رئيس الوزراء يلغى قراره السابق وينهى الصراع مع نواب الشعب حول هذه القضية
أخيراً انتصر صوت العقل فى حكاية التوقيت الصيفى الذى كاد أن يفجر العلاقة بين مجلس النواب ومجلس الوزراء، بعد أن استجابت الحكومة وقامت بإلغاء قرارها السابق بفرض التوقيت الصيفى، وهو ما يعنى أنها أغلقت الجدل المثار حول العمل بالتوقيت الصيفى بشكل نهائى، وهو ما يعنى أن رئيس الوزراء استجاب لصوت العقل والحكمة، ورفض أن يدخل فى معركة مع نواب الشعب على قضية لن تقدم ولن تؤخر فى مستقبل الأمة.
والحقيقية أنه ومنذ التفكير فى هذا القرار الغريب وأنا أكتب مطالبا بضرورة إلغائه، وكتبت وقتها أكثر من نداء للرئيس الوزراء ومجلس النواب لكى يقوم بإلغائه، وقلت وقتها إنه منذ صدور قرار رئيس الوزراء بإعادة «التوقيت الصيفى» مرة أخرى، بعد أن استراح شعب مصر من هذا الوهم والهم العام الماضى، فإن هناك حركة معارضة قوية ضد تطبيق هذا القرار الغريب، الذى ليس له معنى اللهم إلا تقليدا أعمى لحكومات سابقة، وتمثلت المعارضة الشعبية بشكل خاص تحت قبة البرلمان، وما نقله لنا الزميل هشام عبدالجليل عن لسان النواب، يؤكد أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل سوف يواجه حربا شرسة فى حالة تطبيق هذا القرار الغريب، وهو ما يعنى أن معركة التوقيت الصيفى سوف تنتقل إلى مجلس النواب.
ولقد عبر النائب البرلمانى خالد هلالى عن غضبه فقال: «التوقيت الصيفى بيلخبطنا، وهتقدم بطلب لإلغائه»، وقال خالد هلالى، عضو مجلس النواب: إن العودة إلى التوقيت الصيفى يعد تخبطا فى بعض القرارات التى تتخذها الحكومة، خاصة أنه لن يأتى بمنافع أو فائدة، سواء للدولة أو المواطنين، ولا بد من إلغائه تماما والعمل بتوقيت واحد مثل باقى دول العالم، وأشار «هلالى» إلى أن التوقيت يتم العمل به شهرين فقط فى العام، ولا يوفر طاقة كما تدعى الحكومة، ويؤدى إلى «لخبطة» المواطنين، وتستمر هذه الحالة أكثر من شهرين حتى نعود إلى وضعنا الطبيعى، وقبل أن نتعود على التوقيت الجديد يتم إلغاؤه، وهناك الكثير من الأمور التى توفر الطاقة، ولو أن الهدف منه كذلك فيجب غلق بعض المصالح والهيئات بعد الحادية عشرة مساء أو المصانع وما شابه ذلك، موضحا أنه سوف يقوم بدراسته جيدا، ومن المتوقع أن يقوم بجمع توقيعات بعض النواب من أجل المطالبة بإلغائه، والعمل بتوقيت واحد حتى لا يؤدى الأمر إلى تغيير فى الساعة البيولوجية لجسم الإنسان دون فائدة.
النائب محمود حمدى أبو الخير الذى وصف العودة إلى العمل بالتوقيت الصيفى بأنه يعد فشلا ولا فائدة منه، وأن التوقيت الصيفى «ملوش لازمة»، وأن ما تدعيه الحكومة من توفير للطاقة وغيره غير صحيح، وإلا لماذا تتجاهله جميع دول العالم المتقدمة، واستطرد أبوالخير: أن هذا القرار سيؤدى إلى «لخبطة» العاملين فى الدولة بسبب العمل بتوقيتين فى العام، وكان من باب أولى أن يتم تثبيت توقيت واحد مثل جميع الدول، موضحا أن هناك حالة عدم رضا فى الشارع المصرى بسبب عودته، ومن المتوقع أن يتقدم عدد من النواب بطلب لإلغائه، ولكن هذا الأمر سيتم بالتشاور بين البرلمان والحكومة، خاصة أنه قرار تنظيمى.
النائب أحمد الطنطاوى، عضو مجلس النواب، علق على هذا القرار قائلا: «الدولة تحتاج إلى تغيير جوهرى فى العديد من الأمور المهمة وليس فى عودة التوقيت أو تعطيل العمل به، وأن المرحلة الحالية تحتاج إلى تغيير جذرى فى الكثير من الأشياء، التى تمس المواطن بشكل مباشر مثل قوانين العدالة الاجتماعية، والمعاشات، والتأمين الصحى، وما شابه ذلك، وليس التوقيت الذى يشغل الناس فقط دون جدوى منه».
الحمد لله إن رئيس وزراء مصر شريف إسماعيل استجاب لصوت العقل وصوت الشعب. وهم نواب البرلمان، قبل أن يدخل فى معركة على شىء لا قيمة له، ونترك معاركنا الكبرى. وأتساءل متى تستجيب الحكومة لمطالب مجلس النواب فى القضايا الكبرى؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة