أعلم فى البداية انك غير متواجد وانك لم تحملك بطن أمك ولم تذق فيك أنثى وهن الحمل والوضع ولم تتوحم والدتك على أى من الأطعمة والمشروبات.. اعلم انك خيال أو أمل أو حلم أو أمنية.. اعلم انك لم تتكون ولم تكسوك العظام لحما بل.. اعلم انك لم تبث فيك الروح اعلم تمام العلم ابنى الحبيب الغالى انك غير متواجد
ولكنى أردت أن اعتذر لك عن قرارى بعدم المشاركة فى إنجابك أو اللهفة على ارتفاع بطن والدتك وتحسس مرتفعات البطن باليد بكل راحة ووضع الأذن على البطن لكى اسمع ضربات أرجلك ونبضات قلبك وتبتسم والدتك وتخبرنى لاتضغط برأسك عليه فمازال يتخلق
اعتذر لك ابنى الغالى أنى لن أنجبك ولأى حياة أنجبك أسئلة تدور فى ذهنى كثيرا حينما أفكر فى مصيرك القادم الذى هو بيد الله هل أنجبك فى عالم سوداوى كله انقسامات وحروب ومهاترات وعصابات؟ هل أنجبك فى عالم كله ظلم وحقد وغل وسواد قلب وحسد؟ هل أنجبك لعالم كله ديكتاتورية وفساد وسرقة وتكالب على المال؟ هل أنجبك فى عالم التعرى والعرى والعراء والعواء والعويل؟ هل أنجبك فى عالم كله خداع وانخداع وخديعة وخيانة وتخوين؟ هل أنجبك فى عالم كله كوارث وزلازل وبراكين ومصائب وأعاصير؟هل أنجبك فى عالم كله ذل وهوان ومهانة وانتهاك؟
ابنى العزيز الغالى
اعلم ابنى الغالى أن القرار بيد الله واننى مهما فعلت ومهما تخيلت ومهما تحديت فأمر الله نافذ لامحالة فكرت كثيرا حبيبى الذى قررت أن لا أراه أن أرسمك طفل جميل عينية عسليتان واسعتان وخديه مثل طبق الجيلى الذى تعده والدتك التى لم أتزوجها ولم تنجبك ولم تقدمه لك وفمك صغير دقيق أتابع بروز أسنانك داخله لحظة بلحظة وأمد اصبعى كى أتحسس " سنة " بدأت تبرز وافرح سأرسمك بجبين وضاء مثل النور كوالدتك التى لم أراها بعد وسأرسم ابتسامتك كبالون طائر فى اعلى السماء يحتضن الشمس.. سأرسمك ابنى الحبيب ولكنى لن أنجبك لتأتى لعالم لو رأيته لتراجعت وندمت على تواجدك فى ذلك العالم المشحون المكروب الكئيب.. ابنى لقد أصبح العالم مأوى للفاسدين والمخادعين والمتناظرين والمتحذلقين والمتزحلقين على القلوب وعديمى الضمائر وآكلى لحوم القلب لقد أصبح العالم ياابنى الغالى خليط من اختلاط الحق بالباطل فلم نعد نعلم من هم على حق ومن هم على باطل
ابنى فلذة كبدي
لقد زلّ العالِم وجادل المنافق وفى يده كتاب وافتى المضلون وعشق الخادعون وعاث الفاسدون فى الأرض كالجراد.. ابنى العزيز فلتعلم أن لك أخ فى بداية الحياة اسمه قابيل قتل أخيك هابيل ولتعلم أننا ونحن فى نهاية الحياة يقتل الابن أبيه والأب ابنه والابن أمه واستقامت دول وتعملقت وتقتل كل شعوب الأرض من اجل دواء أو سلاح أو خداع أو مال.. ابنى فى حياتنا يسجن رؤساء ويعدم قادة ويسحل زعماء.. ابنى فى عالمنا تنتهك حرمة الفتيات وتنحسر رجولة الرجال ولن أزيدك خوفا وأخبرك أن هناك فتيات تظهر بطونهن من ملابسهن وهن سائرات فى الشوارع ولن أخبرك أن هناك تعاطى مخدرات وإدمان.. أرى حاجباك يرتفعان استغرابا ولكن لاتستغرب ابنى الغالى فقد أصبح العالم انقلاب للمعايير وانفلات للأخلاق
ابنى الغالي
هل ستسامحنى لهذا القرار أرجوك أن تغفر لى ذلك الأمر فأنا لا أريدك أن تأتى لعالم لن أستطيع أن أأتمنه عليك أو تغفل لى عين وأنت خارج البيت من الحوادث والسرقات والاغتصاب والجرائم والبلطجة وعدم وجود امن وقهقهات عالية وخوف وتقوقع وانحسار الخلق القويم.. ابنى سامحنى أرجوك نعم اشتاق إليك واشتاق إلى ضحكتك وأشتاق إلى مداعبة أناملك بإصبعى ونعم اشتاق إلى مناغاتك واشتاق إلى حملك بين احضانى واشتاق إلى تقبيلك على خدك وآنت نائم واشتاق إلى تغطيتك والربت على جسمك الصغير الرائع واشتاق أن أراك تكبر أمام عينى واشتاق أن تنادى على وتقول بابا واشتاق أن تجرى على وتأخذنى فى حضنك.
أشتاق ياابنى أشتاق
ص وت/ أب وابنه - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة