حلم عزيز المنال أو ثورة علمية، أن تستطيع مصر زراعة القمح مرتين فى العام بدلا من مرة واحدة، مما يسمح بمضاعفة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتى، وهاهو الحلم يتحقق بفضل مجموعة من العلماء المصريين المخلصين، الذين استطاعوا من خلال البحث العلمى المتواصل على مدى أربع سنوات التوصل إلى حقائق مؤكدة يمكن أن تنتقل ببلدنا لأول مرة من الارتهان للغير فى رغيف العيش، إلى الاكتفاء الذاتى.
علماء مصر نجحوا فى اكتشاف آلية لمعالجة بذور القمح بالتبريد لمدد زمنية مختلفة، الأمر الذى يترتب عليه إمكانية زراعة القمح أكثر من مرة خلال الموسم الواحد، واختصار مدة بقاء المحصول فى التربة إلى النصف تقريبًا، مما يعنى مضاعفة الإنتاج المحلى من نفس مساحة الأراضى المزروعة، وتحقيق مكاسب ضخمة للمزارعين من محصول القمح ومن المحاصيل والمزروعات الأخرى.
وخلال الشهر المقبل ستدخل تجربة زراعة القمح فى الموسم الشتوى حيز التنفيذ لأول مرة، وأصبح بمقدور المزارعين المصريين زراعة محصول القمح وحصاده خلال ثلاثة أشهر فقط وتحقيق أعلى إنتاجية للفدان وفى جميع أنواع التربة طينية كانت أم رملية، وباستخدام كل أنواع الرى، بالغمر أو بالتنقيط والرش، وبعد حصاد المحصول يمكن للمزارعين الاستفادة بأراضيهم فى زراعة محاصيل سريعة النمو مثل البرسيم أو البنجر أو الفول بدلا من قضاء 6 أشهر فى الزراعة بالطريقة العادية.
هذه التجربة العلمية الخلاقة، التى ترقى لمستوى الثورة والإنجاز بكل المقاييس، ستعمل على سد الفجوة الغذائية، التى نعانى منها وتكلف الموازنة العامة مبالغ طائلة بسبب فواتير الاستيراد، وكذا تجنيب المصريين أى أضرار صحية نتيجة استيراد محاصيل مصابة بالأمراض، فضلا عن توفير مياه الرى.
ومن خلال هذه التجربة الخلاقة، يمكن أن نستخلص عاملين أساسيين لتقدم بلدنا وازدهاه، الأول أننا لن نحقق تقدمًا أو نهضة ونتحرر من جميع مشاكلنا وأزماتنا إلا بالعلم والتفكير الخلاق والإدارة الرشيدة التى تبتعد عن الفهلوة أو البيروقراطية، وتلجأ كما هو معتاد إلى التبريرات والأعذار من الزيادة السكانية إلى ضعف الموازنة، وأما العامل الثانى فهو العلم والبحث العلمى، فإذا كنا نريد التقدم والنهضة حقا فلابد من الاستثمار بقوة فى البحث العلمى لأنه سفينة نوح بالنسبة إلينا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة