حالة من الفرحة والبهجة تشهدها قرية ميت حبيش القبلية التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية بعد أن حصل ابن من أبناء القرية على ميدالية ذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية.
ضرب البطل المصرى محمد ممدوح الديب مثالا للشجاعة ومواجهة الصعاب ورفض الاستسلام لعجزه بعد أن بترت قدماه أسفل عجلات القطار أثناء عودته من المعهد الأحمدى الأزهرى بطنطا مستقلا القطار لقريته.
رفع محمد شعار "ولا انهزام ولا انكسار" وحطم اليأس والصعوبات التى واجهته من أجل تحقيق هدفه فى أن يصبح بطلا عالميا يرفع علم مصر بين دول العالم، ولم يتراجع "الديب" لحظة عن تحقيق حلمه الذى حلم به طوال حياته، وحصل على الميدالية الذهبية فى رفع الأثقال بدورة الألعاب البارالمبية المقامة فى ريو دى جانيرو بالبرازيل، ليضيف رقما أولمبيا جديدا لبطولات الأبطال المصريين.
قصة البطل محمد الديب مثيرة من نوع خاص بدأت منذ أن كان فى مرحلة التعليم الثانوى، حيث التحق محمد بالأزهر وهو الابن الأكبر لأبويه، يعمل والده نجارا وهو مصاب بضعف السمع، والدته ربة منزل، وله 5 أشقاء "عصام 32 سنة نجار، وعلاء 26 سنة نجار، ومروة 32 سنة ربة منزل، وهبة 30 سنة ربة منزل، وسماح 28 سنة ربة منزل".
عشق "الديب" الرياضة فكان يفضل العدو ويدخل فى مسابقات مع المدرسة على مستوى الإدارات، ويحقق الفوز على زملائه، حتى وصل إلى الصف الثالث الثانوى، وكانت آخر جائزة يحصل عليها شهادة استثمار بـ16 جنيها بعد فوزه بالمركز الأول على مستوى المحافظة، وتوقفت إنجازاته عند تلك البطولة بعد أن سقط أسفل عجلات القطار المتجه للقرية، وكانت إرادة الله أن يفقد قدميه ويصبح قعيدا، ألهمه الله الصبر على ما ابتلاه به، وكان يردد دائما "الحمد لله" ويصبر أسرته ويطلب منهم الصبر على الابتلاء.
كان محمد محبوبا فى قريته وبعد الحادث حزنت القرية عليه، وقامت أسرته بشراء أطرافا صناعية له لمساعدته فى الحركة، كان لوالدته دورا بارزا فى حياته حيث مثلت له القوة والدعم، فبرغم إصابته البالغة إلا أنه أصر على الاستمرار فى مشواره الرياضى، وعدم الاستسلام فاختار أن يسير فى طريق ممارسة لعبة رفع الأثقال.
التقى "اليوم السابع" بأسرة البطل المصرى بالقرية، يعيش البطل المصرى فى منزل بسيط صغير مكون من طابقين وحالة اجتماعية متوسطة.
وتقول رجاء محمد الرويعى والدة البطل محمد الديب إن نجلها كان طالبا بالمعهد الأحمدى الأزهرى منذ 15 عاما، وكان يتدرب فى كل الألعاب مع مدرس التربية الرياضية بالمدرسة، وكنت أرفض مشاركته فى الألعاب وكان يصر على الذهاب وعندما أرفض يرسل مدرس التربية الرياضية زملائه لى لإقناعى بالسماح له بالذهاب معهم للمشاركة فى المسابقات باسم المعهد.
وأضافت والدته فى الصف الثالث الثانوى وأثناء عودة "محمد" للمنزل مستقلا القطار سقط أسفل عجلاته، وأصيب ببتر بقدميه، وظل يردد الحمد لله يا أمى أنا راضٍ.
وأوضحت "كان حلم محمد أن يلتحق بكلية التربية الرياضية، لكن بعد البلاء لم يتمكن من تحقيق الحلم، وقرر استكمال طريقه فى رفع الأثقال، وكنت أحاول منعه من الذهاب، لكن كان يصر على الذهاب للتمرين وكنا نقدم له الدعم والسند حتى يحقق حلمه"، مضيفة "ابنى بتاع ربنا وبيراعى ربنا فيا وفى أخواته ومواظبا على الصلاة".
وأكدت الأم "أنا بعت نصيبى فى ميراث والدى وبنيت لمحمد شقة فى البيت وجوزناها فيها"، موضحة أن نجلها أصر على الزواج من سيدة معاقة مصابة بشلل نصفى قائلا "علشان أكسب فيها ثواب يا أمى"، ورزقه الله منها بـ3 أبناء مريم 7 سنوات ورقية 4 سنوات وسيد 6 أشهر.
واستطردت أن نجلها لعب باسم أندية متعددة وحصل على العديد من البطولات وتعب كثيرا، ولم نقصر فى حقه وقدمنا له كل الدعم.
وأشارت إلى أنه شعر بفرحة غامرة بعد أن علم بأن اسمه مكتوبا فى أحد الجرائد بعد فوزه بأحد البطولات.
وتابعت الأم أن نجلها حصل على الميدالية الذهبية فى رفع الأثقال منذ 3 سنوات فى لندن، ورفع علم مصر عاليا قائلة "أنا أم البطل، وربنا وفق ابنى وبقا بطل عالمى".
وأضافت الأم قبل المباراة "كان يحدثنى ويطلب منى الدعاء له بالتوفيق وأثناء المباراة كنت أبكى وأردد ربنا معاك يا ابنى وينصرك ويوفقك، وأجرى فى الشارع وأطلب من الجيران الدعاء له وبعد انتهاء المباراة، جريت فى الشارع وأقول محمد بقا بطل محمد حقق ميدالية ذهب".
ووجهت الأم رسالة لنجلها "ألف مبروك يا بنى ربنا وفقك ورفعت علم مصر ويقدرك أنك تكبر اسم مصر أنا كنت زعلانة إن رجلك اتقطعت، لكن لما فرحت مصر أنا بقيت فرحانة".
وقال شقيقه الأصغر علاء 26 سنة نجار إنه يشعر بالفخر والسعادة بشقيقه الأكبر "محمد" الذى رفع اسم مصر عاليا قائلا "أنا شقيق البطل".
وأضاف "علاء" أن شقيقه كان مميزا بين أشقائه طوال حياته، وكان دائما يحنو على والده ووالدته وأشقائه ويحفظنا القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامى، وكان محافظا على الصلاة وكان محبا لزملائه وأصدقائه وجيرانه، ويكن له الجميع الاحترام والتقدير.
وأوضح "علاء" أن شقيقه منذ صغره كان يحب الرياضة وحصل على العديد من البطولات، وسبق أن كرمه محافظ الغربية الأسبق وقدم الشكر لولدتنا قائلا لها "خير ما أنجبتى يا أم البطل".
وتابع شقيقه ضاحكا محمد كان الكل فى الكل بين أخواته، وكان الفتى المدلل لوالديه، وهذا كان يزيدنا فخرا وسعادة.
وقدم "علاء" الشكر لشقيقه الأكبر البطل محمد الديب على تحقيقه الحلم ورفعه اسم مصر عاليا.
وقال والد البطل محمد الديب ودموع الفرح تملأ عينيه "الحمد لله" محمد ابنى أصبح بطلا ورفع اسم مصر.
وأضاف الأب "ابنى طيب ويستاهل كل خير ومتأخرتش عنه لحظة وربنا كرمه وأصبح بطلا رفع اسم مصر عاليا".
والدة البطل وشقيقه الأصغر
والد البطل ووالدته وشقيقه الأصغر
والد البطل ووالدته
الأم تبتسم وهى رافعة صورة نجلها
داخل منزل البطل
والد البطل ووالدته
منزل البطل من الخارج
أم البطل تقف أمام المنزل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة