نشرت صحيفة الجارديان تقريرا يرصد التدخل العسكرى الأخير لتركيا داخل مدينة جرابلس السورية، آخر معاقل التنظيم المسلح داعش على الحدود السورية- التركية، وكيف أن تلك الخطوة غير المسبوقة سوف تزيد من تعقيد الحرب الأهلية الدائرة داخل سوريا منذ 6 سنوات.
يقول تقرير الجارديان إن تدخل تركيا العسكرى غير المسبوق استهدف تأمين حدوده من سيطرة مليشيات وحدات حماية الشعب الكردى فى المقام الأول، رغم أن الأخيرة تعمل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية حليفة تركيا، إلا أن تركيا أمهلتها أسبوعا للانسحاب من المنطقة الحدودية تخوفا من طموحات تكوين دولة كردية.
ويرى التقرير أن التدخل الذى قامت به تركيا بمساعدة متمردين ومجموعة من قواتها المدفعية وغطاء جوى من قبل طائرات التحالف الدولى يزيد من غموض الصراع، فالأكراد الذين كبدوا مؤخرا خسائر فادحة لمليشيات التنظيم المسلح "داعش"، يركزوا جهودهم فى قتل التنظيم المتطرف، دون مواجهة قوات الرئيس السورى بشار الأسد.
وأشار التقرير إلى حقيقة مشاركة المليشيات الكردية فى الحصار الذى فرضته قوات بشار الأسد على مدينة حلب السورية، رغم تمويلها من قبل الولايات المتحدة التى ترى فى بشار الأسد خصم يجب التخلص منه فى معادلة الحرب الأهلية السورية.
وتطرق تقرير الجارديان إلى تصريح نائب الرئيس الأمريكى "جو بايدن" الذى كان فى زيارة بأنقرة لتحسين العلاقات التركية الأمريكية، وقد طالب أثناء الزيارة وحدات حماية الشعب الكردى بالانسحاب من المناطق الحدودية والرضوخ لمطالب القوات التركية.
ويقول التقرير إن الصراع السورى الأن ينقسم إلى أهداف مختلفة، فالأتراك تدخلوا من أجل السيطرة على الأكراد، وليس محاربة تنظيم داعش المسلح، فى حين أن روسيا تخوض حربا لتعزيز مكانة الرئيس السورى بشار الأسد، وليس مواجهة داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى، بينما الأكراد يخوضون حربا تصب فى صالح طموحاتهم بمنطقة ذات حكم ذاتى، هذا إلى جانب المليشيات المعارضة لنظام بشار التى تثبت الأيام ارتمائها فى أحضان التطرف والأصولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة