أحيى وزارة البترول التى بادرت بنفى شائعة كاذبة، بأن البنزين والسولار سيزداد سعرهما ليلة الجمعة، وسارعت صفحات التواصل الاجتماعى والمواقع الإخوانية، بالنشر على نطاق واسع، وزاد الإقبال على محطات الوقود، وكان الهدف هو صناعة أزمة جديدة فى أيام العيد، وتكثيف نطاق الشائعات، التى تتواصل يوماً بعد يوم، وتركز على تأجيج الغضب وسط قطاعات جماهيرية كبيرة.
تزامنت الشائعات مع الحملة الناجحة، التى قادتها الرقابة الإدارية على محطات الوقود، واكتشفت حالات فساد وغش وخداع، من النصب على أصحاب السيارات بضرب العدادات، حتى بيع البنزين والسولار فى السوق السوداء، وتحالف الفاسدون مع كارهى الدولة، لإحداث أزمة واختلاق موجة غلاء جديدة، وللأسف الشديد تنعكس الشائعات بسرعة على حالة الأسواق، وتسرى الجشع والاستغلال بسرعة أكبر من فيروس الأنفلونزا.
فى أسبوع واحد، لعبت الأصابع القذرة لاختلاق أزمة فى البوتجاز وألبان الأطفال، ووسعت انتشارها بالبنزين والسولار، وانتظروا فى الأيام القادمة ألواناً وأشكالاً من الشائعات، حتى تظل الأوضاع على صفيح ساخن، وأتوقع أن تتركز فى الفترة القادمة، على محاولة إفساد الموسم الدراسى، وتضخيم الأزمات الشتوية المعتادة مثل البوتجاز والسيول والأمطار، فتضخم أى حدث بسيط، وتجعل منه حريقاً كبيراً، ولا أريد أن أخمن نماذج للموجة القادمة من الشائعات، حتى لا أسهم بحسن نية فى الحرب القذرة التى تتعرض لها البلاد.
الحل الوحيد هو إنشاء غرفة عمليات على مستوى رفيع، لها سلطات واسعة وصلاحيات كبيرة، تعمل طوال الأربع وعشرين ساعة، وتتابع بدقة كل ما يتم ترويجه من شائعات، سواء فى الفيس بوك أو المواقع الإخوانية، ولها متابعين فى المحافظات والقرى والمدن، وتكون مهمتها الاتصال بالمسؤولين فوراً، لاستجلاء الحقائق والرد عليها بعد دقائق وليس ساعات ولا أيام، وأن تكون على اتصال مباشر بالميديا والتوك شو، وأن تتلقى كل استفسارات وسائل الإعلام، وتردعليها بسرعة.
الأيام القادمة صعبة، ليس بسبب تفاقم الأزمات، ولكن بسبب انفراج الأزمات، وإحساس قوى الشر بأنها تخسر الأرض المحروقة التى تقف عليها شبراً وشبراً، فتحاول التعويض باختلاق أصناف مبتكرة من الشائعات، قد تصل إلى حد الكذب الفاجر، ومن أجل هذا الوطن الذى يتعافى يوماً بعد يوم، يجب أن تكون العيون مفتوحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة