حضر العاهل الأردنى الملك حسين إلى القاهرة صباح مثل هذا اليوم «27 سبتمبر 1970» للمشاركة فى مؤتمر القمة العربية الطارئة، الذى دعا إليه جمال عبد الناصر بسبب القتال الدائر بين قوات الجيش الأردنى والمقاومة الفلسطينية منذ 17 سبتمبر 1970.
وحسب سامى شرف، مدير مكتب عبدالناصر، فى مذكراته «سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر»، فإن مناقشات القمة توصلت إلى اتفاق من 14 بندا أهمها وقف إطلاق النار فى جميع الساحات، وانسحاب الجيش الأردنى والمقاومة الفلسطينية من كل المدن قبل غروب نفس اليوم، وتشكيل لجنة برئاسة الباهى أدغم، رئيس وزراء تونس، بالسفر إلى عمان يوم 28 سبتمبر لتنفيذ الاتفاق، وفى حال إخلال أى من الطرفين بأى بند من بنود الاتفاقية أو عرقلة تنفيذها ستتخذ الدول العربية إجراءات موحدة وجماعية ضدها، ودعم الثورة الفلسطينية حتى تتحقق أهدافها فى التحرير الكامل ودحر العدو الإسرائيلى الغاصب.
كان الحديث بين عبدالناصر وعرفات ويشير إليه سامى شرف، هو أكثر ما يلفت النظر فى مناقشات ختام القمة وبدأ بكلام عرفات: «سيادة الرئيس كيف نستطيع أن نأتمن هؤلاء الناس، وهم هناك مصرون على التصفية بينما نحن هنا نتباحث، لا فائدة، وليس أمامنا إلا أن نهد الدنيا على رؤوسهم ورؤوسنا، ولتكن النتيجة ما تكون»، فرد عبدالناصر على ذلك ردا متتابعا: «ياسر، لا يجب لأى شىء الآن أن نفقد أعصابنا، لابد أن نسأل أنفسنا طول الوقت: ما هو الهدف؟ الهدف كما اتفقنا هو وقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن، إننى تحركت من أجل هذا الهدف، بناء على تقديرى للظروف، وبناء على طلبك أنت لى من أول لحظة».
واصل عبد الناصر: «إن موقفكم فى عمان مرهق، ورجالكم فى «أربد» عرضة للحصار، وقلت لك من أول دقيقة إننا لا نستطيع مساعدتكم بتدخل عسكرى مباشر من جانبنا، لأن ذلك خطأ، لأن معناه أننى سأترك إسرائيل لأحارب فى الأردن، كما أن ذلك إذا حدث سوف يفتح الباب لتدخلات أجنبية تنتظر هذه اللحظة، إننى خلال الأيام الأخيرة فتحت لكم أبواب كل ما أردتموه من سلاح وذخيرة، كما إننى أرسلت لكم بالطائرات رجال الكتائب الفلسطينية الثلاث من جيش التحرير التى كانت موجودة على الجبهة المصرية لكى تعزز موقفكم، وأنت تعرف أننى بعثت إلى بريجنيف «سكرتير الحزب الشيوعى السوفيتى» لكى يضغط الاتحاد السوفيتى بكل قوته على أمريكا حتى لا تتدخل، وبعثت أنت تطلب منى أن أفعل ذلك وقد فعلته، كل ذلك فى سبيل أن نكسب وقتا نحول فيه دون ضربة قاصمة توجه للمقاومة، وتعوق كذلك وحدة قوى النضال العربى، إننى حرقت دمى خلال الأيام الأخيرة لكى أحافظ عليكم، وكان أسهل الأشياء بالنسبة لى أن أصدر بيانا إنشائيا قويا أعلن فيه تأييدى لكم، ثم أعطيكم محطة إذاعة تقولون منها ما تشاءون ضد الملك، ثم أريح نفسى لكن بضميرى وبالمسؤولية لم أقبل ذلك، إننى أستطيع أن أنهى المؤتمر هذه اللحظة، وهو من وجهة النظر السياسية حقق كثيرا».
واصل عبد الناصر: «ذهب الأخ نميرى وعاد بأربعة من زعماء المقاومة استخلصهم بالضغط من السجن، ثم صدر عنا تقرير نميرى والبعثة التى رافقته، تقرير أوضح الحقيقة كلها وشكل قوة ضدها سياسية هائلة، أستطيع أن أترك الأمور على هذا الحد وأستريح، ولكنى أسأل نفسى وأسألك: ما هو الهدف؟ هذا هو السؤال الذى يجب ألا ننساه، هدفنا مازال هو قف إطلاق النار لإعطائكم الفرصة لإعادة تقدير موقفكم، وإعادة تجميع قواكم ونحن الآن أمام فرصة للاتفاق، لك القرار، لأن موقفى من اللحظة الأولى كان من أجلكم، من أجل حمايتكم وحماية الناس الذين لا ذنب لهم والذين هم الآن قتلى لا يجدون من يدفنهم، وجرحى لا يجدون من يعالجهم، وشاردون بين الأنقاض أطفالا ونساء يبحثون فى يأس عن أبسط حقوق للإنسان وهو حق الأمن العام على حياته».
يذكر سامى شرف، أن ياسر عرفات رد على كلام عبدالناصر بإيجاز: «يا سيادة الرئيس لك الله، كتب عليك أن تحمل هموم العرب كلهم وخطاياهم أيضا».
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر عادل
رحمة الله على زعيم العروبة فى ذكراه
قتلناك .. يا جبل الكبرياءْ .. وآخر قنديل زيتٍ . يضىء لنا ، فى ليالى الشتاء . وآخر سيفٍ من القادسيةْ . قتلناك نحن بكلتا يدينا .. وقلنا : المنيّة ( نزار قبانى ) ما أحوجنا إليك اليوم يا أبا خالد لتجمع هؤلاء القوم المتشرزمين الذين فتحوا أبوابهم للتدخل الخارجى ليعيث فسادا فى أوطاننا .