أعلن السفير السودانى فى القاهرة، عبد المحمود عبد المجيد، يتم الإعداد لوثيقة للتعاون الاستراتيجى بين مصر والسودان وسيتم توقيعها خلال زيارة الرئيس السودانى عمر البشير، لمصر الأسبوع القادم، مشيراً إلى أن الوثيقة تعكس الرغبة الجديدة بين البلدين لاجتياز آفاق أكبر وأعمق وأكثر تأثيراً لمصلحة شعبى البلدين .
وأضاف عبد المجيد فى لقاء صحفى مساء أمس، أن الوثيقة تهدف الى تعزيز الشراكة فى كافة المجالات وهى قصدت ان تعطى رسالة سياسية عن أهمية هذه الزيارة وأهمية العلاقات فى هذه المرحلة، ومدى الالتزام السياسى الكامل بين البلدين للنهوض بهما لمصلحتهما المشتركة .
وأشار السفير السودانى بالقاهرة، إلى أهمية اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التى سوف تنعقد للمرة الأولى فى تاريخ العلاقات بين البلدين على المستوى الرئاسى، موضحاً أنها كانت تتم على مستوى النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانى ورئيس الوزراء المصرى وتوقفت خلال الـ 5 سنوات الماضية لظروف معلومة منها الأوضاع فى مصر.
ولفت السفير السودانى إلى أن وتيرة العلاقات بين البلدين ازدادت خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن لقاءات الرئيسين بلغت رقما قياسيا، حيث زار البشير شرم الشيخ حوالى 7 مرات والسيسى زار السودان 3 مرات، والتقى الرئيسين فى العديد من المرات على هامش لقاءات دولية، فبلغ مجموع اللقاءات أكثر من 16 لقاء رئاسيا وهو علامة نجاح وصحة بين البلدين.
وأكد عبد المجيد أن اجتماعات اللجنة العليا بدأت بداية قوية بالتشغيل التجريبى لمعبر "أرقين" الذى يعتبر مهم جداً، مشيراً إلى أن الرئيس السيسى عندما افتتح اجتماع التكتلات الأفريقية فى شرم الشيخ قبل عدة أشهر أشار الى أهميته وأهمية المعابر بين "مصر والسودان" لخدمة القارة الأفريقية .
وقال عبد المجيد، إن معبر "أرقين هو هدية عام 2016 ليس للشعبين المصرى والسودانى، وانما للقارة الأفريقية والمنطقة بأكملها، حيث إنه ضمن الخطة القارية لربط القارة "القاهرة- كيب تاون" البرى، مشيراً إلى أن هذا المنفذ مهم جداً، ويأتى كمعبر تانى بعد ميناء "قسطل" وسجل نجاحات كبيرة جداً فى مجال تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين، والأهم هو التواصل الشعبى والاجتماعى والإنسانى بين شطرى وادى النيل.
وأشار عبد المجيد، إلى أن الاحصاءات عام 2014 للتبادل التجارى بين البلدين مجموعه 835 مليون دولار وهو رقم متواضع وبعد افتتاح معبر قسطل زادت هذه النسبة زيادة كبيرة، قائلاً: "نأمل أن يضاعف معبر أرقين هذه النسبة حيث يتميز بأنه ليس به مسطح مائى ويوفر الـ 3 ساعات التى تأخذهم العبارة فى بحيرة ناصر، فيمكن أن يأخذك المعبر من القاهرة مباشرة الى أديس أبابا وإلى التشاد وجنوب السودان وداخل القارة الأفريقية ".
وأعلن السفير السودانى أنه سيتم إنشاء منطقة تجارة حرة على المنطقة الحدودية بين مصر والسودان، تتضمن إنشاء عدد من المجمعات العملاقة "مصانع ومجازر آلية ومشروعات خدمية" على طرفى المعابر لتطوير وتحديث التجارة بين البلدين وزيادة آفاق التعاون، حتى لا يكون التبادل للمواد فقط وإنما يكون لديه قيمة مضافة للمواد التى يتم استيرادها وتصديرها من مصر والسودان إلى جانب إنشاء معامل متطورة .
وأضاف السفير السودانى، أنه لابد أن يكون هناك اتجاه لتعزيز الإمكانات المعملية والمختبرية، حتى يتم الفحص بالسرعة المطلوبة لكسب الوقت والجهد فى التصدير والاستيراد، مشيراً إلى أن مناطق جنوب مصر وشمال السودان من المناطق الموعودة وهناك ازدهار كبير جدا ستعكسه البنيات الأساسية للعملية التنموية فى الدول الأفريقية.
وأشار السفير السودانى إلى أن اللجنة العليا المشتركة ستعقد على 3 مستويات يومى ٢ و٣ أكتوبر على مستوى كبار المسئولين فى القطاعات المختلفة وتتواصل يوم ٤ على المستوى الوزارى وعلى مستوى القمة يوم 5 بحضور الرئيسين لتوقيع الاتفاقيات التى سيتم التواصل إليها.
وأضاف عبد المحمود، أنه سيتم تكريم الرئيس السوانى كأحد أبطال حرب أكتوبر لأنه شارك بالفعل فى حرب 1973 وتواجد على الجبهة وشارك ايضاً فى حرب الاستنزاف .
ويصاحب البشير فى زيارته لمصر وفد رفيع المستوى يضم وزير رئاسة الجمهورية ووزير الخارجية ووزير التجارة ووزير الزراعة ووزيرة التعليم العالى والبحث العلمى ووزيرة الاتصالات".
اجتماعات الوزراء ستتم على حسب ما اتفق بين البلدين، موضحاً أن هناك 30 لجنة للتعاون الثنائى مع مصر للتنسيق المشترك بين البلدين تم دمجها فى 7 قطاعات مختلفة" السياسى والأمنى والقنصلى والتجارى والاقتصادى والزراعة والرى والخدمات والتربية والتعليم العالى والثقافة "واجتماعات كبار المسئولين والوزراء ستتم على حسب هذه القطاعات" .
وأضاف أن أولى اجتماعات اللجان، وهى العسكرية بدأت خلال زيارة رئيس الأركان السودانى، الفريق أول عماد الدين مصطفى، لمصر ولقائه بعدد من المسئولين العسكريين فى مصر.
ويشمل الملف الزراعى التعاون فى مجالات الأمن الغذائى والثروة الحيوانية والمشروع الاستراتيجى للحوم بين مصر والسودان وفى النقل بعض المشروعات المرتبطة بالنقل البرى والنهرى وتعزيز الربط بين البلدين بالسكك الحديدية اتفاقية التعاون الاقتصادى المقدمة من وزارة التعاون الدولى المصرى والتى ستوقع خلال اجتماعات اللجنة العليا.
وقال عبد المحمود "نريد أن تشكل هذه اللقاءات نقلة تاريخية لعلاقات التعاون بين مصر والسودان، ويعلم الجميع أن العلاقات تاريخية وأزلية ومتجذرة بين شعبى وادى النيل لكن المنتج فى المجالات المختلفة ضعيف وليس فى تطلعات البلدين والشعبين" مشيراً إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين ضعيف جدا مقارنة بالإمكانيات التى يأمل أن تؤدى هذه الاجتماعات إلى نقلة كبيرة بين البلدين لتعزيز الاستثمار .
وأشار عبد المحمود أن الاجتماعات تحمل بشريات كبيرة جداً بين مصر والسودان والتى يأمل أن يعود خيرا لصالح البلدين والشعبين وتتخطى مرحلة الحديث عن العلاقات التاريخية لعلاقات تنعكس على الارض خيرا لصالح البلدين والشعبين، قائلاً: "آن الآوان لكى تتحول شعاراتنا إلى مصالح فى كافة المجالات إلى مشروعات يشعر بها المواطن فى البلدين ويشعر ايضاً بقيمة هذا التعاون والتكامل".
وأكد عبد المحمود أن الاجتماعات ستتناول الحريات الأربع من خلال اللجنة السياسية الأولى برئاسة وزيرا الخارجية فى البلدين، قائلاً: "نأمل أن يبذل الجانب المصرى المزيد من الجهد فى تحقيق الحريات الأربع خاصة فيما يتعلق بالإقامة والعمل فى مصر، والتملك فى السودان".
وقال عبد المحمود إن الجالية السودانية فى مصر تعانى كثيرا فى أمور الإقامة والعمل ونأمل أن تعطى هذه الاجتماعات موجهات واضحة حتى يكون هناك تعامل متوازن للحريات الأربعة، لكن بخلاف الحريات الأربعة الاجتماعات تغطى مجالات كثيرة.
وتتناول الزيارة مشاكل تهريب البشر والهجرة غير الشرعية باعتبارها واحد من الهموم التى ستناقش فى جانب التعاون السياسى والأمنى والقنصلى بين البلدين والتى يتضرر منها الجميع لذلك لابد من التنسيق المحكم.
ولفت السفير السودانى إلى أن السيسى والبشير سيتبادلان وجهات النظر فى القضايا والمسائل الإقليمية ذات الصلة وأهمها الأوضاع الأفريقية والإقليمية والوضع فى ليبيا مشيراً إلى أن استقرار ليبيا مهم لمصر والسودان وأيضا الوضع فى اليمن وسوريا وتعزيز عمل الجامعة العربية، وكذلك التنسيق فى المنابر والمحافل الدولية والتعاون فى إطار المنظمات المشتركة.
وحول قرار وقف المنتجات المصرية، قال عبد المحمود أن القرار فنى احترازى مؤقت، سمع فيه السودان ما سمع من تشنيع وتبشيع من دون سائر الدول التى أوقفت الاستيراد تم التركيز على السودان مشيراً إلى أنه من الممكن أن يضر الإعلام بمشاعر البلدين.
وفى الملف الخارجى، قال عبد المحمود إن السودان ليس محايد أو منحاز فى قضية سد النهضة ولعب دور محورى لمصلحة الجميع، ولديه مصالح مثل مصر واثيوبيا يسعى لتحقيقها ونثق تماما ونؤمن أن مصالحنا لا ينبغى ان تكون على حساب الآخرين وضرورة أن يكون النهر ساحة للتعاون وليس الصراع ولولا وجود السودان لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من إعلان مبادئ وتشكيل لجنة سداسدية والتوقيع مع المكاتب الاستشارية، وحقوق مصر محفوظة فى النيل.
وأشار إلى أن موقف السودان فى ليبيا واضح جداً، قائلاً: "نحن ندعم حكومة فايز السراج المعترف بها دوليا ووحدة ليبيا شعب وأرض والتوافق بين أبنائها وضد التدخلات الأجنبية فيها، ونأمل أن تتمكن دول الجوار من حسم المشاكل التى طرأت على المشهد الليبى وان تلعب الجامعة العربية دور فى هذا الأمر بتقريب وجهات النظر بين الفرقاء فى ليبيا حتى يتم تعزيز قوة الحكومة المعترف بها وتعزيز المؤسسات الشرعية .
وأضاف أن اتهامات السودان بعدم اعترافه بالشرعية فى ليبيا سئمنا منها ومن ما يكرر فيها، وهذه الاتهامات يسوقها بعض الأطراف ضد مصر أيضاً يقولون إنها تدعم فلان وهذه المجموعة لن ينقضى ترديد الاتهامات نحن نؤمن بالية دول الجوار واستضفناها أوخر العام الماضى فى الخرطوم وينبغى أن تلعب دول الجوار دور أساسى لأنها معنية بالأمن والاستقرار أكثر من أى أحد، ونرى وجوب توافق تعزيز الليبين عدم إعطاء الفرصة لمن يريد الهاب المشهد الليبى.
وقال عبد المحمد "نحن نعتبر ما يدور فى مصر من تطورات سياسات وخيارات شأن مصرى لا نتدخل فيه وندعو مصر بنفس القدر أن تقبل خيارات السودان، ولا نستضيف أى معارض مصرى على أرض السودان وبالمثل نطلب من الشقيقة مصر أن تكون القاهرة ساحة لنشاط معادى لأن بعض الناس يأتون إلى القاهرة ويحاولون عن طريق نشاط إعلامى خلق معارضة ضد الحكومة السودانية، ونعلم حرص مصر على أمن واستقرار السودان ونريد أن يكون هناك التزام بين البلدين .
وأشار عبد المحمود إلى أن آمان البحر الأحمر ظل هاجس ليس فقط لمصر والسودان وإنما لكافة الدول المتشاطئة عليه ولابد ان تطرق المباحثات ستطرق لتأمين البحر الاحمر ككل وهناك تعاون كبير جدا بين المؤسستين العسكريتين فى مصر والسودان لتعزيز الأمن وحماية الحدود المشتركة، لدينا تجربة ناجحة بين السودان والتشاد فى حماية الحدود.
ولفت إلى أن الحوار الوطنى فى السودان من الإنجازات السودانية بعيدة المدى غير المسبوقة فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية ونفخر أنه يسير بخطى ودعم كبير من الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقى وعدم الانحياز مؤخرا والتعاون الإسلامى كل هذه المنظمات اشادت بالحوار الوطنى لانه يشكل الحل لما نعانيه من التهاب بسبب النزاعات فى المنطقة، وتمت دعوة العديد من الشخصيات الدولية لحضور الاجتماعات الهامة للحوار الوطنى التى ستعقد 10 أكتوبر لتكون تجربة تستفيد من كافة الدول الأفريقية .
وقال عبد المحمود: "نحن أكثر دولة يمكن ان تتأذى من عدم الاستقرار فى جنوب السودان ولذلك بذلنا جهود كبيرة جداًعلى المستوى الإقليميى لأحداث توافق كانت نتيجته كل الاتفاقيات التى توصل لها الفرقاء فى الجنوب ومن ألا يأوى أى فصائل عسكرية مسلحة ذات نشاط هدام كما كان حادث وأكدوا أن ذلك سيتم الوفاء به واعتقد أن إيقاف دعم الحركات المسلحة والمتمردة فى جنوب السودان سيساهم فى ليس فقط فى تعزيز السلام فى الجنوب فقط وإنما فى المنطقة عموماً.
واختتم عبد المحمود حديثه: "أن الصورة الآن ملامحها عسيرة الفهم فى المنطقة العربية ودول الجوار والحل الذى أتى به السودان فى الحوار الوطنى يمكن أن تستفيد منه كافة دول المنطقة لتعزيز الحوار والسودان يسع الجميع، مشيراً إلى أنه لمدة طويلة جدا ظل السودان بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم وحملة السلاح بعضهم جاء من الخارج بضمانات .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة