كان يمكن أن يكون 25 يناير حدثًا إيجابيًا، لو اقتصر الأمر على قبول تنازل الرئيس مبارك عن الحكم، وتسليم إدارة البلاد للجيش فى هدوء وسلاسة، والحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها، ولكن الذى حدث هو اجتماع المتآمرين على تخريب البلاد، وكأنهم ينتقمون من بلد معادٍ وليس وطنهم.. وهذه الأيام عادت جماعة الخراب الإرهابية ترفع شعار «يناير يجمعنا»، وتحرّض نفس عصابات المتآمرين على استهداف البلاد، واستخدام نفس الوسائل والأدوات والشعارات التى اكتشف المصريون فسادها، وثاروا عليها فى 30 يونيو.
يناير لن يجمعهم، لأن الناس رغم المعاناة والغلاء ليسوا مستعدين للعودة إلى سنوات الفوضى والخراب، وهم يعلمون جيدًا أن الأوضاع المتدهورة هى وليدة تلك السنوات السوداء، التى انصرفوا فيها إلى التظاهر والعنف والشغب والاحتجاج، فتعطلت عجلة الإنتاج، وتوقفت الأنشطة الاستثمارية، وهربت الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وأصيب الاقتصاد الوطنى بطعنات غادرة، هبطت بمعدلات النمو إلى الصفر، فانتشرت البطالة، وزاد الفقر، وانفلت عيار الأسعار، وكان ذلك هو الحصاد المر لمجموعة الأشرار الذين جمعهم يناير.
حتى الآن يرفع متآمرو «يناير يجمعنا» شعار عودة «مرسى» إلى الحكم، وآخرهم مهووس لا أريد ذكر اسمه، يُقسم بأن «مرسى» سيكون فى القصر فى 25 يناير، مما ينم عن حالة الخلل العقلى الذى ينتاب كوادرهم الهاربة فى تركيا وقطر، ففقدوا الوعى والإدراك واستيعاب الزمن والأحداث، وأدمنوا خداع الذات وأوهام الجنون، ولا يدركون أن المصريين يتحملون أى شىء إلا عودتهم، فوطن نعانى فيه أفضل من وطن يقع فريسة للشيطان.
نعم «يناير يجمعنا» لنجدد التفويض للرئيس والجيش والشرطة، لاستكمال تحرير التراب الوطنى من دنس الإرهاب، ولوضع أكاليل من الزهور تخليدًا لذكرى «زهور» الوطن، الذين يذودون بأرواحهم، دفاعًا عنه، والقتلة هم الخونة والمتآمرون الذين يرفعون الآن شعار «يناير يجمعنا»، وهم الذين يتحركون كالدمى القبيحة بين أصابع الدول المتآمرة على مصر، ولا يتورعون عن استخدام أقذر الوسائل للإضرار بمصر وإيذاء شعبها.
«يناير يجمعنا» على الاصطفاف ولم الشمل، وكلنا ثقة بأن البلاد ستعبر أزمتها الاقتصادية فى غضون أشهر قليلة، وسيعلم أهل الشر أنهم لن يجتمعوا إلا فى جهنم وبئس المصير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة