سعيد الشحات

الرافضون لحكم «تيران وصنافير»

الأربعاء، 18 يناير 2017 07:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت القاعدة تقول بعد صدور الأحكام القضائية، «الحكم عنوان الحقيقة»، فلماذا يصر البعض على عدم الاعتراف بهذه الأحكام، ويطالب بوضعها «على الرف»، بل الهجوم عليها بكل ما أوتى من قوة؟.. ألا يعد ذلك تعليقًا على أحكام القضاء؟
أطرح هذا السؤال وغيره بعد متابعتى قدر الإمكان لردود الفعل الغاضبة من حكم المحكمة الإدارية العليا القاطع والكاشف بمصرية «تيران وصنافير»، وبطلان اتفاقية الحكومة بتسليمها إلى السعودية، ومعروف أن الحكم جاء بعد كل مراحل درجات التقاضى المتبعة فى مثل هذه الحالات، وفى كل مرحلة تكون أمام أطراف النزاع فرصة تقديم الأدلة والبراهين لإثبات صحة موقفهم.
 
وفى قضية «تيران وصنافير» قدمت الحكومة كل ما لديها من مستندات إلى المحكمة لإثبات وجهة نظرها، وقدم الخصوم كل ما لديهم من مستندات لإثبات وجهة نظرهم، وفى النهاية أصدرت المحكمة حكمها القاطع بناء على ما توفر لديها من أدلة وبراهين، وشرحت كل ذلك فى حيثيات الحكم الذى لم يترك شاردة أو واردة فى القضية إلا وتعرض لها، فحصلنا فى النهاية على وثيقة تاريخية شاملة ومتفردة فى مثل هذا النوع من القضايا.
 
أصبحنا فى نهاية هذه الجولة القضائية أمام حكم أصدرته أعلى محكمة فى هذا المجال، وكالعادة وجدت برامج التوك شو مادة خصبة لها، فأفردت مساحة برامجها كاملة لتغطية الحدث، وفيها حدث ما يدفعنى إلى طرح أسئلتى: فهل يعقل مثلًا أن نجد ضيوفًا على هذه البرامج يسخرون من الحكم ويتندرون عليه؟، وإذا كان من الجائز بل والطبيعى أن تتم مناقشة أصل الموضوع من الناحية السياسية والأمنية والقانونية، فهل يجوز أن يعلن بعض الرافضين للحكم غضبهم علنًا بأوصاف لا تليق، منها مثلًا وصف أحد النواب لركن من الحكم بأنه «كلام عاطفى»، وهو لواء سابق، مما دفع المحامى عصام الإسلامبولى إلى الرد عليه: «ده حكم قضائى مش كلام عاطفى»؟، وهل يجوز أن يصل غضب كاتب وباحث سياسى معروف إلى القول: «طيب خلاص يجى القضاء هو اللى يحكم البلد»؟، وهل يجوز أن يذهب أحد النواب بغيظه إلى القول: «إزاى المحكمة راجعت كل الوثائق فى الفترة دى؟»، مشيرًا إلى قصر المدة التى نظرت فيها المحكمة القضية! 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة