فى يوم 23 يونيو عام 47 قبل الميلاد، كان أخطر الأيام في حياة الملكة كليوباترا السابعة، وذلك عند ميلاد طفلها من يوليوس قيصر، والتى أطلقت عليه "بطليموس الخامس عشر قيصرون" الوريث الشرعى لعرش مصر، وربما روما فى المستقبل، لو كان يوليوس قيصر أعلن رسميا زواجه من كليوباترا، لكنه لم يفعل، وذلك حسبما يذكر كتاب "كليوباترا بين الحقيقة والأسطورة والإعلام"، لـ" بسام الشماع" والذي يحتوى عدة مفاجآت، حيث يفند "الشماع" ما هو متعارف عن "كليوباترا" الشخصية المثيرة للجدل عبر التاريخ.
وفى الكتاب يحكى "الشماع" عن الارتباك التاريخى الذي سقط فيه المؤرخون وهم يعرضون لحياة الشهيرة كليوباترا وللظروف السياسية التى أحاطت بها منذ موت والدها بطليموس الثانى عشر الشهير بالزمار، وصراعها مع أخيها بطليموس الثالث عشر والذي كان يصغرها فى السن ويشاركها فى حكم مصر، وخلاصة الأمر هو أن حياة كليوباترا كانت عبارة سلسلة من الأحداث والمغامرات المثيرة.
والكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يرصد تاريخ روما المسيطرة فى ذلك الوقت، ويعرض بشكل كبير ليوليوس قيصر وعلاقته بكليوباترا ويذهب إلى أنها لم يكن نا بينهما زواجا معلنا، كما يعرض لحريق مكتبة الإسكندرية بمخطوطاتها النادرة ويبرئ العرب تماما من هذه الكارثة الشهيرة، كما يعرض الكتاب لنهاية "يوليوس قيصر" على يد رجاله سنة 44 قبل الميلاد لتتحطم أحلامه وأحلام كليوباترا وتعود منكسرة إلى مصر.
بعد ذلك وبينما روما تحاول لم شتاتها بعد يوليوس قيصر يأتي اللقاء الخطير بين كليوباترا ومارك أنطونيو فى الوقت الذى كانت ملكة مصر الطموحة تبلغ من العمر 28 عاما وأنطونيو المنتقم من أعداء يوليوس قيصر فى سن الـ41 من عمره، هذا اللقاء الذى تحول لأمثولة فى التاريخ بفضل شكسبير الذى صاغ حكايتهما فى إحدى مسرحياته، ويذهب "الشماع" إلى أن كليوباترا كان غرضها من أنطونيو سياسي تماما، ويقلل من قدر وجود الحب الذي كان بينهما، فقد كانت هى تبحث عن مملكة مترامية الأطراف، على أساس أنها ربما تنجح في إقناع مارك أنطونيو بإعطائها بعض الممالك في آسيا، فقد كانت كليوباترا تختار القواد الرومان لتستميلهم بطريقة ذكية ودبلوماسية وجذابة معتمدة على شخضيتها التى تتمتع بالكاريزما والثقافة والثراء الفاحش، وبالفعل نجحت في ترويض مارك أنطونيو كما فعلت مع يوليوس قيصر، لكن "الشماع" يستدرك بقوله "على كل حال، لن نستطيع أن نجزم بأى شيء متعلق بمشاعر هذه السيدة أو أحاسيسها تجاه الرجال.
وكتاب بسام الشماع ييعيد كتابة تاريخ كليوباترا، ويقدم حقائق مغايرة لما هو متعارف عليه اعتمادًا على كتابات المؤرخين القدماء مثل بلوتارخوس، وهو إن كليوباترا لم تمت منتحرة، بالإضافة إلى إنها كانت قبيحة الشكل، وذلك اعتمادًا على عملة معدنية فى المتحف البريطانى مصورٌ عليها شكلها غير الجميل بالمرة، لكن سحرها كله كان يكمن فى "صوتها" وكلامها "المعسول" وإجادتها للغات متعددة وشخصتها القوية والجذابة.
ويشكك الشماع فى كثير من الأشياء المشهورة ومنها أنه رغم القول بكون أنطونيو انتحر تأثرا بموت كليوباترا التى ماتت منتحرة، إلا أن المؤرخ "سوتونيوس" يؤكد أن أكتافيوس الفائز في الحرب هو الذي دفع مارك أنطونيو للانتحار، أما كليوباترا فهناك شك كبير فى موتها منتحرة وفيما حدث لجسمانها بعد ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة