قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية: إن اليهود الأورثوذكس فى البلاد يجمعون التبرعات للحصول على مليون جنيه إسترلينى لمنع الأطفال من مغادرة جاليتهم المتشددة مع آبائهم غير المتدينين إلى "الثقافة الشريرة" خارج مجتمعهم المنغلق.
وتهدف التبرعات لدفع تكاليف قضايا الطلاق لصالح الطرف المتشدد والحصول على حق حضانة الأطفال بدلًا من ترك الصغار يختلطون بالمجتمع البريطانى، بحسب الصحيفة التى حصلت على نشرات تدعو للتبرع فى منطقة "ستامفورد هيل" فى لندن.
كما حصلت الصحيفة على خطاب يوزع على الجالية اليهودية كتبه أحد الحاخامات، يدعو فيه للتبرع لمنع الآباء غير المتدينين من "جر أطفالهم خلفهم" إلى هذه "الثقافة الشريرة"، مضيفًا إنهم يبلغون 17 طفلا.
وقال الخطاب: "هذا مرسوم رِدة وهذا الوضع شجع الحاخامات فى إسرائيل.. للمجىء هنا بصفة شخصية لزيادة الصلاة وجمع المال من أجل الرسوم القانونية، ومن أجل تحقيق هذا ندعو لانعقاد المجمع للصلاة وأيضًا لجمع المال".
وقالت الصحيفة: إن اليهود الحريديم يمارسون الدين بتفسيرات القرن التاسع عشر ولا يتعاملون مع المجتمعات العلمانية، بينما يرتدى رجالهم ملابس شرق أوروبية تعود لنفس القرن وتغطى نسائهم المتزوجات رؤوسهن.
وقال نشطاء ويهود كانوا ينتمون للجالية للإندبندنت: إن هذا التمويل يحرم الآباء الذين لم يعودوا يؤمنوا باليهودية الأورثوذكسية من أطفالهم كعقاب لهم، كما أن الطرف الذى يبحث عن الطلاق عادة يعانى من العنف الأسرى والعاطفى لإجباره على البقاء فى إطار الزواج وداخل الجالية المتشددة.
وقال متحدث باسم منظمة GesherEU، والتى تساعد اليهود الذين يودون مغادرة مجتمع الحريديم، إن حرمان هؤلاء من أطفالهم يستعمل كرادع لمن تسول له نفسه ترك الجالية، وإنهم لا يجدون المال للحصول على تمثيل جيد بالمحاكم ولا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة فلا يستطيعوا التعبير عن أنفسهم بشكل مناسب.
وكانت الجالية محل الأنظار العام الماضى بعدما قامت مدرسة بتهديد التلاميذ بالطرد إذا قامت أمهاتهم بالقيادة بهم للمدرسة لأن قيادة المرأة "مخالف لقواعد الحشمة". وقالت الصحيفة إنه هناك أكثر من ألف طفل يهودى فى مدارس غير قانونية لتجنب التعليم العلمانى، ويتعلمون النصوص الدينية فقط وبالتالى لا يعرفون الكثير من اللغة الإنجليزية.
وفى إحدى القضايا، رفعت امرأة يهودية قضية طلاق ولكنها لم تتحدث الإنجليزية وكان فريق الدفاع متطوع لعدم امتلاكها المال، وقالت المرأة إن زوجها كان يغتصبها ويضربها طيلة زواجها به ولكنها لم تشتك بسبب الثقافة التى كانت تعيش فيها.
وأضافت فى أوراق القضية التى اطلعت عليها الصحيفة، أنها لما ذهبت لطبيب بسبب آلام مهبلية ناتجة عن الاغتصاب، كان زوجها معها للترجمة فلم تستطع الحصول على مساعدة هناك، كما أن أعضاء الجالية أشاعوا عنها إنها زانية بعدما حاولت الحصول على الطلاق وحضانة طفلها.
وتابعت أن أحد اليهود الحريديم ألقى عليها البيض بعد رفعها للقضية واتهمها بإلحاق العار بمجتمعهم، ولكن كسبت السيدة القضية فى النهاية وغادرت البلاد مع طفلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة