كرم جبر

لماذا يقسو المصريون على رؤسائهم؟

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم ندرك قيمة الملك فاروق إلا بعد رحيله، وتجنت الثورة عليه بتلويث تاريخه وسمعته، وحذف اسمه من المناهج الدراسية والأفلام السينمائية، وكانت كلمة «الفاسد» تسبق دائما اسمه، مع أن مشهد خروج الملك من مصر، يؤكد أنه كان مصريا أصيلا، ورفض الدخول فى مواجهة عسكرية مع الضباط الأحرار، كان قادرا عليها، حتى لا تراق نقطة دماء واحدة.
 
نفس الشىء فعلناه مع جمال عبدالناصر بعد وفاته، وفُتحت ملفات التعذيب ومراكز القوى ومذبحة القضاة، وأنتجت السينما عدة أفلام تثير الفزع حول فترة حكمه، مثل «إحنا بتوع الاتوبيس»، و«البرىء»، و«الكرنك»،  ربما لأن القدر أراد أن يقتص لفاروق مما فعله فيه عبدالناصر، ولكن بعد فترة اكتشفنا أن عبدالناصر، كان نموذجا فريدا للوطنية، والعزة والكرامة، وارفع رأسك يا أخى، بجانب تبنيه قضايا اجتماعية غيرت وجه الحياة فى مصر.
 
أما الرئيس السادات، فقد ظلم نفسه وظلمه خصومه، فقد كانت خطيئته الكبرى هى إخراج الإخوان من السجون والمعتقلات، فقُتل على أيديهم فى المنصة، ولم يسعفه الوقت لمحاربتهم بعد أن اكتشف مؤامراتهم، وظلمه خصومه عندما اتهموه بالخيانة بعد إبرام معاهدة السلام واسترد سيناء، وهى أعظم أعماله التى أزاحت عن تراب الوطن دنس الاحتلال، وأعادت السادات إلى سجل أعظم من حكموا مصر. 
 
الرئيس مبارك أخطأ فى الجلوس على كرسى الحكم أكثر من اللازم، ولم يدرك أنه «كرسى كهربائى» إلا بعد 25 يناير، وخطيئته الثانية هى مجموعة رجال الأعمال، الذين دخلوا آخر وزارتين فى حكمه، وفتحوا أبوابا سرية للفساد خصوصا فى مجال الاستيلاء على أراضى الدولة، والآن عاد الذين هاجموه خصوصا الإخوان والثوريين، للثناء والإشادة بإنجازاته، ليس إنصافا له ولكن لأحداث فتنة ووقيعة، تستهدف مريدا من التناحر والاختلاف.
الشىء الغريب أن المصريين الذين يتعاملون مع رؤسائهم بقسوة بعد رحيلهم، يجيدون هتاف «بالروح بالدم نفديك يا زعيم»، أثناء جلوسهم على العرش، وأن التاريخ هو الذى ينصف حكام مصر من ظلم البشر، وأن التقييم الموضوعى المحترم الذى يفيد لا وجود له، بل الحكم يكون تبعا للأهواء والميول والمصالح، والرغبة فى الانتقام وتصفية الحسابات السياسية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة