أوصت الجمعية الوطنية لأبحاث ودراسات الطاقة برئاسة المهندس بهاء العادلى، بتعميم أنظمة التشغيل والتحكم الإلكترونى فى أعمدة الإنارة العامة، ومنها استخدام التايمر الإلكترونى، لتحقيق وفر فى الطاقة التى تستهلك فى الإنارة، والقضاء على ظاهرة إنارة الشوارع نهارا وإظلامها ليلا، وتخفيف الأحمال على شبكات توزيع الكهرباء فى فترات الذروة.
جاء ذلك فى ختام ورشة العمل التى نظمتها الجمعية بالاشتراك مع مشروع تحسين كفاءة الطاقة برئاسة دكتور إبراهيم ياسين، وممثلى عدد من شركات توزيع الكهرباء بمقر الشركة القابضة لكهرباء مصر تحت عنوان "التحكم فى الانارة العامة وأثرها على ترشيد الطاقة".
وخلال الورشة، تم عرض عدد من الدراسات والتجارب العملية لترشيد الإنارة العامة ومنها الدراسة التى تقدمت بها الجمعية الوطنية لأبحاث الطاقة، والتى أفادت فيها بأن الإنارة العامة تستهلك حوالى 5700 جيجا وات/ساعة سنويا من إجمالى الاستهلاك على مستوى الجمهورية مما يجعلها أحد استخدامات الطاقة المؤثرة فى استهلاك الطاقة والمسئولة عن زيادة الأحمال على شبكات التوزيع فى فترات الذروة، الأمر الذى يوجب التحكم فى تشغيل الإنارة العامة للقضاء على ظاهرة الإنارة العامة صباحا وترشيدا للطاقة.
وأشارت دراسة الجمعية إلى الصعوبات التى تواجه محاولات الترشيد فى استهلاك الإنارة العامة بسبب وحدة التحكم فى الإنارة العامة والمصممة بما يسهل التدخل البشرى مما قد يؤدى إلى إحداث خلل بنظام التحكم فى الخلية الضوئية أثناء فترة التشغيل، أو التحكم فى زمن التشغيل طبقاً للاحتياج، واقترحت الدراسة خطة لترشيد الإنارة العامة تعتمد على استخدام أنظمة إلكترونية للتحكم فى الإنارة العامة باستخدام التايمر إلكترونى، ووضع ضوابط لاشتراطات مدة الاضاءة وزمن التشغيل.
وكشفت عن إمكانية تحقيق وفر فى الإنارة العامة فى حاله استخدام التايمر الإلكترونى مع تعديل معدلات الإضاءة والتشغيل بنسبة 63,7%، منها 33.3% عن طريق تحسين الكفاءة الضوئية للمهمات، و15 % نتيجة الخفض فى معدلات الإضاءة على مدار ساعات الليل، 15.4% نتيجة التحكم الآلى فى زمن التشغيل.
على الجانب الآخر عرضت بعض شركات التوزيع تجاربها للتحكم فى الإنارة العامة ترشيدا للطاقة ومنها تجربة شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء، والتى تعتمد على تخفيض زمن تشغيل الإنارة العامة بتقليل زمن التشغيل نصف ساعة بعد الغروب والإغلاق نصف ساعة قبل الشروق من خلال التحكم فى التشغيل عن بعد حيث أسفرت التجربة عن وفر سنوى من الطاقة المستخدمة فى الإنارة العامة بنحو 20% إلا أن التجربة لها عيوب تقنيه تؤدى إلى وجود عدم توازن فى توزيع الأحمال وقصر العمر الافتراضى للمبات، بالإضافة إلى غلو ثمن وحدة التحكم المستخدمة،.كما ثبت أن الوحدات المحلية ليس لديها الجدية والرغبة لتركيب وحدات التحكم فى الانارة العامة.
وعرضت شركـة القناة لتوزيع الكهرباء نتائج استخدامها للتايمر الإلكترونى حيث أظهرت أن العيوب الحاليه فى تشغيل الطرق الثلاثة المتبعه فى معظم الشركات ممثلة فى التحكم عن طريق التشغيل اليدوى أو الخلية الكهروضوئية أو التايمر العادى استلزمت ضرورة إيجاد طريقه جديدة للتحكم فى التشغيل والإضاءة تمكننا من ترشيد الطاقة وتسمح بترحيل الأحمال لمواجهة ظاهرة ارتفاع الأحمال خاصة فى وقت الذروة فكان الحل استخدام جهاز التايمر الإلكترونى" كحل عملى للقضاء على ظاهرة انارة اعمدة الانارة بالشوارع نهاراً،والذى تم استخدامه فى 682 موقع فى محافظة بور سعيد فضلا عن باقى محافظات القناة والشرقية فاظهر وفر فى الاستهلاك بمعدلات تراوحت من 11% إلى 30% بالإضافة إلى أن التجربة العملية لاستخدام التايمر أثبتت إمكانية استخدامه فى الكثير من التطبيقات الأخرى بالإضافة للإنارة العامة مثل التحكم فى إنارة لوحات الإعلانات، وقد تم ذلك عملياً، حيث تم استخدام عدد (5) لوحة تايمر فى التحكم فى إنارة عدد (64) لوحة إعلانات لصالح إحدى شركات الاعلانات على الطرق.
وأضحت دراسة شركة القناة أن تجربة استخدام التايمر الإلكترونى تستند فى ترشيد استهلاك الطاقة من خلال التحكم فى عدد ساعات التشغيل اليومى لخط الإنارة طبقاً لاختلاف توقيت الشروق والغروب على مدار العام أتوماتيكياً وهو ما يحقق وفراً كبيراً فى الطاقة كما يقضى تماماً على ظاهرة إنارة الأعمدة نهاراً وإظلامها ليلاً.
وبناء عليه أوصت الشركة بتعميم استخدام التايمر الإلكترونى على جميع أعمدة الإنارة العامة على مستوى الجمهورية وحظر استخدام الخلية الكهروضوئية فى التحكم فى التشغيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة