يشهد شهر سبتمبر المقبل، ثلاث جولات خارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، يبدأها بزيارة الهند 1 سبتمبر ولمدة يومين، ثم يذهب مباشرة إلى مدينة هانجتشو بالصن للمشاركة بقمة مجموعة العشرين، بناء على دعوة من الرئيس الصينى شي جين بينج، ثم يعود للقاهرة، على أن يغادر إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبيل نهاية العشر الأواخر من سبتمبر.
السيسى فى الهند
بدعوة من الرئيس الهندى "براناب موخرجي"، يزور الرئيس السيسي، جمهورية الهند خلال الفترة من 1 لـ 3 سبتمبر.
وتأتى زيارة الرئيس إلى الهند فى إطار حرص البلدين على تعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربطهما على جميع الأصعدة.
ومن المقرر أن يلتقى الرئيس السيسى، خلال الزيارة، كل من الرئيس الهندى "براناب موخرجى"، ونائب الرئيس "محمد حميد أنصارى"، ورئيس الوزراء "ناريندرا مودى"، بالإضافة إلى عدد من كبار المسئولين ورجال الأعمال الهنود.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن المباحثات ستُركز على سُبل تطوير التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، لاسيما على الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، فى ضوء التجربة الهندية المتميزة فى تحقيق التنمية الشاملة، وتنويع قاعدة صناعتها الوطنية، فضلاً عن العمل على زيادة وتنويع التبادل التجارى بين البلدين الذى وصل إلى نحو 4 مليار دولار سنوياً، إلى جانب مناقشة آفاق تعزيز مساهمة الشركات الهندية فى المشروعات القومية التى يتم تنفيذها فى مصر حالياً.
كما ستتناول المباحثات عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، أكد سفير الهند بالقاهرة سانجاى باتاتشاريا أن الزيارة الرسمية التى سيقوم بها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي إلى بلاده، ستعزز العلاقات، والشراكة التجارية بين البلدين واصفا العلاقة بين مصر والهند بالمتميزة، والتاريخية، مشيراً إلى أن الزيارة ستعزز أيضا الاستثمارات المشتركة، والحوار بين (دول الجنوب).
وأضاف أن المباحثات ستتناول أيضا عددا من القضايا الإقليمية، والدولية ذات الاهتمام المشترك، من بينها قضايا الشرق الأوسط، والإرهاب، والتطرف، والتغيرات المناخية، والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الهندى التقى الرئيس السيسي مرتين، الأولى فى شهر سبتمبر العام 2015 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والثانية فى شهر أكتوبر الماضى خلال قمة منتدى الهند، وأفريقيا بنيودلهى.
وقال السفير الهندى إن الاتصالات والعلاقات المتميزة بين مصر والهند متواصلة منذ عقود طويلة سواء قبل استقلال بلاده أو بعدها، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورئيس وزراء الهند الراحل نهرو لعبا دورا متميزاً فى تعزيز التعاون بين دول العالم النامى.
وأشار إلى أن المباحثات ستشهد توقيع عددا من الاتفاقيات الخاصة بالتعاون فى العديد من المجالات، إلى جانب مناقشة آفاق تعزيز مساهمة الشركات الهندية فى المشروعات القومية التى يتم تنفيذها فى مصر.
وأوضح أنها ستتناول أيضا عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من بينها قضايا الشرق الأوسط، والأمن، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتغيرات المناخية والتنمية.
وقال إن الرئيس السيسى سيلتقى خلال زيارته عددا كبيراً من رجال الأعمال الهنود الراغبين فى الاستثمار فى مصر، وأن هناك استثمارات هندية فى مجال البتروكيماويات ببورسعيد، وأن شركة سينمار الهندية تجرى توسعات فى مشروعها القائم بحوالى 280 مليون دولار، وهناك العديد من المشروعات الخاصة بتصنيع المعدات الزراعية، وأخرى فى الأدوية والصناعات الصغيرة.
وأوضح السفير الهندى، أن زيارة السيسى الهند تمثل علامة بارزة فى تاريخ العلاقات المصرية ـ الهندية، وتفتح آفاقا جديدة بين البلدين، وهناك وفد من وزارة الصناعة المصرية سيزور الهند قريبا لبحث إقامة منطقة صناعية هندية بمصر.
السيسى فى الصين 3 سبتمبر
فى يناير الماضى، سلم نائب وزير خارجية الصين تشانج مينج، خلال زيارته للقاهرة دعوة من الرئيس الصينى شى جين بينج للرئيس عبد الفتاح السيسى، لحضور القمة الحادية عشرة لمجموعة العشرين التى ستعقد فى سبتمبر المقبل فى مدينة هانجو فى الصين الدولة المضيفة لهذه القمة هذا العام، والتى يحق لها دعوة دولتين فقط كضيف شرف.
وأكد "مينج" أن دعوة الرئيس الصينى للرئيس السيسى لحضور هذه القمة الذى يعتبره أخا عزيزا يمثل مصر الدولة الصديقة، يدل على ثقل مصر فى الدبلوماسية الصينية، مشيرا إلى أن الجانب المصرى سعيد بهذه الدعوة الكريمة.
وتتزامن الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى إلى الصين، مع احتفال مصر والصين هذا العام بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، والتى ستتضمن احتفالات بهذه المناسبة وإقامة العام الثقافى فى البلدين، مما سيسهم بقوة فى تعزيز الثقة السياسية، وتدعيم علاقات التعاون فى شتى المجالات، وتوسيع مجالات التبادل الإنسانى والثقافى ودفع عجلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين القاهرة وبكين.
وفى يناير الماضى، زار الرئيس الصينى شي جين بنج، مصر، حيث كان فى استقباله بمطار القاهرة الرئيس السيسي.
وشهد الرئيسان "المصرى ونظيره الصينى" ، مراسم التوقيع على 21 اتقاقية ومذكرة تفاهم، تناولت التعاون بين البلدين فى العديد من المجالات، أبرزها التعاون التكنولوجى والاقتصادى وتمويل المشروعات فى مجالات الكهرباء والطاقة، ومنحة للبنك المركزى المصرى بقيمة مليار دولار، بالإضافة إلى توقيع عقد تنفيذ المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية.
ووقع الطرفان، مذكرة تفاهم بين مصر والصين الشعبية بشأن الحزام الاقتصادى بطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21، وتم التوقيع بين المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة المصرى ورئيس اللجنة الوطنية للإصلاح والتنمية الصينى.
السيىسى فى نيويورك للمرة الثالثة
ستكون الزيارة المقبلة للرئيس السيسى إلى نيويورك، لحضورالدورة 71 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هى المشاركة الثالثة للرئيس السيسى على التوالى منذ توليه رئاسة الجمهورية.
وخلال العامين الماضيين، ترأس السيسى وفد مصر فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى كانت فرصة جيدة للقاء عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، كما كانت ساحة دولية للتعرف على حقيقة الأوضاع فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، وهو ما أكسب القيادة المصرية أرضاً خصبة لتوطيد العلاقات مع عدد كبير من الدول، إضافة إلى الزيارات المتبادلة بين مسئولين مصريين وأجانب.
ولاقت كلمة السيسى، بالأمم المتحدة 2015 إشادات واسعة، حيث تطرقت إلى قضايا العالم وضرورة مواجهة التطرف والإرهاب.
وقال السيسى فى كلمته، إنه (من منطلق إيماننا فى مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا، وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلى نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب، تتيح له مستقبلاً أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة فى صياغته، فإننى أعلن عزم مصر أن تطرح، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها، مبادرة حـول : ” الأمل والعمل من أجل غاية جديدة”، وهى بالفعل اليد التى تمدها مصر، كأحد أوجه مساهمتها فى التغلب على قوى التطرف والأفكار التى تسعى إلى نشرها، ولكن من خلال العمل الإيجابى الذى لا يكتفى بالمقاومة فقط، على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن .. والتى تركز على الدفاع عن الحاضر .. إن علينا بالتوازى مع تلك الجهود القيمة ..أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة .. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذى ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة