أكد الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى السابق، أن حصاد القمح فى شهر يناير هو إعجاز لم يكن يخطر على بال أحد، وأن يتم بعده زراعة محصول قمح آخر فهذا قمة الإعجاز، مشيراً إلى أن هذا نتاج جنود مجهولين من باحثين عملوا فترة طويلة دون الإعلان إلا عندما تحققت نتائج على العرض وحصاده .
وأضاف مغازى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا العمل بدأ منذ 4 سنوات وكانت الوزارة تنتظر نتائجه النهائية التى يمكن الإعلان عنها بمعرفة المركز القومى لبحوث المياه، قائلاً: فرحتى وسعادتى القلبية عندما علمت بالنتائج.
وأشار مغازى، إلى أن الخطوة التالية بعد إتمام حصاد المحصول للمرة الثانية فى مايو المقبل أن تتبنى وزارة الزراعة هذه النتائج، وتبدأ فى التوسع تدريجياً فى المحافظات المختلفة، مع ضرورة إعداد مرشدين زراعيين لاستيعاب التجربة من الباحثين فى وزارة الرى حتى يمكنهم نشر هذه المعلومات وتقديم الدعم الفنى للمزارعين خلال الفترة المقبلة حتى تبدأ الدولة فى حصاد ثمار هذا المشروع الرائد، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة تبنى الدولة بكافة مستوياتها هذه النتائج الهامة لتشارك فيه وزارات التموين والزراعة والرى والتنمية المحلية، نظرًا لما أسفر عنه من نتائج نحلم بها فى تحقيق الاكتفاء الذاتى.
ويرى مغازى ضرورة التوسع فى زراعة القمح على الساحل الشمالى الغربى بالاعتماد على كميات الأمطار الغزيرة التى تسقط بصورة ملحوظة "العام الماضى والحالى"، مشيراً إلى أنه بهذه الطريقة يمكن نجاح تجربة الاكتفاء الذاتى من القمح محور آخر يمكن استهدافه، لكن هذا يحتاج مزيدًا من الدراسات والدعم الفنى للبدو والمزارعين فى هذه المنطقة التى كانت تعد سلة الغذاء لمصر القديمة، وتجهيز البذور المناسبة بالتوقيت المناسب للاستفادة من مياه الأمطار فى هذه المنطقة.
ولفت مغازى، إلى أن ثمار هذه التجربة ليست فقط فى تحقيق زيادة محصول القمح فى مصر، لكن المحور الأهم هو توفير المياه بنسبة قد تصل من 30- 40% من المستخدمة فى رى القمح بالطريقة التقليدية، لأن الزراعة تتم على مصاطب وليست أرض مستوية، وبالتالى يقلل من كمية المياه المهدرة وهو ما ينعكس على توفير المياه للزراعات الأخرى واستخدامات مياه الشرب لتلبية الطلب على المياه مع الزيادة السكانية فى السنوات المقبلة.
وأكد مغازى، أنه كلما توسعنا فى هذا النموذج من الزراعة مع السنوات المقبلة من الممكن أن نوفر كميات من الزراعات الشتوية، بالإضافة إلى مياه الأمطار التى تستقبلها المحافظات الشمالية، مما يساهم فى توفير المياه أثناء فصل الشتاء، خاصة أن كلها تأتى من السد العالى، وأى توفير للمياه فى الزراعات ينعكس إيجابًا على مخزون مصر الاستراتيجى فى بحيرة ناصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة