عبد الفتاح عبد المنعم

لماذا سقطت الأندلس؟ «38»

الأحد، 14 أغسطس 2016 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الأستاذ محمد عبدالله عنان: وهذا أفضل ما يمكن الوصول إليه فى مثل هذه المحنة، لو أخلص النصارى فى عهودهم، لقد ارتضاها المسلمون والشك يساورهم فى وفاء أعدائهم، ولما أنسى فرديناند وإيزابيلا ريب المسلمين وتوجسهم، أعلنا فى يوم 29 تشرين الثانى «نوفمبر» مع قسم رسمى بالله أن جميع المسلمين سيكون لهم مطلق الحرية فى العمل فى أراضيهم، أو حيث شاءوا، وأن يحتفظوا بشعائر دينهم ومساجدهم كما كانوا، وأن يسمح لمن شاء منهم بالهجرة إلى المغرب، ولكن سوف نرى أن الإيمان والعهود لم تكن عند ملكى النصارى سوى ستار للخيانة والغدر، وأن هذه الشروط الخلابة نُقضِت جميعاً لأعوام قلائل من تسليم غرناطة، ولم يتردد المؤرخ الغربى بروسكوت نفسه أن يصفها بأنها أفضل مادة لتقدير مدى الغدر الإسبانى فيما تلا من العصور».
 
وهذا ما تنبأ به فارس الأندلس موسى بن أبى غسَّان، حينما اجتمع الزعماء فى بهو الحمراء الكبير ليوقعوا على قرار التسليم وقال: «اتركوا العويل للنساء والأطفال، فنحن رجال لنا قلوب لم تُخْلقَ لإرسال الدمع، ولكن لتقطر الدماء، وإنى لأرى روح الشعب قد خبت حتى ليستحيل علينا أن ننقذ غرناطة، وسوف تحتضن أمُّنا الغبراء أبناءها أحراراً من أغلال الفاتح وعسفه، ولأن لم يَظْفَر أحدنا بقبر يستر رفاته، فإنه لن يعدم سماء تغطيه، وحاشا لله أن يقال إن أشراف غرناطة خافوا أن يموتوا دفاعاً عنها».
 
وساد سكون الموت فى ردهة قصر الحمراء، واليأس ماثل فى الوجوه، وغاص كل عزم فى تلك القلوب الكسيرة، عندئذ صاح أبوعبدالله الصغير: «الله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا راد لقضاء الله، تالله لقد كتب لى أن أكون شقيا، وأن يذهب الملك على يدى»، وصاح من حوله على: «الله أكبر ولا راد لقضاء الله» وقرَّروا جميعا التسليم، وأن شروط النصارى أفضل ما يمكن الحصول عليه وبدأت عمليه التسليم، وغدا نتواصل مع سر المأساة، وهل التزم ملوك إسبانيا بوعدهم للمسلمين أم لا؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة