إذا قادك حبك لزيارة مقام مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، ستجد عم "حسن" يوم الجمعة والاثنين يقف أمام مقام "القنائى" وبجوار بعض الزائرين والمحبين، وبعد الصبية الصغار ممسكاً بـ"المزمار" ويسمونها فى المحافظة بـ"غاب" وهى آلة موسيقية مصنوعة يدوياً، يجلس هذا الرجل المسن مادحاً النبى وأولياء الله الصالحين بطريقة جميلة تجعلك تقف بجواره تستمتع بما يطربه أمام المقام، رافضاً أن يحدث أى شخص قبل الانتهاء من ترديد أبيات المدح لصاحب المقام، يجبر من حوله على ترديد تلك المدائح بصوتهم.
يبلغ عم "حسن" من العمر 60 عاماً يمتلك أحد المزارات السياحية أمام معبد دندرة، يرتدى جلباب أبيض وعليه عمة بيضاء يجلس عقب انتهاء الطرق الصوفية من "الحضرة" يوم الجمعة والاثنين، بجوار مقام سيدى عبد الرحيم القنائى، ممسكاً آلته الموسيقية، مردداً "البردة المحمدية" بطريقته، يلتف حوله جميع الزائرين أمام المقام يحاول البعض أن يعطيه "أموال" على سبيل البركة، لكنه يرفض معللاً: "أنا مش جاى أشحت من حد أنا محب لآل البيت، وهُم سبب سعادتى فى الدنيا".
التقى "اليوم السابع" بمداح سيدى عبد الرحيم القنائى قائلاً:"أنا لا أترك زيارة مقام سيدى عبد الرحيم القنائى أسد محافظة قنا منذ 17 عاماً، بكون متواجد يوم الجمعة، والاثنين فى المسجد قادماً من قريتى التى تبعد عن المحافظة حوالى 30 كيلو، وجهتى ونيتى زيارة مقام "القنائى" لأخذ البركة والصلاة فى مسجد تحيط به النفحات والروحانيات، أنا مش متعلم ولا أجيد القراءة ولا الكتابة، لكن الحمد لله عندى موهبة وبعرف أتكلم "إنجليزى" أحسن من واحد معاه كلية، علشان عندى مزار سياحى أمام معبد دندرة، والحمد لله أنا محب وجميع الزائرين للمقام يعرفونى وهذا شرف عظيم".
وعن طريقته فى مدح آل البيت باستخدام "الزمارة" أضاف:"أن تعلمت العزف على تلك "الآلة" أثناء تواجدى فى الغيط، كنت وقتها بصنعها من "البوص" وأجلس بجوار الماء والخضرة والطبيعة الخلابة أغنى بها، ثم جاءت فكرة استخدامها فى ترديد المدائح، "ومن يومها وأنا بزور بها جميع الأماكن التى يوجد فيها أولياء الله الصالحين، بزور سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وسيدى أبو الحسن الشاذلى"، وأجوب بها المحافظات، وأغنى حباً فى آل البيت وأمدح فى سيدنا النبى "محمد" صلى الله عليه وسلم، لا أترك مولد أحد من الأولياء ويمنعنى عنهم الشديد القوى.
وعن ذكرياته مع تعلم الطرب بـ"المزمار" تحدث أنه "بصنعه بأيدى، وله نظام مختلف، عبارة عن "بوصة" وأقوم بوضعها فى النار حتى تصبح صالحة للاستخدام، ثم أقوم بفتحه عدة فتحات من أعلى واسمها "غاب" عندنا، ثم أقوم باستخدامها، والجلوس بمفردى لرعى الغنم وزراعة الأرض هو من ساعدنى حتى أصبحت موهوبا، وكنت أذهب به عند معبد دندرة لأطرب السياح، وقت لما كانت بلدنا فيها سياحة وكان الخير بيعم على الجميع، والأجانب كانوا بيحبوا يتصوروا معايا ويغنوا ويتبسطوا، وكنت بعمل كل ده حباً فى بلدى وأساعد على تنشيط السياحة فى المحافظة، والحمد لله يكفينى شرفا أن شهرتى فى المحافظة جاءت من مدحى وحبى لـ"آل البيت" وده مصدر سعادتى.
عم حسن مطرب "القنائى" وهو يعزف أمام المقام
أثناء عزفه أمام المقام وحوله بعض المريدين والمحبين
يعزف ويمدح أمام مقام "القنائى" فى محافظ قنا
بعض الصبية يستمعون لمدحه بـ"المزمار" أمام المقام
يجلس أمام المقام وحوله بعض الزائرين والأطفال
يستخدم "الغاب" فى المدح
عم حسن وهو يقوم بالعزف وأمامه الأطفال
عم حسن يروى قصته مع محرر اليوم السابع
يتحدث عن حكاية 17 عاما من المدح أمام "القنائى"
حكاية العزف مع عم حسن وهو يتحدث لـ"اليوم السابع"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة