أتصور أن العمل لمدة ست سنوات متتالية فى الهيئة العامة لقصور الثقافة كمدير لقصر ثقافة السينما، ورئيسا لتحرير مجلة أبيض وأسود أول مجلة سينمائية متخصصة تصدر عن وزارة الثقافة، كان كفيلاً أن يجعلنى أقول إن هذه الهيئة تعد المطبخ الحزبى الحقيقى للدولة.
وفكرة قصور الثقافة تعود إلى أربعينيات القرن الماضى عندما قرر عبدالرزاق باشا السنهورى، وزير المعارف، آنذاك إنشاء قصور ثقافة لنشر الثقافة والوعى بالمجتمع، وكان عدد هذه القصور لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلى أن جاء الوزير ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق الذى قام فى ستينيات القرن الماضى بزيارة إلى الاتحاد السوفيتى، وشاهد بنفسه تجربة قصور الثقافة هناك التى لم يقتصر دورها فقط على نشر الثقافة والفنون والمعرفة، بل كان لها دور سياسى خطير فى نشر الفكر الاشتراكى ومبادئ الشيوعية التى كان يتبناها الاتحاد السوفيتى فى وقتها.
وقام الوزير عكاشة بمحاكاة التجربة، حيث أنشأ عدة قصور للثقافة بمحافظات مصر قرر تسييسها ونشر أفكار النظام المصرى آنذاك، وانتهت هذه المهمة السياسية تدريجيا مع تولى الرئيس السادات رئاسة مصر، ومن بعده الرئيس مبارك الذى شهدت قصور الثقافة فى عهده طفرة كبيرة، حيث حولها الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق من مجرد قصور قليلة إلى هيئة عامة تضم أكثر من خمسمائة قصر وبيت ومكتبة على مستوى الجمهورية.
تغير الحال فى أعقاب 25 يناير وتوارى دور قصور الثقافة مثل الكثير من الأماكن والمصالح الحكومية وغير الحكومية، وجاءت إلى مصر عصابة الإخوان المسلمين وحكموها بعد 25 المجيدة وحاولوا بكل قوتهم السيطرة على مفاصل الدولة لنشر أفكارهم وعقيدتهم، وكان على رأس تلك المفاصل الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ومراكز النيل التابعة لهيئة الاستعلامات، لما تتمتع به تلك الجهات الثلاث من مميزات أهمها الاحتكاك الشعبى المباشر مع المواطنين، خاصة الشباب منهم، إلا أن القدر وحده قد تدخل فى الوقت المناسب قبل أن يفرضوا قبضتهم ويتمكنوا من هذه الجهات التى تبدو غير خطيرة للعامة، بينما هى شديدة الخطورة والحيوية فى جوهرها ومضمونها وبالتالى مفعولها.
ويبدو أن حروب الجيل الرابع التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، التى بعون الله أفسدتها ثورة 30 يونيو العظيمة، وأيضا قواتنا المسلحة الباسلة وكل أجهزتنا الأمنية، يبدو أنها أرادت أن تعود من جديد فى ثوب آخر وبنمط مختلف كى تتمكن من التسلل إلى العقول المصرية بشكل أشد خباثة ومكر، كيف؟! أقول لسيادتكم:
لقد علمت أن القنصل الأمريكى الحالى قد قام بزيارة مكوكية إلى قصر ثقافة مرسى مطروح يوم 1/6/2016، وقدم سيادته برنامجا متكاملا للتعريف بالثقافة الأمريكية!!
وعلمت أيضا أن السفارة الأمريكية بالقاهرة تعد لمخطط كبير الهدف منه اختراق قصور الثقافة بالجمهورية، وقد أعد سيادته بروتوكول تعاون مع القصور بجميع المحافظات، ومن ضمن المخطط إمداد القصور بمجموعة محاضرين أمريكان يجيدون العربية، وسيتم هذا فى إطار تعزيز التعاون المصرى والأمريكى.
يا سادة ما يحاك ضدنا أخطر بكثير مما أحيك من قبل، لذا أستحلفكم بكل ما هو غالٍ أن تتيقظوا ولا تفرحوا بمثل هذه البروتوكولات التى ستحمل قطعا بداخلها كل ما يهدد أمن واستقرار مصر.. اللهم بلغت الله فاشهد.. انتهى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رامي
أين معالي وزير الثقافة
عدد الردود 0
بواسطة:
الناقد احمد المالح
افتراءات .يا ابو الشواشى