أشرف رشاد واحد من السياسيين الشباب الذين ظهروا بقوة على الساحة مؤخرًا، واستطاع أن يصل لمنصب الأمين العام لحزب مستقبل وطن، وهو ثانى الأحزاب حصدًا للمقاعد فى البرلمان الحالى، كما أنه عضو بالبرلمان، ورئيس للهيئة البرلمانية للحزب.
«رشاد» أكد فى حواره لــ«اليوم السابع» أن مصر فى حاجة إلى تعديل وزارى، مرشحًا كلًا من فاروق العقدة ومحمود محيى الدين لرئاسة الوزراء.
وأضاف «رشاد» أنه غير راضٍ عن أداء البرلمان فى الوقت الحالى، كما أشار إلى أن مصطفى بكرى وعلاء عبدالمنعم هم الأفضل أداء داخل البرلمان، فيما انتقد كلًا من خالد يوسف، وهيثم الحريرى، مؤكدًا أنهما يميلان للتشاؤم دائمًا.
ما رأيك فى قرار تفويضك برئاسة حزب مستقبل وطن؟
- القرار عادى جدًا، وطبقًا لنص اللائحة فإن الأمين العام يُفوض برئاسة الحزب فى حالة سفر رئيس الحزب، وهذا القرار جاء نظرًا لوجود بعض التعاملات مع الحكومة أو غيرها قد تحتاج لتوقيع رئيس الحزب، وليس من المعقول أن نرسل الأوراق إلى الخارج ليوقعها، وبالتالى فهذا القرار تنظيمى وليس مفاجئًا.
ما أولوياتك خلال الفترة المقبلة؟
- الاستعداد للانتخابات المحلية أهم أولوياتى خلال الفترة المقبلة، وهذا يتم من خلال خطوات تنظيمية، حيث تم الاتفاق فى آخر اجتماع للمكتب التنفيذى على تقسيم الجمهورية إلى 8 قطاعات، وكل قطاع تنظيمى سيكون له مقر، بحيث يكون هناك تواصل أفضل مع الجميع، ونستعد للانتخابات المحلية من خلال خطوات بعينها، منها تدريب المتقدمين للمرشحين، وتدريبهم على حقوق وواجبات أعضاء المجلس المحلى، وكذلك التواصل مع مشكلات المحافظات.
كم عدد العضويات فى الحزب؟
لدينا حوالى 260 ألف عضوية، وقبل الانتخابات البرلمانية كان العدد يقترب من 150 ألفًا فقط.
ما تقييمك لأداء الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن فى دور الانعقاد الأول؟
- لا يمكن تقييم الهيئة البرلمانية للحزب بمفردها، خاصة أننا جزء من ائتلاف دعم مصر، وبالتالى علينا تقييم الائتلاف ككل، ولكن بخصوص أداء الهيئة البرلمانية للحزب، فنحن راضون تمامًا عما قدمناه فى دور الانعقاد الأول من بيانات عاجلة، وطلبات إحاطة، ومشروعات قوانين، ولكن على أية حال علينا أن نعى جيدًا أن دور الانعقاد الأول لم يكن فيه إبداع، ولكن كان تقليديًا، لأن كل القوانين التى تمت مناقشتها كانت تدور حول القوانين التى صدرت فى غيبة البرلمان.
كم عدد مشروعات القوانين التى قدمها الحزب حتى الآن؟
- قدمنا 13 مشروعًا حتى الآن.
ألا ترى أن هذا العدد قليل بالنسبة لعدد المقاعد التى حصلتم عليها فى البرلمان؟
- ليست القضية أن نقدم أكثر، ولكن قضيتنا أن نقدم الأفضل والأكثر فاعلية.
فى أى مجال كانت مشروعات القوانين التى قدمها الحزب؟
- هناك مشروع يتعلق بالثروة السمكية، وآخر يتعلق بالنقابات المستقلة، ومشروع آخر لإصلاح منظومة الطب العلاجى فى مصر، وهناك بعض التعديلات تقدمنا بها على قوانين الزراعة والاستثمار.
هل هذه هى أول تجربة حزبية لك؟
- بدأت حياتى الحزبية عندما كنت فى الجامعة، وبعدها انضممت لحزب الوفد، ثم حزب المصرى الديمقراطى مع الدكتور محمد أبوالغار، وهو شخصية محترمة، لكنه ابتعد عن الحياة السياسية، والحزب المصرى الديمقراطى له أجندة اشتراكية، وبالتالى له اختلاف واضح مع بعض السياسات.
كيف يتم تمويل حزب مستقبل وطن؟
- بثلاثة طرق، الأول من خلال قيمة العضوية السنوية للحزب، والتى تقدر بخمسة جنيهات، ونستغلها فى إيجارات المقرات، وثانيًا بعض رجال الأعمال المنضمين للحزب من المحافظات المختلفة، وثالثًا عن طريق المهندس أحمد أبوهشيمة، فهو أكثر المساندين والداعمين للحزب.
هل حزب مستقبل وطن هو حزب الرئيس؟
- لا على الإطلاق، ولو كنا حزب الرئيس ما حصلنا على المركز الثانى فى البرلمان، وكنا حصلنا على المركز الأول، لكننا حزب شبابى، وهناك أناس «يعز عليها» نجاح الحزب.
ولكن رئيس الحزب محمد بدران كان عضوًا فى الحملة الانتخابية للرئيس؟
- كلنا كنا أعضاء فى حملة الرئيس السيسى، ولا توجد مشكلة فى ذلك، وهناك أعضاء فى الحملة من كل الأحزاب، ومصر كلها كانت أعضاء فى الحملة الانتخابية لـ«السيسى».
ماذا عن علاقتكم بدعم الرئيس؟
- رفعنا شعار ندعم الدولة فى وجود «السيسى»، ولسنا ندعم «السيسى» فى وجود الدولة، ولكننا ندعم الدولة ومؤسساتها، فنحن خرجنا من الجامعات وجدنا فوضى عارمة، وهناك سوء إدارة رغم أن 25 ثورة حقيقية، ولا أحد يختلف على ذلك، وفى هذه الفترات وجدنا مؤسسات تتولى هذه المسؤولية، أهمها القوات المسلحة، وتقوية المؤسسات الباقية يحتاج إلى وقت.
هل يؤيد حزبكم الرئيس لتولى فترة رئاسية أخرى؟
- ما زال هناك وقت للحديث عن هذا القرار، ولكن دعنا نطلق على الفترة السابقة من حكم الرئيس لمصر أنها «عامان من الإنجازات والتحديات»، وهناك المزيد من التحديات، والرئيس أكد أنه يقوم بإجراءات إصلاحية لم يجرؤ أحد على اتخاذها.
هل تدخلت الأجهزة الأمنية فى اختيارات مرشحى حزب مستقبل وطن للانتخابات البرلمانية؟
- مستحيل.. لم يحدث ولن نسمح.
كيف ترى تجربة حزب مستقبل وطن؟
- تجربة مستقبل وطن هى تجربة فريدة، ومن الصعب تتكرارها فى التاريخ المصرى، وبدأت بجمع مجموعة من القيادات الشبابية فى وقت قصير جدًا، وهذه التجربة نجحت بشكل كبير، ولكن ما يعانيه «مستقبل وطن» أن مصر ليست مؤهلة للمناخ الحزبى بعد، والشعب غير مؤهل أن يتقبل الحياة الحزبية، وهناك من يرى أن الحزبية هى عمل للمصلحة، ولكن الحزب هو عمل عام، والقانون المصرى يحظر أى أنشطة تجارية، كما أن الحكومة لم تعط الأحزاب حقها، والمصيبة أن المحافظين والوزراء والمسؤولين يخافون من التعامل مع الأحزاب، وما زال المناخ الذى يؤهل لوجود أحزاب قوية فى مصر غير موجود.
هل تخوض الانتخابات المحلية من خلال قائمة دعم مصر؟
- حتى الآن لم يصدر «دعم مصر» تصورًا كاملًا عن الانتخابات المحلية، وحتى الآن موقفنا أن نخوض الانتخابات فرديًا، ولكن إذا قدم «دعم مصر» قائمة سننضم إليها.
لماذا تراجعت بعض الأحزاب التاريخية كالوفد وغيرها؟
- الوفد حزب تاريخى، ويمتلك ميزة كبيرة، أنه لا يحتاج لتعريف، وهناك سببان لتراجع الحزب، أنه لم يجدد نفسه من الداخل، ولم يجدد كوادره، وهناك صراعات داخلية أثرت على الحزب وأهلكته، ولست راضيًا عن أداء الدكتور السيد البدوى، لكنه شخصية محترمة وقيمة كبيرة، وأنا أعرف أنه يستطيع أن يقدم الأفضل.
ما تقييمك لأداء الدكتور على عبدالعال فى دور الانعقاد الأول؟
- ليس فى الإمكان أفضل مما كان، وتهامس النواب كثيرًا بداخلهم أن أى شخص يجلس على كرسى فتحى سرور فهذا صعب جدًا وليس سهلًا، والدكتور على عبدالعال شخصية دستورية وقانونية، وشخصية صعيدية جديرة بالاحترام، لكن هناك بعض التحفظات على أدائه.
ما رأيك فى أداء البرلمان بشكل عام فى دور الانعقاد الأول؟
- أنا كمواطن مصرى غير راضٍ بالطبع عن أداء البرلمان، خاصة أن كل مواطن يرى البرلمان من خلال الإعلام، ودائمًا ما يشوه الإعلام صورة البرلمان، والبرلمان يطبق ما يراه لخدمة الوطن ليس لليوم فقط، وإنما لسنوات تالية، وكم الهجوم الذى واجه قانون الخدمة المدنية على سبيل المثال قد يكون لأن هناك الكثيرين لم يقرأوا القانون، والناس لا تراعى أن البرلمان مثقل بالتشريعات والخدمات، وقد يكون من الصعب أن نحقق خدمات مباشرة للمواطنين، لأن المحافظ مثلًا قد لا يمتلك الميزانية لتنفيذ هذه الطلبات، وفيما يخص التشريعات، فأنا غير راضٍ بشكل كامل عن أداء البرلمان، خاصة أن هناك كثيرًا من التشريعات التى تحتاج إلى تعديل، مثلا فى الاستثمار، وهناك قوانين منذ سنة 60 و70 لم تتغير، وأنا لست راضيًا عن أداء البرلمان بسبب وجود بطء فى هذا الأداء، وهناك تأشيرات كثيرة تأتى من الوزراء وتكون واهية وليس فيها اهتمام، وهذا تحدثنا فيه مع المهندس شريف إسماعيل.
من هم أفضل النواب أداءً فى الدور الأول؟
- أرى أن مصطفى بكرى من أفضل النواب أداءً فى دور الانعقاد الأول، فهو من الشخصيات الفعالة، وكذلك النائب علاء عبدالمنعم، والنائب محمد السويدى، والنائب أشرف عثمان، والوكيلان سليمان وهدان والسيد الشريف، ومدحت الشريف رئيس تكتل الإرادة المصرية، والنائبة أنيسة حسونة من أفضل النواب أداء.
ومن النواب الذين لست راضيًا عن أدائهم؟
- أختلف مع البعض دائمًا، لأنهم دائمًا ينظرون بنظرة تشاؤمية، مثل النائب خالد يوسف، والنائب هيثم أبوالعز الحريرى، وهذا لا يشكك فى وطنيتهما، لكنهما دائمًا يأخذان مواقف حادة دون انتظار، فمثلا ما بيننا وبين الحكومة هو برنامج، وعلينا أن ننتظر حتى نحكم عليها.
ما رأيك فى أزمة النائب محمد أنور السادات مع البرلمان؟
- لو تحدث باسمه فقط فلا مشكلة، وإن تحدث باسم البرلمان فلابد أن يكون هناك إجراء عقابى، ولكن إن تحدث بصفة شخصية فأولًا وأخيرًا الحكم سيكون لأبناء دائرته، والموضوع قيد المناقشة، ويتوقف فى النهاية على كلمة النائب محمد أنور السادات فى الجلسة العامة.
هل أنت راضٍ عن إدارته للجنة حقوق الإنسان فى البرلمان؟
- غير راضٍ عن أدائه، فعلى سبيل المثال حقوق الإنسان ليست مهتمة فقط بعلاقة المواطنين مع الداخلية، ولكن أين حقوق الإنسان فى الصحة والتعليم وغيرهما، ولماذا تركز اللجنة على أزمات المواطنين مع وزارة الداخلية فقط.
ما تقييمك للحكومة الموجودة حاليًا؟
- الحكومة طبعًا لا ترتقى لمستوى الشعب، ولا لمستوى الفترة الحالية، والأداء لا يصل حتى للمتوسط، وأنا دائمًا أضع أربعة أسباب لذلك، أولًا أن الحكومة عاجزة عن أن تكون بسرعة الرئيس، ونفس قدرته على التطوير وافتتاح المشروعات، وثانيًا عاجزة عن أن تدير ملفات الأزمات، مثل أزمات التعليم وتسريب الامتحانات، وأزمات القمح وفساده، وكذلك أزمة وزارة الداخلية مع نقابة الصحفيين، وليست لدينا إدارة متطورة لشكل الأزمة، والسبب الثالث أن طموحات الشعب أكبر من طموحات الحكومة، والوحيد الذى يصارح الشعب هو الرئيس، ولكن الحكومة فى بعض الأوقات لها تصريحات مستفزة
من أفضل الوزراء أداء من وجهة نظرك؟
- وزراء الداخلية، والرياضة، والصناعة، والكهرباء.
مَن مِن الوزراء لا ترضى عن أدائه؟
- وزراء التربية والتعليم، والصحة، والتموين «قبل تقديم استقالته»، وأريد سحب الثقة من الوزراء الثلاثة، وحقيقة الأمر أن المشكلة فى هذه القطاعات ليست فى الوزراء فقط، إنما ينبغى أن تكون لكل وزير الإرادة لتطوير المنظومة ومكافحة الفساد.
أشرف رشاد أمين عام مستقبل وطن ومحرر اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة