وأشار وكيل الأزهر في كلمته إلى النموذج الفريد الذي يحتضنه الأزهر ( بيت العائلة المصرية) والذي أسسه فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهو كيان وطني يجمع علماء الأزهر ورجال الكنائس المصرية ويعالج أهم المشكلات التي تعترض طريق الوحدة الوطنية والتآلف بين أبناء الشعب المصري، مؤكدا إنه حقق نجاحات كبيرة على أرض الواقع عبر مقره الرئيسي في قلب مشيخة الأزهر بالقاهرة وفروعه المنتشرة في أكثر من 20 محافظة مصرية، حتى وصل الأمر إلى تسيير قوافل مشتركة بين الأزهر والكنيسة لتعميق أواصر الألفة والمحبة بين شركاء الوطن، وإخماد أي بادرة للفتنة قد تنشب بين نسيج المجتمع.
وأضاف وكيل الأزهر أن التعدد الديني في البلد الواحد لا يعد مشكلة إذا فهمنا الأديان السماوية فهمًا صحيحًا، فقد علَّمَنا ديننا الإسلامي كيفية التعايش في ظل التعددية الدينية، وذلك من خلال الانطلاق من المشتركات الإنسانية والبناء عليها، وهي كثيرة جدًّا تشمل كل مناحي الحياة، ولا يضر علاقات البشر في أمور حياتهم اختلاف عقائدهم، فشعار ديننا الحنيف: «لا إكراه في الدين»، و«لكم دينكم ولي دين»،
وقال وكيل الأزهر إن الحديث عن دور الدين في تحقيق الهوية الوطنية للشعوب أمر غاية في الأهمية، خاصة في ظل المتغيرات المعاصرة، وفي ظل ما يحاك من مؤامرات ضد الدول التي تشهد نوعًا من الاستقرار وتسعى للتقدم والرقي، فضلًا عن الواقع الذي تشهده معظم الدول من وجود تنوع واختلاف بين أبناء الشعب الواحد في الديانات والثقافات والأعراق.
وفي ختام كلمته حث وكيل الأزهر الحضور على الاقتداء بأرقى النماذج البشرية في حب الأوطان، وهو رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – الذي عبَّر عن حب الوطن بعبارات شديدة الوضوح والتأثير حين وقف على مشارف مكة التي خرج منها فارًّا بدينه قائلًا: «واللهِ إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت»، وليست هذه مجرد عبارات عاطفية وإنما هي قناعة حقيقية تُرجمت عمليًّا في كل أفعال النبي – صلى الله عليه وسلم.مؤكدا أنه ينبغي أن يكون الإنسان على قناعة تامة بأنه المالك لكل ما تراه عينه على أرض وطنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة