فى رمضان وقبل العيد بيوم واحد، وبالقرب من الحرم النبوى الشريف، فجر الانتحارى نفسه فى جنود الأمن السعوديين، وهم يتناولون طعام الإفطار، فعلوا ذلك فى رفح عدة مرات، وسالت دماء الشهداء وهم يرفعون أيديهم بالدعاء «اللهم إنى لك صمت وعلى رزقك أفطرت»، لا دين ولا وطن ولا إنسانية، ولم يفعل ذلك سوى التتار بهدف تدمير العالم، وحرق الحضارة والتاريخ والبشرية، وكان مصيرهم الفناء ومزبلة التاريخ، وبإذن الله تعالى سيكون ذلك مصير تلك العصابات الدموية، وإن طال الزمن، وإن سالت دماء الضحايا، رجالنا البواسل يستشهدون من أجل أن نعيش، ويقدمون أرواحهم الطاهرة، فداء لدينهم وأوطانهم، ودفاعا عن البشرية جمعاء.
كل التحية والتهنئة لأبطالنا فى سيناء، وفى كل شبر من أرض مصر، الذين عاهدوا الله أن يستأصلوا الإرهاب من جذوره، فنحن فى بيوتنا نصوم ونصلى ونحتفل بالعيد، وننام فى بيوتنا فى أمن وهدوء وطمأنينة، وهم يقفون فى الميدان فى عز البرد والحر، ويسهرون فى العراء ويقفون تحت الشمس الحارقة، من أجل أن نعيش وتحيا مصر وطنا للمحبة والسماحة والسلام، مرفوعة الهامة والقامة، لا ينال منها معتد شرير، يضمر الشر للحياة، ويزرع الموت والقتل والدماء، ليس لهم غاية إلا الخراب، ولا يسعون لشىء إلا الدمار، ويبنون أحلامهم الشيطانية فوق الجثث والأنقاض، وكلما سقط شهيد تقدم الآلاف الذين يتمنون الشهادة، دفاعا عن الأرض والوطن والدين.
الشهداء المسلمون يشهدون «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، سواء سقطوا على أبواب الحرم المكى أو فى سيناء أو فى أى مكان، فقضيتهم عادلة لإعلاء راية الإسلام، ونشر المبادئ السامية، التى جاء بها رسولنا الكريم، دين السماحة والرحمة والمودة والمحبة والموعظة الحسنة والسلام، ويدافعون عن أوطانهم وشعوبهم، ولا سبيل لاجتثثاث هذا الوباء المدمر، إلا أن تتحد الجهود وتخلص النوايا، وتقف الأمة الإسلامية كلها صفا واحدا فى مواجهة الخطر الداهم، ومن يظن أنه بمنأى عن الإرهاب واهم، ومن لم ينله طوفان الدماء اليوم، فسوف يغرق فيه غدا، فلا فرق عندهم بين مصر والسعودية وليبيا وتونس والعراق، كلنا مستهدفون وفى مرمى النيران، وبذورهم الشيطانية تم غرسها تحت جلد مجتمعاتنا، لتطفح من حين لآخر نوافيرا من الدماء.
حتى الخسة والندالة لها حدود لا يعرفها هؤلاء، ومن يقتل مسالما يرتدى ملابسه البيضاء فى الحرم النبوى الشريف، لا يرتكب جريمة همجية فقط، بل يحاول بث الرعب والخوف فى قلوب زوار مسجد النبى وبيت الله الحرام، ولكنهم مثل الفئران القذرة التى تختبئ فى جحورها، وتفتقد النخوة والشرف والعقل والضمير، ومصيرها إلى زوال، وكم من طغاة دارت عليهم الدوائر وابتلعتهم الرمال.
أثق تماما فى قدرة السعودية على تحقيق النصر الحاسم، وتوفير أقصى درجات الأمن لضيوف الرحمن، يدعمهما رأى عام غاضب وثائر فى كل العالم الإسلامى، وينادى بالثأر والقصاص العادل، والمقدسات الإسلامية فى المملكة تتمتع بأقصى درجات الأمن والحماية، ليؤدى ملايين المسلمين شعائرهم، وهم يتمتعون بمظلة حديدية تحميهم فى موسم الحج العظيم، ليطوفوا ويسعوا ويقفوا على عرفات ويبيتوا فى منى ومذدلفة، وينحروا الذبائح وينادون «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، ويعودوا إلى بلادهم وقلوبهم عامرة بالإيمان وتهفو للعودة إلى الأراضى المقدسة.
كل عام وأنتم بخير فى هذه الأيام الطيبة المباركة، وندعو الله أن يعيدها علينا بالخير واليمن والبركات، وأن يدحر عن بلادنا وشعوبنا جحافل الشر، اللهم آمين.
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
مع الاسف فيه فرق
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
سراب يحيط بهؤلاء المجرمين ..دماء الابرياء لن تذهب سدى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
Moh.ahmed
الله يلعنهم