من أين تنبع قوة الروح، ومن أين تأتى القدرة على معاندة ظروف الحياة، والرغبة فى الاستمرار، ومخالفة اللوائح التى تكاد تكون قانونا يكبلنا بأحزانه، إنها تنبع من داخلك، من رغبتك فى هزيمة نفسك أولا، من إيمانك بقدراتك، وهذا ما فعله لاعب كرة القدم اليابانى كازويوشى ميورا، الذى يستعد حاليا للموسم الثانى والثلاثين فى مشواره الكروى.
تقول الصحف العالمية إن المهاجم اليابانى، كازويوشى ميورا، يستعد لخوض موسم جديد من مشواره الكروى، وهو فى الخمسين من العمر، بعد توقيعه عقدا مع فريق يوكوهاما فى دورى الدرجة الثانية. وتفيد الصحف بأن ميورا توقف عن اللعب للمنتخب اليابانى منذ 17 عاما، وهو الآن أكبر لاعب يسجل هدفا فى الدورى اليابانى، إذ سجل الموسم الماضى وعمره 49 عاما، وسبق للمهاجم الشهير أن لعب فى أوروبا، وسجل للمنتخب اليابانى 55 هدفا، فى 89 مباراة لعبها.
وعن بداياته بدأ ميورا المولود فى اليابان مشواره الكروى فى البرازيل، مع فريق سانتوس، ولعب أول مباراة فى صفوف المحترفين عام 1986، ثم انتقل إلى أوروبا ليلعب فترات قصيرة مع فريق جنوة الإيطالى، وفريق دينامو زغرب الكرواتى فى التسعينيات، وعاد بعدها إلى اليابان ليلعب لفريق يوكوهاما فى عام 2005 وعمره 38 عاما، وكان وقتها أكبر لاعب فى الدورى اليابانى الممتاز، قبل أن ينتقل إلى فريق فيسيل كوبه.
بالطبع يتأمل الإنسان فى الإرادة التى يملكها ميورا، ويتذكر جيلا كاملا من لاعبى الكرة فى مصر اعتزلوا فى عز شبابهم، بعضهم لم يبلغ الثلاثين عندما فعلها، ويتأمل آخرين فى مجالات مختلفة، يظنون أنهم عندما يقتربون من الخمسين فإن الحياة تكون قد ولت ويفكرون فى أشياء كثيرة على رأسها الموت.
ميورا الذى لعب من قبل لـ15 ناديا سيلعب الموسم الـ32 له، ولا يقول عن نفسه إنه رجل عجوز، ولا يفكر فى الاستمتاع بالجلوس وتذكر الحكايات الجميلة، ويؤمن بأن ما يقوله الآخرون عن تقدم العمر هو مجرد إحساسهم وليس إحساسه، بالتأكيد يعرف أن الزمن مجرد رقم لا مزية فيه إيجابية أو سلبية، فالواحد منا هو من يضفى عليه القيمة التى يريدها.
يستحق ميورا أن ينتبه الجميع لتجربته، التى ذكرتنى بتجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، فبعد قنبلتين نوويتين قاسيتى القلب من أمريكا، لم تركن لأغنية الخراب، لكنها نهضت واستمرت فى العمل، وقالت ما قاله «ميورا» عقب توقيعه العقد الجديد: «أملى أن أواصل العمل بكل ما أوتيت من قوة، بالتعاون مع العاملين فى الفريق، ومع زملائى ومع الجمهور الذى دأب على تشجيعى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة