ماذا تنتظر روسيا لإعادة رحلات الطيران إلى المطارات المصرية واستقبال الطائرات المصرية بمطاراتها؟ وزير النقل الروسى مكسيم سولوكوف، أعلن عشر مرات خلال الشهر الماضى أن بلاده بصدد بحث استئناف الرحلات الجوية لمصر وإيفاد البعثات الفنية المتخصصة للتأكد من الإجراءات الأمنية الجديدة بالمطارات المصرية، كما أعلن سابقا عن وجود خطة متدرجة لاستئناف الرحلات بدءا من مطار القاهرة وصولا إلى كل المطارات الأخرى وضمنها مطار شرم الشيخ.
وبينما يطلق وزير النقل الروسى تصريحاته الدبلوماسية، كانت البعثات الدولية المتخصصة تشيد جميعها فى تقاريرها الفنية بالإجراءات المتبعة بالمطارات المصرية التى لم تشهد أى حوادث أو انفلات أمنى أو تنظيمى، بينما كانت كبرى المطارات الأوربية تشهد عمليات إرهابية وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة وتفجير قنابل وعمليات إرهابية تكشف اختراقات أمنية خطيرة، ورغم ذلك لم تتعرض لأى حظر أو حصار من أى نوع وكأنها حوادث عادية!
نعلم أن هناك تفاهما روسيا – بريطانيا حول فرض حصار الطيران على المطارات المصرية لأسباب تخص علاقات الدولتين ومصالح روسيا فى أوروبا، وعادة ما تصدر هيئة الطيران البريطانية تقاريرها حول مستوى سلامة الأمن والمطارات فى العالم وتصنف المطارات المصرية فى المستوى المتوسط، كما تحرص الحكومة البريطانية على الإدلاء بتصريحات حول دعم الاقتصاد المصرى ثم تمدد فى اليوم التالى قرار حظر خطوط الطيران الرسمية البريطانية إلى عدد من المطارات المصرية.
وآخر هذه البيانات كان يتضمن عودة الخطوط الجوية البريطانية إلى شرم الشيخ فى 15 سبتمبر الجارى، بعد أن توقفت فى نوفمبر الماضى بصورة سينمائية تستهدف إثارة الفزع فى العالم كله، من خلال إنشاء جسر جوى لإجلاء السياح البريطانيين من شرم الشيخ، لكن البيان صدر متضمنا عوامل عدم تنفيذه كالعادة، إذ ربط تنفيذ عودة الطيران بموافقة الحكومة البريطانية، ومن أجل ذلك أجرى وزير الخارجية سامح شكرى مفاوضات مكثفة الأيام الماضية مع نظيره البريطانى بوريس جونسون، حتى لا تعرقل الحكومة البريطانية قرار «بريتش إير وايز».
نفهم من ذلك أن التفاهم الروسى البريطانى يقضى بعدم استئناف روسيا لحركة الطيران للمطارات المصرية إلا بموافقة وتنسيق البريطانيين ومع استئنافهم لحركة الطيران؟ وهل هذا الاتفاق غير المكتوب وغير المعلن رسميا يدفع القاهرة إلى البحث عن مصالحها مع روسيا إجمالا عبر البوابة البريطانية؟ وهل صار القرار الروسى بخصوص المصالح المصرية فى 10 داوننج ستريت؟ علينا أن نجرب الوصول لموسكو عبر لندن، ربما نصل أسرع إلى أهدافنا!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة