وصلت بعثة أسر شهداء ومصابى الشرطة من الأفراد والمجندين، والمكونة من 185 حاجا وحاجة مطار الملك عبد العزيز الدولى بجدة، لأداء فريضة الحج على نفقة وزارة الداخلية، تقديرا لتضحيات أبنائهم الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور فى سجلات الواجب والشرف.
وأعرب أسر شهداء ومصابى الشرطة من الأفراد والمجندين - فى تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الأراضى المقدسة اليوم السبت - عن سعادتهم الغامرة، بحج بيت الله الحرام، مؤكدين فخرهم واعتزازهم بتضحيات أبنائهم فى سبيل تحقيق أمن الوطن، مؤكدين فى الوقت نفسه استعدادهم لبذل الغالى والنفيس من أجل مصلحة الوطن.
ومن جانبه، قال الحاج ربيع شعبان محمود، والد الشهيد أمين شرطة شعبان ربيع، الذى استشهد إثر انفجار عقار بشارع الهرم بمديرية أمن الجيزة فى 21 يناير الماضى، أنه فخور ببطولة نجله الشهيد، مشيرا إلى أنه دعا الله عز وجل خلال أدائه العمرة أن يتقبله شهيدا، لأن الشهادة تضمن أعلى درجات الجنة، بينما قالت والدته الحاجة فريالة حسن، إن نجلها الشهيد لديه 3 أبناء، وهم حسناء فى الصف الثالث الابتدائى، ويوسف فى الصف الأول الابتدائى، وآدم (عام ونصف)، مشيرة إلى أنها تحرص يوميا على قص بطولة والدهم لهم؛ حتى يتعلموا معنى التضحية فى سبيل الوطن.
وبدورها، قالت الحاجة أسماء فرج محفوظ، أرملة الشهيد عريف أحمد محمد عبدالرحيم، الذى استشهد إثر انفجار سيارة بشمال سيناء فى 4 نوفمبر الماضى، إن العناصر الإرهابية الضالة اغتالت فرحتها بزوجها الشهيد البطل بعد زواجهما بفترة قصيرة، ولكن ما يصبرها أنه حى، كما قال الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، مؤكدة أن زوجها الشهيد فارق الحياة جسديا، ولكن روحه تطل عليها يوميا لتطمئن عليها وعلى والديه الذين يؤديان فريضة الحج برفقتها.
ومن جانبها، قالت الحاجة امتثال محمد أحمد، أرملة الشهيد الخفير رمضان أحمد سالم العوضى، الذى استشهد إثر إطلاق أعيرة نارية من مجهولين بمحافظة الشرقية فى 24 يناير الماضى، والتى تؤدى الفريضة برفقة نجليها محمد وأحمد، أن الله استجاب لدعواتها ومن عليها بأداء فريضة الحج، بعد أن تلقت الدعوة من خلال وزارة الداخلية، وهو ما أضفى على قلبها حالة من الراحة والسكينة والصبر على فراق الشهيد البطل، مؤكدة فى الوقت نفسه أن الله سبحانه وتعالى لن يضيع حق هؤلاء الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة وطنهم وضمان أمنه واستقراره.
بينما قالت الحاجة بديعة صالح عبد العزيز، أرملة الشهيد السيد عبد العال "موظف مدنى بمديرية أمن شمال سيناء"، والذى استشهد إثر إصابته بطلق نارى فى 9 سبتمبر الماضى، أنه على الرغم من أن زوجها موظف مدنى فى وزارة الداخلية، إلا أنه لم يشعر يوما بأنه ليس عرضة للمخاطر، وعلى الرغم من ذلك كان يحرص على التفانى فى عمله ويتمنى الشهادة، والحمد لله نال ما تمنى من رب العالمين، مطالبة فى الوقت نفسه بالقصاص من العناصر الإرهابية الخسيسة التى تحاول زعزعة أمن واستقرار البلاد.
بدوره، قال الحاج رضا فهيم عبد المعز، والد الشهيد المجند محمد رضا فهيم، والذى استشهد أثناء إطفاء حريق فى 11 سبتمبر الماضى، إن نجله البطل ضحى بروحه من أجل إنقاذ حياة الأبرياء، مشيرا إلى أنه يشعر بالفخر لأنه والد الشهيد البطل، بينما قالت والدته الحاجة منى محمد السيد، إنها لم تشعر أن نجلها استشهد أو توفى، فروحه دائما معها فى كل مكان، معربة عن سعادتها بتكريمه لها فى حياتها وحرصه على برها، وكذلك بتكريمه لها بعد استشهاده من خلال أداء فريضة الحج بواسطة بعثة القرعة التابعة لوزارة الداخلية، تقديرا لجهوده وبطولته.
وأكد اللواء سيد ماهر مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية، أن اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية وجه بتقديم كافة أوجه التسهيلات لأسر شهداء الشرطة والمصابين من الأفراد والمجندين، منذ لحظة مغادرتهم أرض الوطن، مرورا بوصولهم إلى الأراضى المقدسة لآداء المناسك، وحتى عودتهم سالمين غانمين إلى ديارهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة