الميديا الغربية صانعة الأكاذيب.. صحفية بنيويورك تايمز تربطها علاقة بمستشار بوش تنشر شائعة سلاح العراق النووى.. والجارديان تبالغ عن ثروة مبارك.. "لاتريبون" مُفلسة ومصدرها بخبر شراء مصر للطائرات "يقال"

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 05:19 م
الميديا الغربية صانعة الأكاذيب.. صحفية بنيويورك تايمز تربطها علاقة بمستشار بوش تنشر شائعة سلاح العراق النووى.. والجارديان تبالغ عن ثروة مبارك.. "لاتريبون" مُفلسة ومصدرها بخبر شراء مصر للطائرات "يقال" صحف غربية - أرشيفية
تحليل يكتبه مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمجرد أن نشرت صحيفة "لاتريبون" الفرنسية شائعة توقيع مصر على صفقة شراء طائرات فاخرة تستخدمها الحكومة بقيمة 300 مليون يورو، تداول بعض مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى "الخبر" بوصفه حقيقةً مسلمًا بها، تحت زعم أن الناشر غربى، وأن الميديا الغربية لا تكذب! فهل حقا إعلام الغرب لا يكذب؟!!

كانت الصحيفة الفرنسية "لا تريبون"، ذكرت يوم أمس الثلاثاء، أن شركة "داسون للطيران" الفرنسية، وقعت عقدًا لبيع أربع طائرات فاخرة من طراز "فالكون 7 إكس" لمصر لتستخدمها الحكومة، بقيمة 300 مليون يورو، فيما نفت السلطات المصرية، ممثلة فى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، توقيع أية صفقات من هذا النوع.

"لا تريبون" تستهل خبر شراء الطائرات بــ"يقال"

لم يلتفت كثيرون من الذين تداولوا "فبركة الصحيفة الفرنساوية" إلى النقائص المهنية فى متن وصياغة "خبر مهم"، فلم تشر الصحيفة إلى مصدرها صراحة، ولم تنسب حديثها إلى جهة معلومة، بل افتتحت متن خبرها بـ"يقال"، ووصفت "ما يقال" بالنبأ السار للشركة، مستخدمة عبارات من قبيل "من المتوقع"! أى أن الأمر لا يعدو مجرد "أنباء" لم تتأكد الصحيفة من مصدرها، ولم تجتهد لتحقيق ذلك.

الإشكالية فى نظرنا أن أغلبية الجماهير العربي تعتقد أن الصحافة الغربية "مهنية بزيادة"، متغافلة عن كون الميديا الغربية منصات إطلاق الشائعات والأكاذيب عن العالم العربى تحديدًا، ويعمل الإعلام ذراعًا للسياسات الإمبريالية، ونشر الوعى الزائف، مستغلًا "الصورة الذهنية" التى يرسمها كثير من العرب عن "الحياد"، ومستفيدًا من التطور التكنولوجى فى عمليات "غسيل الأدمغة"، لتنطبق عليه المقولة المنسوبة لفلاديمير لينين "المثقفون أكثر قدرة على الخيانة؛ لأنهم الأقدر على تبريرها"، لنقول من جهتنا "الغرب أكثر قدرة على الكذب، لأنه أقدر على تبريره".

ميديا الاستعمار تنحاز للروايات الصهيونية

حقًا الإعلام الغربى مضلل وكذاب، فى كثير من الأحايين، ولا يخفى على أى متابع تبنى وسائل الإعلام الغربى للروايات الصهيونية بخاصة فيما يتعلق بالأحداث التى تجرى فى فلسطين المحتلة، فاستشهاد الفلسطينيين فى عمليات عدوان سافر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى تتحول إلى "محاولات إرهابية فلسطينية للاعتداء على الصهاينة الكيوت"، وأنباء التوسع الاستيطانى لا توخز ضمائر كثيرين من صحفى الغرب، فتستحيل أخبارًا عن "العمران" والتنمية السكانية!

نيويورك تايمز تنشر شائعة امتلاك العراق للسلاح النووى

يقول الصحفى التركى تامر كوركماز "إن أقلام نيويورك تايمز بارعة فى تشويه الحقائق وتحريف المفاهيم"، مؤكدًا أن العالم نسى الأخبار الخمسة المزيفة التى نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عندما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق سنة 2003 بحجة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. فثلاثة من تلك الأخبار التى أدت إلى احتلال أمريكا للعراق كانت من صنيعة مراسلة الصحيفة المشهورة "جوديث ميلر"، وقتها طلبت أمريكا من "ميلر" نشر أخبار تزعم أن الولايات المتحدة لديها أدلة قاطعة عن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. وقد تبين فيما بعد أن ميلر تربطها علاقة قوية بمستشار بوش الابن "لويس ليبى"!!

ومن جهة، يقول بول داكر، رئيس تحرير صحيفة ديلى ميل البريطانية، فى شهادته التى أدلاها فى تحقيقات ليفسون، المتخصصة فى ممارسات الإعلام، "أنا لست متأكدًا من أن حكومة تونى بلير، كان بإمكانها أخذ الشعب البريطانى نحو حرب العراق، لولا الدعم العنيد الذى قدمته صحف مردوخ. ليس هناك شك أن ذلك جاء من مردوخ نفسه"، فاضحًا دور رجل الأعمال الأمريكى روبرت مردوخ، من خلال وسائل الإعلام العالمية والبريطانية التى يمتلكها، فى حشد بريطانيا نحو حرب العراق.

أما ديفيد يلاند، رئيس التحرير السابق لصحيفة «ذا صن»، كان أكثر شغفًا لاستخدام وازع الحرب على الإرهاب للدعاية لحرب العراق والترويج لها، بإعتبارها حربًا سريعة وناجحة، ستخلص العالم من "خطر الرئيس العراقى صدام حسين، وتعزز مكانة بلير فى التاريخ".

الجارديان وشائعة ثروة مبارك

فى الخامس من فبراير 2011، ارتكبت صحيفة "الجارديان" البريطانية حماقة مهنية، حين نسبت إلى من أسمتهم بـ"خبراء اقتصادين من الشرق الأوسط" أن ثروة الرئيس المخلوع حسنى مبارك تقدر بنحو 70 مليار دولار أمريكى!! تتركز غالبيتها فى أرصدة فى بنوك بريطانية وسويسرية وعقارات فى لندن ونيويورك ولوس أنجليس، فضلاً عن امتلاكها مساحات راقية واسعة فى مدينة شرم الشيخ على شواطئ البحر الأحمر!!

 ومع إيمانًا بفساد نظام مبارك، وإفساده للحياة السياسية والاقتصادية المصرية طوال ثلاثة عقود، فإن الرقم الذى تراجعت عنه فيما بعد الصحيفة، يظل مجرد نشره "كارثة مهنية" تضاف إلى سجل تاريخ أكاذيب الإعلام الغربى.

الجيش السورى و"الكيمياوى"

كانت سوريا طوال السنوات الخمس الأخيرة صاحبة النصيب الوافر من أكاذيب الميديا الغربية، أبرزها ما ردده الإعلام الغربى عن استخدام الجيش العربى السورى لـ"غاز السارين" المحرم دوليًا فى الهجوم على الغوطة يوم 21 أغسطس 2013، متهمة النظام السورى باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السوريين، قبل أن "يطرمخ" إعلام الدول الاستعمارية على نتيجة التحاليل للعينات التى أكدت عدم تطابق الغاز المستخدم فى الهجوم مع الموجود فى ترسانة الأسلحة الكيميائية التابعة للجيش السورى.

وفى أبريل 2014، كشف الصحفى الأمريكى سيمور هيرش، الحائز على جائرة بوليتزر فى الصحافة، عن الأسباب الخفية لتراجع الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن شن ضربة عسكرية على سوريا، سبتمبر 2013، مؤكدًا تورط تركيا فى الهجوم الكيميائى على مدينة الغوطة!!

"لاتريبون" صحيفة مفلسة وتحت تصرف المحكمة

نعود مرة أخرى إلى الصحيفة الفرنسية "لاتريبون"، وهى صحيفة تجارية بالأساس، لنكشف عن تعرض الصحيفة لأزمة مالية مستمرة طوال السنوات الماضية، الأمر الذى دعاها إلى طرح نفسها للبيع بعدما فشلت فى إيجاد مستثمرين جدد بـ2014، مطالبة الحماية من الإفلاس.

وتواجه الصحيفة تدهورًا شديدًا وسريعًا فى احتياطاتها النقدية، ولم يعد أمام الإدارة من خيار سوى طرح المؤسسة للبيع، وهى عملية تتم تحت حماية المحكمة جراء الديون "المتلتلة" المستحقة للدائنين، وللمحكة وحدها حق البت فى أى عرض للشراء.

الأوضاع الاقتصادية الصعبة لـ"لاتريبون" قد تجعلها عرضة لأى طرف يدفع لها مقابل نشر شائعات ضد خصومه، وعن خصوم مصر حدث ولا حرج، فهم كثر، وتأكيدًا على الافتراض، هل تعلم أن قطب الإعلام الفرنسى "آلان فيل" باع حصته البالغة نسبتها 78% للمدير العام فاليرى ديكان مقابل يورو واحد!!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة