كان الوصول إلى منزل أسرة الشاب الذى لقى مصرعه ذبحًا بسكين على طريقة تنظيم "داعش" الإرهابى بقرية "فاو" قبلى التابع لمركز دشنا بمحافظة قنا بسبب خلافات الثأر بين عائلته "مدكور" وعائلة "خير الله" أشبه بالمعجزة، الطريق إلى منزل أسرة المجنى عليه محاط بكثير من زراعات القصب وغير ممهد للمرور بالسيارة، يفصل بين منازل العائلتين شارع غير مسموح المرور فيه، آثار الطلقات النارية لم تختفى بعد، ويوجد "برج" لوضع الجرنوف معد وجاهز للاشتباك فى حالة تفكير الطرف الثانى المرور فى المنطقة.
"اليوم السابع" داخل منزل ذبيح قرية "فاو" بـقنا by youm7
والد الضحية مع محرر اليوم السابع
الوصول إلى المنزل التى تقيم فيه أسرة الضحية، يجب أن يكون عبر ممرات ضيقة خوفاً من بطش العائلة الأخرى التى تتواجد على مسافة لا تتجاوز 200 متر، وغير مسموح لعائلة المجنى عليه المرور فى تلك المسافة، لأن صوت السلاح وطلقات النار سيكون هو المتحدث فى ذلك الوقت، وكل هذا الوقت ام تتمكن أجهزة الأمن وشيوخ القبائل فى حل المشكلة بين العائليتن.
والد الضحية يروى تفاصيل ذبح نجله على طريقة "داعش"
منزل أسرة المجنى عليه المذبوح على طريق داعش من عائلة "مدكور"، ملامحه تجسد حالة من الفقر، ومستوى المعيشة الذى تقيم فيه أسرة المجنى عليه، المنزل مكون من طابقين بناءه من الطين يجلس أقارب المجنى عليه داخل دور ضيافة يكسو ملامحهم الحزن والغضب على فراق نجلهم وحبس شقيقه المتهم فى قضية قتل أحد أفراد عائلة "خير الله" والصادر ضده حكم بالسجن 25 سنة، وتم تخفيف الحكم فى النقض لـ 5سنوات.
محرر اليوم السابع فى منزل أسرة الضحية
والد المجنى عليه بدأ حديثة قائلاً "تعبنا من الدم، ابنى مات والثانى مسجون فى قضية قتل ظلم، والأجهزة الأمنية غير قادرة على إخماد الفتنة المشتعلة بين العائلتين منذ 5 سنوات، والتى حدثت مع عائلة "خير الله" بسبب خلاف على الأرض، بدأت أحداثها فى عام 2010، كانت أرضى وقتها موجودة فى نطاق العائلة التى يوجد معها الخلاف نشب بينى وبينهم خلاف تطور إلى التعدى عليا بالضرب رغم كبر سنى، توجهت إلى مركز شرطة دشنا وتم تحرير محضر بالواقعة، وطلبت الأجهزة الأمنية تسليم بندقية من العائلة التى تعدت علينا، وقاموا بالفعل بتسليم السلاح، ولم أقم بزراعة أرضى، وطلبت العائلة التى معها الخلاف تسديد ثمن البندقية التى قاموا بتسلميها لأجهزة الأمن بعد المشاجرة".
زوج شقيقته والشاهد على واقعة الذبح داخل السوق
وأضاف "بعد مرور عدة أيام ذهبت إلى الأرض بعد أن جاء موسم حصاد القصب، فتم منعى وحدث إطلاق نار فجاء نجلى لمناصرتى، وقتها سقط أحد افراد عائلة "خير الله" وتم أاهام نجلى فى القضية وصدر ضده حكم بالسجن بالمؤبد، وتم تخفيف الحكم إلى 5 سنوات لأنه مظلوم، والقتيل أصيب بطلق نارى عن طريق الخطأ من عائلته وفق ما جاء بالتقرير الطب الشرعى، والذى أثبت أن المسافة الذى تم إطلاق الرصاص منها كانت قريبة، مرت الأيام، وأصبح هناك قطيعة مع العائلة الأخرى".
محرر اليوم السابع يستمع لقصة ذبح شاب
وتابع "أحنا عاوزين نعيش فى حالنا، أنا ابنى ادبح فى السوق دون ذنب، أخذ على خيانة وتم قتله بطريقة وحشية، أنا لو ابنى مات بـألف رصاصة كان الموضوع هيكون أهون عليا شوية، لكن تم قتله على طريقة جماعة داعش الإرهابية، وتم القبض على واحد فقط، والمتهم الثانى موجود فى القرية، والشرطة عارفه لكن مفيش حملات بتدخل القرية، أنا ولادى الاثنين ضاعوا، وأرضى مش عارف أزرعها، وحالتى أصبحت سيئة، وأنا مقتنع أن حق ابنى إللى مات مثل الدبيحة هيرجع، مسك السلاح مفيش أسهل منه لكن الدم مرارته صعبة، وكفاية أنا عاوز أعيش فى حالى".
ومن جانبه قال زوج شقيقة المجنى عليه، " أنا خرجت بعد صلاة الفجر أنا والمرحوم، وهو كان رايح يشترى عجل من السوق، ووصلنا وبدءنا نتفقد الأسعار فى السوق، وفجأة تقدمت عدة خطوات سمعت صراح فوجدته بين يدى اثنين من عائلة "خير الله" وقاما بذبحه حاولت الإمساك بهما، لكنهما تمكنا من الهروب، وتم نقله للمستشفى، لكنه توفى، الصعايدة عمرهم ما عرفوا الخيانة، وهما قتلوه من الخلف دون أن تكون هناك مواجهة".
وأضاف "فين أعضاء مجلس النواب والأجهزة الأمنية، الأرض لم يتم زراعتها منذ 5 سنوات، ومش عارفين نروح نزرعها، لأن فى أبراج وسط الزرع بيضرب علينا نار منها، لكن لا شىء يعلو فى المنطقة غير صوت السلاح، أحنا عاوزين نعيش فى حالنا، لأن أكل عيشنا أصبح خراب".
اطلاق النار على أحد المنازل فى القرية
برج يتم استخدامه فى تبادل أطلاق النار
زوج شقيقة المجنى عليه ممسكاً صورة القتيل
صورة المجنى عليه
والد المجنى عليه ممكسا بصورة القتيل
أحد أفراد العائلة فى حالة حزن
والد المجنى عليه يحمل صورة القتيل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة