كان مٌسمى متحف ومركز عبد الرحمن الأبنودى للسيرة الهلالية، شىء يرسل بالأمل فى توثيق أكبر ملحمة أدبية تٌحاكى قصة عربية امتزجت بين أصالة الكلام وأبيات الشعر التى بلغت مليون قصيدة أعطت لها واقع حقيقى لقصة تناولت هجرة قبيلة بنى هلال بين بلدان العرب، ارتبطت بأشخاص حرصوا على أن يظل الفن والشعر هو مصدر شريان الحياة لجامعها الراحل "الأبنودى".
متحف الأبنودى يسرد كيف عاش "الخال" عبد الرحمن الأبنودى لسنواتٍ طويلة، يتنقل بين القرى والنجوع والمراكز والمحافظات، والمدن العربية، يُقابل رواة السيرة الهلالية لحفظ التراث المصرى والعربى، على مدى ثلاثين عاما قضاها، وكان همة الشاغل خلال رحلة حياته فى جمع أكبر ملحمة التاريخية الوحيدة فى حياة الشعب العربى، والتى كانت تغنى فى البداية على لسان "الغجر والمرتزقة" فى الأفراح والموالد خلال الحقبة الزمنية القديمة والتى بلغت 1000 عام.
حينما أخذ الشاعر عبد الرحمن الأبنودى على عاتقه جمع تلك الأبيات، فى 15 جزءا بكل تفاصيل محبى ذلك التراث العظيم عن رواة السيرة الهلالية عقب حقبة زمنية مختلفة بين رواة وشعراءها، ليقسمها عبر مربعات وصلت إلى 4 ملايين بيت شعر، بعد رحلة فى بلدان المغرب والجزائر وتونس مسجلاً ذلك التراث الأدبى، مستغلاً رفقاءه الشاعر الراحل جابر أبو حسين، وشاعر الربابة "الضوى" مؤكداً فى أحد لقاءته إنه بذل كل هذا الجهد لجمع السيرة الهلالية، لأنها الباقية وبقاؤها يضمن بقاء "الأبنودى".
"اليوم السابع" أجرت جولة داخل المتحف للتعرف عن حياة "الخال" والتى جسدتها إحدى الغرف الموجودة على مساحة 4 أمتار، تحكى كيف عاش الأبنودى فى تسلسل لصور وضعت على جدرانه تروى فيها حياته منذ أن كان طفل صغير، ورحلة كفاحه فى جمع السيرة الهلالية ودراسته فى الجامعة ولقاءاته ببعض الفنانين على رأسهم "شادية" ونجيب محفوظ ليحقق أمنيته بأن تظل ذكراه خالدة ويكون ذلك المكان الموجود فى قنا قبلة المثقفين والأدباء والشعراء ممن يرغبون فى التعرف على حياة أكبر شعراء مصر الخال عبد الرحمن الأبنودى، كما يوجد بداخل متحف السيرة الهلالية قاعة لإقامة الندوات والأمسيات الشعرية، ومكتبة تحتوى على كبته تبرع بها للمتحف خلال حياته.
ذاكرة الأبنودى كانت فى تلك الصور، بداية من وجود صورة الشيخ محمود الأبنودى والد "الخال" وهو أحد المؤلفين وله كتاب باسم منحة المنان فى مدح السيد الأفوانى، يروى فيه رحلة الإسلام فى المجتمعات العربية يؤكد أنه "الخال" نشأ فى منزل به باع كبير فى العلم والشعر، مع وجود صور ومقتنيات شخصية على مدار المراحل العمرية لـ"الأبنودى" متمثلاً فى صور من الصغر إلى آخر أيام حياته مجموعة العمل والأصدقاء من أبناء أبنود، مؤلفاته وأمسياته وجولاته الشعرية ومجموعة رواة السيرة الهلالية.
أحمد خليل، المسئول عن إدارة متحف السيرة الهلالية، قال إن أكثر شىء حصلنا عليه من الراحل الأبنودى والذى كان ضمن الوصية هو الفصل بين الجلبة والبدلة الأفرنجى الموجودة بداخل المتحف، وهى أن الأبنودى رغم جولته وتركه الصعيد وارتداءه "البدلة" لم ينس زى الفقراء وارتداء الجلبية البلدى والعصا، ليعيش بفكر المثقفين وبفكر الفقراء والبسطاء وحياتهم تاركاً آخر قلم كان يكُتب بيه، وعن تواصل أسرته أضاف قائلاً: الأسرة دائماً على اتصال بنا فى المناسبات، ودائماً تسأل عن أدق التفاصيل والأهل والأنشطة الموجودة فى المتحف، والمشاكل التى تواجه متحف الأبنودى، وتأتى سنوياً لزيارة المتحف، وبفى بعض الأوقات تكون أكثر من زيارة خلال السنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة