تلك أزمتنا، الحياة بين أهل الإنكار، وأهل المبالغة، وطن مخنوق بين فئة تنكر أزمته الاقتصادية، وفئة أخرى تبالغ فى توصيف الأزمة، وتصدير فكرة الخراب.
وطن مغلوب على أمره، وفئتان غلبهما هواهما، الأولى تنكر انتصارًا لهواها السياسى، والثانية تبالغ فى تصدير الخوف وتضخيم الكارثة انتقامًا من خصمها السياسى، وفى المنتصف فئة ثالثة يقتلها اندهاشها من إنكار الأولى، ومبالغة الثانية، تبحث فى ما نشرته بلومبرج والإيكونوميست عن اقتصاد مصر، لتبحث عن الحقيقة، وتفرق بين المغرض فى تقارير المجلة البريطانية، والشبكة الأمريكية، وبين ما يمكن أن يكون جرس إنذار.
س1: هل تغضب مما تنشره الصحف والفضائيات الأجنبية من تقارير اقتصادية عن الوضع الاقتصادى السيئ لمصر؟
ج: لا نحن نؤمن بحرية وسائل الإعلام، وحق الإعلام والخبراء فى أى نقد حقيقى، وجاد لا يغلبه هوى المصلحة، ولا تسوقه رائحة المؤامرة.
س2: لماذا الغضب مما نشر فى بلومبرج والإيكونوميست عن الاقتصاد المصرى والخراب القادم؟
ج: لا أنت فاهم غلط.. غضبنا ليس منبعه التقارير الاقتصادية التى تتحدث عن عيوب ومشاكل الاستثمار، وعالم المال فى مصر، غضبنا أساسه حالة الاحتفاء التى أظهرها بعض المصريين من الإخوان والنشطاء، وإصرارهم على ترويج فكر خراب مصر وكأنهم يعيشون فى وطن آخر، غضبنا منبعه هذا الاحتفاء بنص مانشرته بلومبرج والإيكونوميست، وكأنه قرآن وجب التصديق عليه بمجرد نشره دون تفنيد أو نقاش، وللغضب منبع آخر هو طريقة مؤسسات وإعلام الدولة المصرية فى الرد على هذه التقارير بالهجوم والشتائم، بدلًا من الرد على الرقم بالرقم والإحصاء بالإحصاء ورأى الخبير برأى خبير.
س3: بلومبرج والإيكونوميست وسيلتا إعلام اقتصاديتان عريقتان وذاتا وزن، لماذا تشككون فيهما وتتحفظون على من يروج لهما بحماس؟
ج3: بلومبرج والإيكونوميست «على عينى وراسى»، ولكن ماتنشره الصحف ليس قرآنا، وما يقوله الإعلام ليس دومًا منزهًا عن هوى المصالح، لذا يحتاج الأمر إلى وقفة.
نشرت الإيكونوميست ملفها الاقتصادى الشهير عن خراب مصر فى 6 أغسطس، ولكن نفس المجلة بنفس هيئة التحرير عادت يوم 12 أغسطس بعد 6 أيام فقط لتنشر تقريرًا آخر عن الاقتصاد المصرى، وتصفه بأنه اقتصاد يتعافى وله مستقبل مبشر، أيهما نصدق إذن؟ ولماذا وجد التقرير الأول احتفاءً وترويجًا، بينما لم ينتبه أحد للتقرير الثانى؟!
نفس الأمر تقرر مع شبكة بلومبرج التى نشرت مقال رأى، وأكرر مقال رأى وليس تحليلًا أو تقريرًا اقتصاديًا، تحذر فيه من انهيار الاقتصاد المصرى، بينما المحطة الفضائية التابعة لنفس الشبكة الأمريكية، كانت تبث تقريرًا متلفزًا عن الإصلاح الاقتصادى فى مصر الذى يسير بخطى جيدة حتى ولو كانت بطيئة.
نحن أمام الفعل وعكسه، والتناقض دومًا ما يجعل المنشور محلًا للشك والنقد والدراسة لا يجعله قرآنًا منزلًا، المثير أيضًا أن بعض النشطاء والنواب والمعارضة الذين احتفوا وروجوا بتقارير بلومبرج والإيكونوميست عن خراب مصر هم أنفسهم الذين تجاهلوا تقارير نفس الوسيلتين الإعلاميتين الإيجابية عن الاقتصاد المصرى.
نحن أمام نقطتين فى غاية الأهمية، الأولى تناقض فى تقارير المجلة البريطانية والشبكة الأمريكية عن الاقتصاد المصرى، والنقطة الثانية أننا أمام نشطاء ومعارضين ووسائل إعلام مصرية تحتفى بما تنشره وسائل إعلام دولية عن مصر من كوارث، ولكنهم يصمتون تمامًا حينما تنشر نفس الوسائل الإعلامة كلامًا جيدًا عن مصر، ولعل فى الأية الكريمة رقم 85 فى سورة البقرة التى يقول فيها المولى عز وجل: «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ»، ما يجعلك تسأل هل تصبح الصحف الأمريكية والبريطانية ذات مصداقية حينما تحقق لكم غرضًا سياسيًا بنقدها للسلطة، وتصبح هى نفهسا محل شك حينما تمتدح السلطة؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
الحقيقه
في وسط الفساد لا تعرف الحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
معدومي النظر
العيب ليس في النشطاء.. العيب في معدومي النظر لواقعنا المرير
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد هانى محسن
الله ينوّر
الله ينوّر عليك .. اخذت الكلام من على لسانى...
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الصحافة اساسها التطبيل لمن يدفع اكثر
ياسادة ياحرام هل تعرفون ان انجلترا هى اكبر مثتثمرا فى مصر