مستخدمًا عصا تتجاوز قامته القصيرة، اعتاد "محمد" ذو الـ14 عاماً الرقص يومياً مع الجمال، فى سوق برقاش الذى يضم من الحكايات ما يكفى سنوات عمره القليلة، بمجرد الاقتراب منه تصيبك الدهشة من حياة هذا الطفل فى سوق مكتظ بمخلوقات يفوق حجمها حجمه بمراحل، وما يزيد من دهشتك هو أداء "محمد أحمد" أثناء تدريبها وكبح جماحها بشجاعة لا يملكها من يفوقون عمره أضعافاً مضاعفة.
محمد يرقص مع الجمال
"محمد أحمد" أشهر مروضى الجمال فى سوق برقاش رغم سنه الصغيرة، تحدث لليوم السابع عن حكايته داخل السوق بصحبة الجمال يومياً فى السوق الشهير الذي يقع فى أحد الأطراف البعيدة من المدينة، حيث الهدوء الذى يسبق عاصفة كل يومى جمعة وأحد حينما يجتمع تجار الجِمَال لبيعها استعدادًا لعيد الأضحى.
سوق الجمال ببرقاش
بدأ محمد رحلة التحكم فى الجمال، أو كما يصفها بـ"الرقص مع الجِمال" منذ أن كان فى العاشرة من عمره، ويقول "من وأنا عندى 10 سنين أبويا علّمني أتعامل مع الجمال، وخلانى أعرف أقف قدامهم وأضرب فيهم".
الحياة فى سوق الجمال
وعن طريقة التحكم يوضح محمد لليوم السابع، "الجمل الهايج بنضربه بالعصاية على رقبته وبعدها بيقع وما يحاولش يعمل حاجة تانية"، يحكى بتلقائية وهو يمسح عرقه الذى امتلأ به جسده بسبب محاولته لساعات السيطرة على الجمال، لافتًا إلى أن موسم البيع والشراء فى السوق في شهر رمضان وعيد الأضحى.
سوق الجمال ببرقاش
وعن الإصابات التى يتعرض لها بشكل يومى بقول "محمد": "في جمل عضني في إيدي وواحد خبطني في وشي، وفي ناس ماتت من جمال بلدي وصومالي وخلوا وشهم متدمر"، "نفسي أكمل في الشغلانة دي عشان أكل عيشي ولو لقيت حاجة تانية أشتغل فيه وتبقى أكل عيشي مش هكمل فيها"، برضا بحاله عبر عن أمنيته دون أن تتضمن أحلامه الدراسة أو اللعب أو أى حلم أخر قد يبدو طبيعياً لطفل مثله ترك اللعب واختار الرقص مع الجمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة