أثناء إصلاح المركب
بوجهه البشوش وسمرته بفعل الوقوف منذ سن الثانية عشرة تحت آشعة الشمس يحكي "الحاج حامد" بهدوء حافظ عليه بمعجزة وسط صخب آلة اللحام عن عمله في إصلاح المراكب وبنائها بعد أن قضى طفولته متنقلاً على أسطح المراكب حتى أصبح على دراية تامة بكل تفاصيلها.
الحاج حامد يمارس عمله فى إصلاح المراكب
بين الحياة التي يردها للمراكب والموت الذي يقذف به الماء إليه تمضي حياة الرجل الخمسيني ويقول عنها لـ"اليوم السابع": "بدايتي في الشغلانة كانت وأنا ابن 12 سنة، اتعلمتها من صنايعي قديم اسمه الحاج علي أبو خروف، عاصرت حاجات كتير لحد ما اتودكت في المهنة وبدأت صنايعي بجنيه ونص لحد ما بقيت أشغل صنايعية بـ 130 جنيه".
العمل الشاق قصة حياة عم حامد
المهنة الشاقة لم تكن بخيلة على "الحاج حامد" فيذكر بامتنان "الحمد لله ربنا كرمني في الشغل وبقت كل الناس تعرفني من أسوان لإسكندرية ومرسى علم. اتجوزت وخلفت 5 عيال وجوزت كمان اتنين منهم".
عمله الشاق تحت الشمس وسط آلات اللحام ومشقة رفع المركب وإنزالها يدويًا ليست المتاعب التي يهتم لها "الحاج حامد"، ورغم أنها تركت بصمتها على يديه وأصابعه لكنها لم تفعل بقلبه ما يفعله ما يشهده يوميًا من مشاهد الموت في الماء ويقول "أصعب حاجة الجثث اللي بنطلعها كل يوم والتاني من الماية. مركب تغرف أو نشوف واحد غريب على مركب معاه واحد غرقان. شيلت بإيدي جثث لأطفال وناس كتير وفي كل مرة شعرة مني تشيب".
عامل إصلاح المراكب يمارس عمله فى إصلاح المراكب
وجع الموت لم ينس "الحاج حامد" أيضًا غصته من الإهمال الحكومي والمضايقات التي يتعرض لها أبناء مهنته فيقول "إحنا احنا عاوزين الحكومة تسيبنا ناكل عيش من سنة 1982 وقفلوا كل الورش مبقاش فاضل غير 4 ورش بس فى الحوامدية، الشرطة كل يوم بتعترضنا وتقولنا بتلوثوا الماية، طب ازاى انا لا معايا زيت ولا شحم، يبقى هلوث الماية بايه بس، وكمان عازينهم يشددوا الرقابة شوية على المراكب عشان الحوادث اللى كل يوم والتانى دى".
الحاج حامد أثناء عمله فى أحد المراكب
الحاج حامد منهمك فى إصلاح أحد الملاكب
الحاج حامد يصلح ما أفسده الماء في المراكب
العمل شاق لكن يديه اعتادته
جانب من عمل الحاج حامد فى المراكب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة