نعيش فى عام 2016 ميلادية، تغيرت الدنيا، وتبدلت الأحوال، وركبنا آخر موجة فى سكة التكنولوجيا والتقدم العلمى والإنساني، وطار العالم إلى أبعد مما كان يتخيله الإنسان منذ سنوات قليلة، ثم تنظر إلى حال رجال الدين، بزيهم التقليدي، ورءوسهم الأكثر تقليدية، فتجد أنهم أخطر على الدين من أعدائه، بانعزالهم عن العالم وجهلهم بما يحدث فيه، وكلامهم وفتاواهم الكوميدية من فرط سذاجتها، بشكل يسيء لرجل الدين، وللدين، وللإنسانية كلها.
من هو رجل الدين، وهل انعزاله عن العالم وقراءته فى كتب التراث المصفرة، وجهله بمن يخاطبه يجعله مؤهلا للحديث بكلام الله ورسوله (عليه الصلاة والسلام)؟
هل يدرك رجل الدين فى مصر فى عام 2016 الفئة المستهدفة بخطابه الديني؟ هل يعى ويفهم برأسه المستقرة أسفل العمامة هو بيكلم مين؟ أم أنه حفظ النصوص الدينية المتعارضة والمتضاربة حسب تفسيرات الفقهاء ليصبها على خلق الله، بمنطق حافظ مش فاهم؟!
خذ مثلا عندك، على سبيل المثال، وليس الحصر، الشيخ مجدى عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء ضرب قنبلة جديدة فى الانفتاح الإسلامي، وتجديد الخطاب الديني، ونزل بالمفاجأة الكبرى، وأباح الحب بين الولاد والبنات، وقال: "الحب بين الشاب والفتاة مطلوب، موضحا: ديننا يدعو إلى الحب بكل معانى السمو والرقى والصفاء والنقاء والتقوى كلها من مظاهر الحب حتى الحب بين الشاب والفتاة هو مطلوب" مضيفا: "سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم بين أن الحب هو سراج القلوب وهو الذى يجمع بين النفوس". وأضاف: "لكن السؤال ماذا بعد الحب؟ لا نمنح حب بين شابا وفتاة ولكن نلتزم بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لم ير للمتحابين مثل النكاح". وتابع: "يعنى إذا أحببت فتاة أو أنتى أحببت شابا نقرب الأمور ونذهب إلى الخطبة لكى تكون الأمور مشروعة، وكما يقولون عندنا فى مصر "نأتى من الباب وليس من الشباك" مشيرا إلى أن "الحب ليس حراما ولكن ماذا بعد الحب علينا أن نكلله بإطار من الأخلاق الذى هو بالارتباط الوثيق الخطبة ثم الزواج".
انتهت مفاجأة فضيلة الشيخ، اقرأ كلام الشيخ مرتين أو ثلاثة، خير يا سيدنا الشيخ؟ إيه الجديد والمفاجئ فى كلام حضرتك؟ إيه المختلف فى كلام الشيخ البديهي، وهل لو سأل السائل نفس السؤال لخالته أم عبده، ستختلف الإجابة؟
هل يعرف الشيخ نوعية العلاقات ليس بين طلبة الجامعات، ولكن هل يدرك مولانا طبيعة العلاقات بين طلبة المدارس الإعدادية مثلا؟ هل يقرأ صفحات الحوادث؟ هل يعرف مثلا الرقم الذى تحتله مصر فى مصاف الدول الباحثة عن الجنس على الإنترنت؟
الدين فى مصر بعافية، مثله مثل الصحة والتعليم والتموين والطرق والكباري، ورجال الدين فى مصر مثل موظفى الشهر العقاري، يعملون بمبدأ: على قد فلوسهم، وامضى فى الدفتر، واختفت القداسة، مثلما اختفت الكثير من الأشياء.
لا تقل "تجديد الخطاب الدينى".. ولكن قل: لماذا يبدو رجال الدين متخلفون؟!.. هل يدرك الشيوخ فى مصر 2016 الفئة المستهدفة بخطابهم الدينى؟.. وجهل رجال الدين أخطر من أعداء الدين أنفسهم
الأربعاء، 20 يوليو 2016 03:30 م
الأزهر – صورة أرشيفية
تحليل يكتبه محمد صلاح العزب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة