثانية الإسرائيلية، مساء أمس، أكد أن 54% من الإسرائيليين لا يصدقون رواية نتانياهو بشأن الشبهات ضده، وقوله إنه لم يرتكب مخالفة جنائية، بينما قال 28% أنهم يصدقون نتانياهو، مقابل 18% قالوا إنهم لا يعرفون.
وبشأن السؤال حول ما إذا كان يجب على نتنياهو الاستقالة من منصبه، انقسم المشاركون فى الاستطلاع، حيث قال 44% إنه يجب عليه الاستقالة، فيما عارض ذلك 43%، بينما وقال 13% إنهم لا يعرفون.
وفى الرد على سؤال حول الشخص الذى يجب أن يستبدل نتنياهو إذا قرر الاستقالة، قال 17% إنهم يعتقدون بأن يائير لبيد، رئيس حزب "هناك مستقبل" يجب أن يكون رئيس الحكومة القادم، فيما حصل رئيس البيت اليهودى نفتالى بينت، والوزير السابق جدعون ساعر على تأييد 10%، يليهما يتسحاق هرتسوج، رئيس المعارضة بـ 6% وجلعاد اردان 4%، ثم يسرائيل كاتس 3%.
التحقيقات مع نتانياهو لن تطول
فيما قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" إن القائد العام للشرطة الإسرائيلية، رونى الشيخ، تطرق لأول مرة إلى التحقيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفصل بعض الجهود التى تقوم بها الشرطة فى هذا الموضوع، ووعد بأن "التحقيق لن يكون طويلا".
وقال الشيخ خلال جولة فى مدينة "رهط": "نحن نفعل ذلك باسرع ما يمكن، ولا احد يعيق عملنا، فى نهاية الأمر سنفحص النتائج، بحيث تكون واضحة وحادة من ناحية كشف الحقيقة. اذا اتضح وجود مخالفات وتبين وجود ادلة منظمة، فهذا يعنى ان الشرطة قامت بعملها"، مضيفا أن الشرطة ليست من يقرر تقديم لوائح اتهام فى مختلف القضايا.
وفيما يتعلق بتسريب المحادثات بين نتانياهو ومالك صحيفة "يديعوت احرونوت" نونى موزيس، قال الشيخ: "انا احيى الشرطة التى تعرف كيف تعمل بمهنية ولا تسرب من غرف التحقيق، حيث نعتقد ان هناك تشويش للتحقيق او شيء متطرف، نتحرك ونعمل. نحن لا نريد ان نصبح جزء من الاحتفالات الاعلامية. انا افهم الاحتفالات، هذه مسألة مشحونة وسياسية".
جانب من تقرير هاآرتس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة