أردوغان مصاب بعقدة مصر وشبح السيسى يطارده
فجأة نسى هتلر تركيا ما يرتكبه من جرائم وخطايا بحق شعبه ومؤسسات بلاده، والتفت فقط إلى الإعلام والنظام والحكومة فى مصر موجها سهامه المسمومة إلى كل ما يمت للقاهرة بصلة، فالإعلام المصرى يستهدفه ويعاديه ويتجنى عليه، وكأنه لم يقتل المئات ويعتقل الآلاف ويمنع أكثر من مليون مواطن من السفر، والنظام المصرى يذكره دائما بحلمه الضائع فى أن يعيد مجد السلاطين العثمانيين، وأن يكون خليفة للمسلمين محققا وهم تنظيم الإخوان فى أستاذية العالم.
ليس غريبا على أردوغان إذن أن يحاول تصدير أزماته الداخلية الطاحنة إلى الخارج، معتقدا أنه عندما يهاجم مصر والرئيس المصرى والإعلاميين المصريين سيشغل العالم عما يرتكبه من جرائم، وستتحول أنظار الشعب التركى عن إسطنبول وأنقرة ومعسكرات الاعتقال والتعذيب إلى العاصمة المصرية وقضاياها الداخلية!
فالمصريون ليسوا وراء نزوع هتلر تركيا لتقنين مذابحه ضد العسكريين وطوائف المعارضين لاستبداده، فليسوا هم الذين أرادوا تطبيق عقوبة الإعدام فى المحاكمات الاستثنائية للعسكريين وغير العسكريين المتهمين بالتآمر على أردوغان، وعندما فشل أمام الضغط الأوروبى تراجع ليمررها من خلال البرلمان الذى يتحكم به من خلال أغلبية حزبه، ثم استقر أخيرا على تنفيذ الإعدامات بشكل سرى من خلال ميليشيات حزبه بعد تشويه المعارضين ووصفهم بالكفر ومنع صلاة الجنازة عليهم ليسهل إخفاء جثثهم.
والمصريون ليسوا وراء فرض حالة الطوارئ لتسهيل ارتكاب الجرائم ضد المعارضين، وليسوا كذلك وراء إعلان رئاسة الوزراء التركية تعليق العمل بالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان خلال فترة الطوارئ، ولماذا أصلا يتم تعليق العمل بالمعاهدة إلا إذا كان أردوغان وميليشياته المسلحة ينوون ارتكاب الجرائم بحق المعارضين دون أن يكون لأى طرف أوروبى الحق فى مراجعتهم أو انتقادهم أو دفعهم للالتزام ببنود المعاهدة؟!
والمصريون ليسوا وراء تراجع الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها وهروب الاستثمارات الخارجية من البلاد، وإصدار المؤسسات المالية العالمية تحذيرات من المخاطر المؤكدة التى تحيق بالاقتصاد التركى نتيجة لمجموعة الممارسات السياسية المتعسفة التى تعزز مناخ عدم الاستقرار فى البلاد، خاصة بعد فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.
ليس غريبا إذن على رئيس دولة يعمل على تقويض مؤسساتها أن يعلق جرائمه على شماعة الخارج، فهو من يصف جيش بلاده بالدواعش ويمارس ضده كل أنواع التنكيل والإذلال ويقسم قواته المسلحة إلى قسمين متحاربين، ويدفع جانبا كبيرا منه إلى محاولة الفرار بمعداته خارج البلاد، ويسعى إلى أن تهاجم الشرطة المدنية العسكريين وتحط من شرفهم العسكرى، ويسعى إلى تشكيل ميليشيات سياسية مسلحة تابعة له بشكل مباشر متجاوزة كل المؤسسات وبصورة خارجة عن القانون لحماية نظامه، فمن الطبيعى إذن أن يشعر بالخوف والشك تجاه كل انتقاد سواء كان من أوروبا أو من مصر معتبرا كل انتقاد نوعا من التدخل والعداء الذى يستوجب الرد.
لا يمكن للمخبول أردوغان أن يستمر على هذه الصورة، ورأينا كيف تنفصل وحدات عسكرية عن الجيش وتحاول الوصول إلى أقرب دولة طالبة اللجوء السياسى، كما نرى استمرار عمليات الاعتقال والتنكيل من كل القطاعات، وليس فقط المؤسسة العسكرية، فقد اعتقل الأردوغان مدرسين وأطباء ورجال مخابرات وآلاف من رجال الشرطة والقضاة وموظفى الحكومة ورئاسة الوزراء والإعلاميين، واعتبرهم جميعا ضالعين فى المؤامرة الكبرى ضده، بينما هو بشخصه يمثل أكبر مؤامرة على الدولة التركية، ولن ينقضى وقت طويل حتى يكتشف الشعب التركى هذه الحقيقة وسيعمل على خلعه وميليشياته بالقوة وساعتها ستشهد شوارع المدن التركية حصاد ما زرعه الديكتاتور العثمانى فى سوريا!
عدد الردود 0
بواسطة:
الكلام الحق
تركيا