"الأضحية" فى الأديان الإبراهيمية.. اليهودية والمسيحية: ذكرى الذبيح "إسحاق".. والإسلام يراه "إسماعيل".. المسلمون واليهود يحتفلون بالذكرى ويقدمون الأضاحى.. والمسيحيون: المسيح كفًّر خطايانا

الإثنين، 12 سبتمبر 2016 09:38 ص
"الأضحية" فى الأديان الإبراهيمية.. اليهودية والمسيحية: ذكرى الذبيح "إسحاق".. والإسلام يراه "إسماعيل".. المسلمون واليهود يحتفلون بالذكرى ويقدمون الأضاحى.. والمسيحيون: المسيح كفًّر  خطايانا الأضحية فى الأديان الإبراهيمية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل المسلمون فى جميع أنحاء العالم، اليوم الاثنين بعيد الأضحى المبارك، وهو ما يمثل ذكرى قصة "الذبيح إسماعيل" - بحسب المعتقد الإسلامى- ليقوموا بذبيح الأنعام تخليدا لذكرى الأنبياء الكرام.
 
ولكن هل يحتفل أصحاب الديانات الإبراهيمة الأخرى –اليهودية، المسيحية- بذكرى "الذبيح"، وهل يقومون بذبح الأضاحى فى مثل تلك المناسبة؟.
 
التقرير التالى يرصد الأضحية بحسب رواية الأديان الإبراهيمية الثلاث"اليهودية، المسيحية، الإسلام".
 

فى اليهودية

بحسب الرواية اليهودية يحل عيد رأس السنة العبرية "روش هشانا"- كما يطلقون عليه - بعد انتهاء شهر أيلول العبرى وهو ذكرى ما يعتقدونه بأضحية إسحاق فى رأس السنة العبرية كما أنه يمثل اليوم الذى بشرالملائكة فيه سارة بولادة إسحاق.
 

جانب من احتفالات اليهود بـ"روش هشانا"
وبحسب الاعتقاد بالنص التوراتى – العهد القديم- فى سفر التكوين "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِى تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِى أَقُولُ لَكَ".
 
وحسب المعتقد اليهودى أيضا، يعتبر النفخ فى قرن الخروف "الشوفار" رمزًا لكبش الفداء الذى منّ به الله على النبى إبراهيم الخليل عندما امتثل لأمره وهمّ بذبح ابنه اسحاق، وقد حدثت أضحية إسحاق حسب العقيدة اليهودية فى رأس السنة العبرية.
 
ومن شعائر اليهود ، تقديم القرابين "الأضاحى"  عند هيكل سليمان- يزعم اليهود أنه تحت المسجد الأقصى -، كما في "التلمود" -كتاب تعاليم الدين اليهودى- والذى قدم وصف دقيق للهيكل، ويختلف أصحاب الديانات الآخرى - المسيحية ، الإسلام- على وجود الهيكل من الأساس.
 
ومن تقاليد عيد "روش هشانا" تناول شرائح التفاح المغموس بالعسل، رمزا لأمل أن تكون السنة الجديدة حلوة، أما التقليد الثانى فهو التوجه إلى مصدر مياه مثل البحر أو أحد الأنهار أو الينابيع، حيث تتم تلاوة بعض الآيات وإلقاء قطع من الخبز فى الماء، رمزا لـ"إلقاء" جميع ما ارتكبه الإنسان من خطايا خلال العام المنصرم.
 
وتعرف فترة العشرة أيام التى تمتد بين الأول والعاشر من شهر تشرين العبرى والتى تتضمن عيدى روش هشاناه (رأس السنة) و"يوم كيبور" (يوم الغفران) بـ"أيام التوبة العشرة"، وتقول التقاليد اليهودية إنها فترة صدور الحكم الإلهى، حيث يحاسب جميع البشر والأمم على أفعالهم خلال السنة المنتهية للتو، ويتم البت فى مصائرهم للعام الجديد.
 

فى المسيحية

الرواية المسيحية لا تختلف كثيرا مع مثيلتها اليهودية، بنسب الذبيح إلى نبى الله إسحاق، حيث إن الإنجيل هو امتداد للتوراة، فى الكتاب المقدس بعهديه – العهد القديم "التوراة"، العهد الجديد "الإنجيل"-.
 

المسيح افتدى البشر بصلبه
لكن بحسب الرواية المسيحية لا يؤمن بالأضحية إلا فى حالات "النذور" وهو ما يمثل خلاص من ضيقة أو من عدو أو من أزمة مالية، أو صحية، وذلك كون "المسيح" افتدى خطايا جميع البشر بعد صلبه فى "الجمعة العظيمة"، وخلص البشرية من خطية آدم وحواء الأولى.
 
كما أن فى الإيمان المسيحى – يعتبر المسيح - هو الخلاص النهائى وذلك استنادا لقول المسيح فى سفر أنجيل يوحنا:

"أنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ، مَنْ آمَنَ بِى وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا"

، فكان ذلك بمثابة الدليل على شمولية عمله وأيضا على اكتماله.
 
وهو ما يصفه "بولس الرسول" فى رسالته إلى أفسس

"اَللهُ الَّذِى هُوَ غَنِى فِى الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِى أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُون وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِى السَّمَاوِيَّاتِ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ"

(أفسس2: 4-6).
 
وكان ذلك وعد المسيح للبشر بحسب الانجيل

"وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَى الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ"

(يوحنا 1: 12).
 
ومن المعتقدات المسيحية أيضا إن اعتراف البشر بخطايهم منكسرين وعدم استحقاقهم لنوال نعمته وإحسانه، أفضل من الذبيحة ولحم الكباش، وذلك استنادا لقول النبى داود فى مزموره الشهير

"يارب افتح شفتي، فيخبر فمى بتسبيحك، لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها، بمحرقة لا ترضى، ذبائح الله هى روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره"

(مزمور 51 : 15-17) وهو مايعنى أن يتقدم الإنسان بقلب راضى ليشعروا برضى الرب.
 
 

فى الإسلام

الرواية الإسلامية تختلف شكليا مع نظرياتها اليهودية وفيما تبدو مختلفة كليا أو إلى حد كبير مع الآخرى المسيحية.
 

المسلمين يقدمون الأضاحى فى عيد الأضحى
فالمسلمين، يحتفلون بعيد الأضحى وهو أحد العيدين عند المسلمين (والآخر لعيد الفطر)، ويوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذى يقف فيه الحجاج المسلمين لتأدية أهم مناسك الركن الأعظم فى الإسلام وهو الحج.
 
ويعتبر هذا العيد بحسب المعتقد الإسلامى ذكرى واقعة إبراهيم عليه السلام عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل تلبية لأمر الله، ويأتى ذلك استنادًا للنص القرأنى

"وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّى سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْى قَالَ يَابُنَى إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ (105)إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ(106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ(109) كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ(110)"

-سورة الصافات-.
 
ومن مظاهر المسلمين فى هذا اليوم، التضحية بأحد الأنعام (خروف، أو بقرة، أو إبل) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته،-وهو ما يتشابه مع الطقس اليهودى- وذلك بعد الانتهاء من صلاة العيد والتى تكون بعد فجر اليوم الأول -10 ذو الحجة- تطبيقا للآية القرآنية:

"إنا أعطيناك الكوثر، فصلّ لربك وانحر"

– سورةالكوثر-.
 
وللأيام العشر الأوائل من ذو الحجة، احتفالا خاصة عند المسلمين، حتى أنهم يقومون بالصيام فى الأيام التسع الأولى، استنادا لحديث النبى محمد

" ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذى الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر"

–حديث شريف رواه الترمذى وبن ماجة- ربما تتشابه ذلك أيضا مع "أيام التوبة العشرة" بحسب المعتقد عند اليهود.









مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

الذبيح الاعظم جاء من السماء وهو الوجية فى الدنيا والاخرة وهو البداية والنهاية الازلى

المسيح بلا خطية ومعصوم من الخطية وهو مالك ذاتة وقيمة المسيح تساوى كل البشر....التوراة واضحة فى وصف السيد المسيح لة المجد فى اشعياء النبى .....من يتكلم عن التحريف هو كذاب ....من يحمل مستندات التحريف ليعرضها فى النور .....من يتكلم عن التحريف كذاب ومضل ......حقيقة المسيح موجودة بالقران واضحة لمن يريد العبور من الظلام للنور ....قال السيد المسيح انا نور العالم وتنبأ بقدوم المضل بقولة : رئيس هذا العالم قادم بعدى......تعرف على شخصية بحيرة الراهب ورقة بن نوفل القس والسيدة خديجة لتعرف الحقيقة .....يقول القران اقرا ......الابدية تستحق البحث والتفكير لمن يريد

عدد الردود 0

بواسطة:

MOURAD ROUZIEK

ألأخوه تجمع بين أتباع ألديانات ألسماويه أحفاد أبو ألأنبياء سيدنا ابراهيم عليه ألسلام وتبا للظلاميين

بمناسبة ألاحتفال بعيد ألأض ويثلج صدري كمواطن قبطي ( مصري ) مسيحي ألديانه أن أتقدم بأخلص ألتهاني وأجمل ألأماني ألقلبيه لاخوتي ألأقباط ( ألمصريين ) مسلمي ألديانه ألمقيمين داخل ألبلاد علي أرض ألوطن ( مصر ) وأيضا ألمقيمين ببلاد ألمهجر وفي هذا ألمقام لابد من تقديم خالص ألشكر لموقع أليوم ألسابع وألقائمين عليه لنشرهم ذلك ألموضوع ألخبري ألمعنون له "ألأضحيه" في ألأديان ألابراهيميه لكونه وان كان في ألأصل بمناسبة ألاحتفال وألاحتفاء بعيد ألأضحي ألمبارك غير أن ايجابياته ألخبريه تجاوزت ذلك بكثير حيث أكدت علي أن صلة ألرحم وألأخوه وألتوحيد بالله عز وجل كلها تجمع شمل وتوحد ما بين أتباع ألديانات ألسماويه ألثلاث أحفاد أبو ألأنبياء سيدنا ابراهيم عليه ألسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم

عيد أضحى سعيد

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد و على آله و أصحاب أجمعين. يكفينا ان دينا دين نظافة و طهارة ..وليس دين بعلم كل نجاسة

عدد الردود 0

بواسطة:

مقال رائع

المسيح رجاء كل الأمم

فى ولادته ، ولد من عذراء دون مشيئة رجل ، ففصيلة دمه كانت سماويه .. فى حياته ، عاش مجربا فى كل شئ دون خطيئة واحدة ، وبالتالي هو يقدر ان يعين المجربين .. لم يعرف شهوة طعام او مال او شهوة نساء إذ عاش بتولا" لم يتزوج.. فى موته الكفارى على الصليب حمل خطية آدم (الإنسان الاول) والتى كان فيها انفصال كل بنى آدم عن الله ، فبعدما اخطأ ادم الاول ، ترك الجنه وانفصلت فيه الطبيعة البشرية كلها عن خالقها .. فمن كان يمكن ان يعيد الرجاء بالخلاص .. هو وحده المسيح الذى يحمل فى ذاته الطبيعه السماويه بحسب مولده ، والطبيعة البشريه بحسب جسده .. وفى موته وقيامته انتصار على الموت نفسه .. فهو الوحيد الحى الى الأبد .. هو مختلف ، فى كل شئ.. هو السيد .. هو خلاص كل من يدعوه ويطلبه من قلبه..

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم نجيب

عيد سعيد

كل عام وكل المصريين بخير وسلام وتمنياتي القلبيه ان تدوم الاخوه والمحبه والسلام بين المصريين جميعا مسلميها ومسيحييها وان يمن الله علي مصرنا المن والامان والاستقرار وان يحفظ لنا بلادنا مصر ويحفظ رئيسنا السيسي وان يحفظ لنا جيشنا وشرطتنا وكل مؤسساتنا المخلصه...... وعتا ب رقيق للاخ صاحب التعليق رقم3 واقول له ليست هناك ديانه سماويه تعلم النجاسه بل كل الديانات تعلم الطهاره والنقاء وصفاء القلب وحب الاخرين والاهم العلاقه الصادقه بربك وليست المظهريه امام الاخرينلان الذي يراك في الخفاء يجازيك علانيه وكل عام وحضراتكم بخير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة