إبراهيم أمين مؤمن يكتب: الجبل

الأربعاء، 18 يناير 2017 10:00 ص
إبراهيم أمين مؤمن يكتب: الجبل جبل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سرت عَضَّا أناملى بالظلام ........... من عذاب يضَجَّ بين العظام

أكظم الآه فى الحشا بارتعاش....... اُسرع الزحف نحو رأس العظام

أسرع الحبو زاحفا بجراحى ....... رافع العين ناظرا فى الظلام

فانجلى لى صخرا يناجى السماء ... جبل صلب راسخا فى الغمام

فارتمت احشائى تضمُّ حشاه ....... احتضنا والأَدْمُعٌ فى القتام

كُسرَ القيد والبكا كالعباب ...... وعلا الراس عن انوف الرغام

واخترقت اعماقه كى اقصَّ ..... ما مضى من هم وما فى اعتصام

 

 ......................

 

وارتوى حجره على عبراتى ..........وأنا أروى ضيعتى وابتسامى

اندبُ الحب الضائع المتصابى..........وعدوا يرمى لظى بالسهام

وحياة تعضّنى فى فؤادى.............والعماليق من طغاة ضخام

وفراشى نار زفيره يعلو................وأنا اصطلى ضحىً وظلام

وفراشى شهيقه زمهرير..............وانا فى قَرَّ ضحىَ وظلام

وآياد تشدنى لجباب ..............واخاديد فى لهيب الغرام

 

 .....................

 

ايُّها المخلوق المسخّر غثنى ............من صريف الدهر المذلّ مقامى

يا كهوفا اضحت طلولا وذكرى.............انزلنى فان دمعى كلامى

يا بيوت النحل المطن طنينا ..............اشفنى بالسهد المصفى سقامى

واسقنى من هاماتك العاليات...........اللواتى كادت تُرى بالغمام

ومن الخيل الصافنات امتطينى.........فرسا يجرى فى شعابك عام

فى الغرابيب السود والجدد البيض........ كنوزا تروى فقير الانام

لارى فيك من ثراك الثريا...................والغنى بعد كل فقر الانام

يؤخذ الكنز من ثراك شعابا............يتبارى فيها جميع الكرام

ثبت القلب أن يميد بجسمى ...........يا رواسىٍ للارض من اصطلامى

ايُّها الجدُّ من قديم تشيب..............سائرا عبر كل قرن وعام

ايُّها الايّاب المسبّح حمدا .............خاشعا صادعا لوحى السلام

اصطفاك الله الملبى نبيه...............فتجلى فاندك راس السنام

فاهدنى ايمانا وصبرا وذكرا ..........كى يزول الرجس الاليم الضرام

 

 .................................

 

فبكى صارخا يخن خنينا.................يضرب الارض غائظا من حياتى

وسمعت الصخيخ صوت الضلوع...........مادت الارض من صدى الضرباتى

ثم كفَّ الانين بعد اكتفاء .............كفكف الدمع واقفا فى ثبات

واستقرت ارض المعاد تضامُّ .............وتحلى صبرا على النكبات

قال ؛ يا ابن النبى آدم اصبر...............فى الرزايا والضيق والشهوات

وسينهار كل ظلم وجور ...............ويطلُّ الفجر المنادى الشفاةِ

قلت لا اقوى فالفؤاد ذبيح...............وفراشى لظىً واهلى طغاتى

قال فاتخذ كهفا لك الان وارقد...........وانتظر يومك الذى فى الرُّفات

فانا صابر على كهف عات..................كيف اقصيك من كهوفى الهدات

وقف اليوم زاهدا فى الحياة..............وتجهز لمن اراد الموات

فالحياة الفناء وانى كثيبا ..............ومهيلا بالبوق والنفخات

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة