أحيانا تجد نفسك مجبرا على التخلى عن بعض الدبلوماسية الاجتماعية واللجوء إلى المكاشفة حتى وإن أغضبت بعض الأصدقاء، فلولا المكاشفة ما كان الرجوع إلى الحق الذى هو عين الفضيلة، مكاشفتى ستكون مع زملائى أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الذين تجمعنى بهم صداقة ورغم اختلافى التام مع التوجهات السياسية لبعضهم، فبيننا اتفاق غير مكتوب أن اختلافات السياسة لا تفسد الصداقة.
مكاشفتى للزملاء تركز على ما حاول البعض استخلاصه من اجتماع أعضاء الجمعية العمومية الأربعاء الماضى للوقوف يدا واحدة ضد انتهاك الشرطة لحرمة مبنى نقابتنا..
ولكى يكون الزملاء أعضاء المجلس صادقين مع أنفسهم لابد أن يحسنوا القراءة دون مبالغة أو تجميل للصورة
فما خلصت إليه من هذا الاجتماع تركز فى عدد من النقاط
الأولى أن هذا الجمع الكبير من الصحفيين الذين حرصوا على المشاركة جاءوا من أجل نقابتهم التى مهما ابتعدوا عن مبناها لظروف العمل وانشغالات لقمة العيش لكن تظل عندهم رمزا لا يمكن التفريط فيه أو التهاون فى حمايته.
مؤدى هذا أن الكثيرين، ولن أقول الأغلبية حتى أكون موضوعيا، لم يشاركوا لدعم صحفى لا يعرفونه أصلا ومن يعرفه منهم لا يتفق مع منهجه وأسلوبه وكتاباته بل البعض يرفضونها تمام، سمعت هذا بنفسى وبشكل واضح من زملاء كثيرين التقيتهم فى بهو النقابة، وبعضهم قالها صريحة إنه ما كان يتمنى أبدا أن تكون مناسبة الاحتشاد فى النقابة مرتبطة بأسماء لهم عليها اعتراضات كبيرة
مؤدى هذا أيضاً كذب الادعاء بأن من حضروا هم من يعارضون الرئيس أو يرفضون الإدارة الحالية، فكثير ممن حضروا مؤيدون وبشدة للرئيس لكن هذا لم يمنعهم من أداء واجبهم النقابى والتعبير عن موقفهم الرافض لتجاوز الداخلية.
الثانية أن هذا الحضور ليس تأييدا لمجلس النقابة ولا تجديد للثقة فيه، ولا تضامنا مع توجهاته الفترة الأخيرة وانحياز أغلب أعضائه لتيار واحد دون غيره ومحاولة تمكينه من النقابة بل ومن الصحافة، وأظن أن أى زميل من أعضاء المجلس وقف وسط الزملاء سمع بأذنيه اعتراضات عديدة على أداء المجلس وانحيازاته بل ومطالبة البعض ان يكون الاجتماع المقبل بعد الانتهاء من أزمة الداخلية موضوعه طرح الثقة فى مجلس النقابة الذى لم يحقق كثيرا مما وعد به حتى الآن وارتكب أخطاء تتطلب وقفة مع النفس ومراجعة للتصحيح.
الثالثة أن جزءا ليس قليلا من الحضور شباب غاضب من الدولة، لا يجد اهتمام به ولا دلائل واضحة على دعمه واحترام رأيه أو تحسين وضعه المعيشى مثل فئات أخرى يرى انه ليس اقل منهم، بل يعتقد ان ما يقدمه لمصر أكثر بكثير منهم، هؤلاء الشباب جاءوا لتفريغ الغضب وليس لدعم صحفى أو مساندة مجلس
الرابعة أن بعض الحضور كان حرصهم على الحضور نابع من رغبتهم فى عدم ترك الاجتماع لنفر من الجماعة الصحفية يحولون الدفة من معركة نقابية إلى منصة سياسية تروج لفكر أو أشخاص بعينهم ويرتبط بهذا ملاحظة لا أظن أنها مرت دون ان تحظى باهتمام الزملاء أعضاء المجلس وهى حالة الاعتراض التى انتابت بعض الزملاء بسبب ظهور أشخاص بعينهم فى الاجتماع.
الخامسة ان ما قالته الأستاذة أمينة شفيق عن رفضها لمهاجمة من أطلقنا عليهم المواطنين الشرفاء الذين حاصروا النقابة من الجانبين، رغم رفضى التام لهذا الاسلوب المشين، كلام لا يجب ان يمر دون اهتمام من مجلس النقابة فنحن مسئولون متضامنون عن هؤلاء المواطنين ووصولهم إلى هذا الحد لأننا كصحافة وأعلام لم ننشغل بتنوير وتثقيف الناس بقدر انشغالنا بحشدهم لمعارك سياسية وانتقامية، وكثير من الاعلام بدلا من ان يهتم بالمواطن كهدف تعامل معه كسلعة يتكسب منها ويستغلها أسوأ استغلال.
السادسة أن التلويح من جانب البعض بوجود قوائم سوداء لمن يختلفون مع موقف نقابة الصحفيين والتهديد والوعيد لم يعد يخيف احد ولا يهز شعرة لأى صحفى مهما كان وضعه، والأولى ان نبتعد عن هذه الأساليب القديمة فى إرهاب الناس لأنها لا يليق أن تخرج من نقابة المفترض أنها الحامية للحريات.
السابعة أن الصراع الذى لا حدود له أمر لم يعد يناسب المرحلة التى تمر بها مصر والتهديدات التى تحيط بها وعلينا جميعا نقابة وداخلية وحكومة وبرلمان ان نقبل جميعا بتنازلات لصالح الدولة المصرية، تنازلات تمنع الشقاق وتحصن البلد من خطر سندفع جميعا ثمنه، وعلى المؤسسات الوطنية أن تضرب المثل فى هذا الأمر كى نفوت الفرصة على من يريد الدمار لمصر
وهنا لابد من ملاحظة، فليست كل القرارات التى أعلنت حظيت بقبول الجميع، وإنما قبلوها احتراما للظرف الذى تمر به النقابة والمهنة عموما.
تلك ملاحظاتى أو مكاشفتى حتى لا ينسينا المشهد أخطاؤنا. وأرجو ألا يغضب منى الزملاء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة