حين تريد أن تنجح فى سباق السياسة الخارجية وترسم لوطنك حجما ودورا فعالا بين الأمم، وجب أن تكون كل مؤسسات الدولة المختصة مقتنعة ومشاركة وفى حالة من التنسيق الكامل لتحقيق الهدف فى مرمى الخصم من خلال هذه الدبلوماسية، وتحصد بذلك مصر أفضل نتائج النجاح إن كان فى ملف محدد أو قضية سياسية معينة، فالعودة للقارة الأفريقية بالقوة والتميز عن الآخرين لم يصل لهدفه، ووجب أن يكون أكثر احترافا خاصة أننا نملك أفضل المتخصصين والخبراء، ولا شك أن وجود سامح شكرى فجأة فى إسرائيل هو خطوة مدروسة واحترافية تحمل معانى وأهدافا فى التوقيت والأداء وتستخدم كل ما تملك من الأدوات والخبرة محاولة لاستعادة التوازن المصرى مرة أخرى بعد الاستباحة المتعمدة من بعض الأطراف إن كان فرنسيا مع التركى أو قطريا مع الإيرانى.. إلخ للتشدق كل منهم بأهمية دورة بعملية السلام وقضية فلسطين.
الكلام الآن واضح، وجب عليكم التشاور والتنسيق مع الجانب المصرى فى المشهد الإقليمى القادم وفى ليبيا، أو سوريا أو غيرها، نحن نمرض ولكن لا نموت لكن كيف؟ وهناك عملية الاستمرار فى الضغط على مصر ومحاولات لإفشال للجهود السياسية فحتى الآن لم تبرأ ساحة مصر من الموضوع الخاص بالطائرة الروسية والتطاول المستمر فى قضية الطالب الإيطالى، ريجينى بين التأنيب والاتهام، ولم تظهر لنا أسباب سقوط الطائرة المصرية! وتزداد أمامنا العراقيل وتتناقص يوميا السياحة وتتصاعد الأزمات أمام كل ما نشاهده من ردود أفعال، فالإٍرهاب فى مطارات بروكسل، وتركيا، وتفاوت لأخطاء الشرطة فى أمريكا له أعذاره؟! أما مصر فهى الملامة دائما تتحمل كل الأخطاء من الذنوب والتقصير غير المغفور؟! فالمصريون يخطفون ويذبحون فى الخارج ويطعن الشعب فى عمق مصالحه وأمنه بسبب قصة ريجينى وغيره، ويظل كل ذلك مباحا وعاديا أن تنزل إيطاليا بقوانين وإجراءات التأنيب ضد مصر، وعلينا الطاعة والاستجابة والصمت؟! آسفة لا يقبل هذا التعامل بمكيالين، فنحن أيضا نملك من المفاتيح للأوراق الاقتصادية الموجعة لإيطاليا، فهل الموضوع يختصر فى سوء الإدارة والتنسيق لدينا بين المؤسسات الداخلية فى عدد من الملفات التى سمحت للدب الروسى، والإيطالى، والإثيوبى، وكل من أراد أن يعاقبنا أن يتقدم ليفعل ما يريد بدون تردد أو إحراج؟! نعم هذا سوْال أحتاج له إجابة من متخصص فى تقييم الأداء فى إدارة الأزمات، لأنه على الجانب الآخر أجد الموقف التركى الذى تغير فجأة واستدار فى عدد من المواقف ويشارك بقوة ويصبح من العناصر المؤثرة وبتنافس بقوة مع العرب والفرس فى هذه المنطقة، فبعد أن ندم واعتذر واستعاد أردوغان خطوط التماس مع روسيا وإسرائيل وعادت العلاقات السياحية والتجارية وعودة سريعة مستفزة للرحلات السياحية الجوية! بعد حركة تغيير الوجوه لرئيس وزراء فى تركيا ساهمت فى التهدئة والتراجع والاعتذار التركى لروسيا ولإسرائيل النسيان للخلافات والاهتمام لما هو قادم من توافق ومصالح وتفاهمات تجعل من التركى شريكا فاعلا من جديد فى شراكة مثمرة! ويتناسى فجأة خلافه مع بشار فى سوريا أمام التهديد، بفكرة تحقيق الحكم الذاتى للأكراد! وفتح أودوغان بالمقابل باب التجنيس للسوريين ليضمن حائط سد ومنطقة عازلة على الحدود حتمية وتضمن التصويت له ولجماعته فى كل الانتخابات! بعد أن هدد بفكرة ترك الزحف من آلاف اللاجئين لأوروبا وتناسى الجميع الاتهامات موجهة له بالدعم وبالتسليح للمعارضة السورية! والعلاقات التركية الخفية بداعش، طبعا غير احتضان الإرهابيين الإخوان كل ذلك تناساه الجميع، وأصبح الأهم الآن هو مشكلة تصدير الغاز الروسى الذى سيمر من تركيا لأوروبا بعد أن وجد الحلف المصرى اليونانى مع قبرص والأهم، محاولات ناجحة مستمرة لأردوغان لاستعادة الدفء والرضا الأمريكى، ولفرض واقع جديد قبل تغيير الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، وهكذا يتحرك سريعا كل من حولنا فى آسيا وأفريقيا، ومحولات جادة للحصار لمصر وللدول العربية وتظل مصر وحدها بإدارتها تسعى لإثبات حق الوجود والاستمرار فى الحراك، وإن بدأ فلن يتوقف مهما كانت الأثمان، لتثبت أن حالة البطء والتردد لها ثمن مكلف، والتقييم الفورى للأداء وتغيير الوجوه للمقصرين هو أفضل وأسرع دواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة