اعتبر واى جيان تشينج، الرئيس التنفيذى لشركة تيدا مصر التى تتولى تنمية المنطقة الصينية بمحور قناة السويس، قرار تعويم الجنيه جيد لتشجيع تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر للسوق المحلية والقضاء على المشكلة التى كانت تواجه المستثمرين، وهى عدم القدرة على الحصول على الدولار لتنفيذ المشروعات أو شراء مستلزمات الإنتاج بخلاف الفجوة الكبيرة بين سعره فى البنك المركزى والسوق الموازية وهو ما كان له تأثير ضار جداً بالاقتصاد القومى.
وأكد تشينج، أن قرار التعويم سيزيد من حجم استثمارات الشركات الأجنبية العاملة فى مصر، ومنها شركه تيدا مصر، إلا أنه يبقى التحدى أمام الحكومة عقب التعويم هو الاتجاه للتصنيع حتى تستطيع مصر تطوير اقتصادها القومى.
وانتقد "تشينج" قانون الاستثمار الجديد بسبب تجاهله المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قائلًا: "للأسف قانون الاستثمار الجديد لم يخاطب المنطقة الاقتصادية، وكان كل تركيزه على مناطق أخرى منها صعيد مصر، رغم أن المنطقة الاقتصادية فى العين السخنة هى الأولى بالرعاية لأنها نواة المنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس ومصر عامة، وكان يجب وضع حوافز استثمارية جيدة لتحفيز المستثمرين على رأسها تطبيق إعفاءات ضريبية".
وأضاف أن السعر الضريبى الجديد، يؤثر على المستثمرين الراغبين فى التواجد بالمنطقة الصينية، خاصة وأن المستثمر يهمه تحقيق أعلى ربحية، وبالتالى فإن تطبيق السياسة الضريبية الجديدة ستخفض حجم الأرباح المحققة، وقد تجبر المستثمرين على اختيار مناطق استثمارية أخرى فى دول مثل جيبوتى وزامبيا وإثيوبيا وسنغافورة ووسط إفريقيا التى لديها سياسات محفزة فى الإعفاءات الضريبية.
وشدد على حاجة الحكومة المصرية لوضع سياسات استثمارية جيدة لتحفيز رجال الأعمال، واصفاً الدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس بالمتفتح والمرن فى تعاملاته.
وعن ضم اليوان لسلة العملات الدولية، أكد واى جيان تشينج، أن تلك الخطوات ستساهم فى توسيع النشاط التجارى والاستثمارى بين مصر والصين، وسيسمح بفتح اعتمادات مستندية باليوان الصينى لدى البنوك المصرية ويقلل من الصعوبة التى كانت تواجهها الشركة عند تحويل اليوان للدولار ثم للجنيه، كما سيشجع على توافد السياحة الصينية لمصر.
وأضاف أما بالنسبة لشركة تيدا، والتى تعتبر من أبرز وأكبر الشركات الصينية المستثمرة فى مصر، فأن قرار ضم اليوان سيؤثر بالإيجاب على زيادة حجم استثماراتها بمصر.
وبالحديث عن طريق الحرير، قال "تشينج" إنه يعد أحد المشروعات القومية بالصين، وبمرور الطريق فى أهم محور اقتصادى بمصر، فأن طريق الحرير أصبح جزء مهم من أكبر مشروع قومى فى مصر، لذلك تولى الحكومتان المصرية والصينية أهمية خاصة لتلاقى المصالح المشتركة للبلدين فى هذا الجزء المهم فى العالم هذا على المستوى الحكومى، أما بالنسبة لمستوى الشركات الاستثمارية الصينية، فأنها تولى مصر أهمية قصوى للاستثمار فى هذه المنطقة لما تحتويه من مستقبل كبير بالنسبة لمصر وطريق الحرير ككل.
وعن آخر تطورات إنشاء المنطقة الصينية بالعين السخنة، كشف واى جيان تشينج، عن انتهاء الشركة من البنية التحتية للمرحلة الأولى من توسعاتها لتطوير 6 كيلو متر بالمنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس باستثمارات قدرها 223 مليون دولار، مؤكدًا أنه على الرغم أن الفترة الحالية تشهد هدوء نسبى فى مناخ الاستثمار فى مصر، إلا أن ذلك لم يؤثر على خطط وتطورات الشركة فى مصر، وتعمل الشركة بكامل طاقتها ومجهودها واستثماراتها لتوفى بوعدها للاقتصاد المصرى.
وأعلن الرئيس التنفيذى لشركة تيدا مصر، عن تلقى 10 عروض من شركات كبرى لإقامة مشروعات بتوسعات المنطقة الصناعية الصينية بشمال غرب خليج السويس من جنسيات متعددة منها المصرية والخليجية والصينية، بقطاعات البلاستيك والسيارات والفايبر جلاس، مضيفا أن الشركة تستهدف تنويع استثمارات المنطقة بين الكثير من القطاعات مع الاهتمام بتخصيص جزء من المشروع للصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف أنه حتى الآن تم التعاقد مع شركتان الأولى هى "دايون" للدراجات البخارية، والتى تعاقدت لإنشاء مصنع لها باستثمار 77 مليون دولار يوفر 800 فرصة عمل، ومن المقرر أن تبدأ نشاطها قريباً، خاصة وأنها سجلت بياناتها فى الهيئة العامة لتنمية محور قناة السويس.
وتابع أما الشركة الثانية وهى "السخنة لوجستيك كار سيتى"، والتى تعاقدت لإنشاء أول مدينة لوجيستية متكاملة للسيارات فى مصر على مساحة 260 ألف متر مربع وبقيمة استثمارية تبلغ 300 مليون جنيه توفر 3000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وانشأت المدينة طبقا للقانون 183 لسنة 2002، وذلك لما يعطيه القانون من مزايا تشجيعية خاصة بالجمارك مقارنة بجميع المناطق الأخرى.
وأوضح وى جيان تشينج، أن فكرة مدينة السيارات الجديدة، هى عبارة عن مدينة لوجيستية متكاملة يتوجه إليها جميع مستوردى السيارات من خارج البلاد ليجدوا جميع أنواع السيارات المتاحة فى السوق فى مكان واحد، مجهز بكافة الخدمات المرتبطة بالسيارات إلى جانب وسائل الترفيه والخدمات وتناول الوجبات حيث يمكن اعتبارها بمثابة رحلة سياحية وترفيهية بالإضافة لشراء سيارة.
يذكر أن شركة "تيدا" القابضة للاستثمار، احتلت المرتبة الأولى فى قائمة الشركات العاملة بمجال التطوير والتنمية العقارية بالصين على مدار الـ30 سنة الماضية، ونجحت خلال تلك الفترة فى تطوير مناطق صناعية ببكين قبل قرار الاستثمار فى مصر ومنها منطقة تيانجين التى تبلغ مساحتها 200 كيلو متر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة