شاهدت فلم "هيبتا" أو باليونانية "Εφτά" أى رقم سبعة والذى تطرق إلى سبع مراحل فى العلاقات الإنسانية لحياة البشر، فتذكرت القواعد السبع الأهم فى فهم الكون والحياة والتى وضعت لتنظم قوانين المعرفة - فنظرية "هيرارشية القوانين" هى الفكر المرتب لإقامة بناء المعرفة الحديثة والتى تعتمد على تفاضل القوانين، ولم تفرض فرضًا لتفسير ما نعلمه نحن بنى آدم من حقائق كونية.
ولو كانت مجرد فرض لكانت بذلك واحدة من النظريات الفلسفية العديدة والتى تحتمل الخطأ أو الصواب.
إلا أن الأمر غير ذلك حيث إنها نظرية مستمدة من القوانين الطبيعية التى ثبت صدقها على مر التاريخ، والتى دليل صوابها مطابقتها للواقع الذى نعيشه، وبرهان ثبوتها إمكان حساب نتائجها رياضيًا وعلميًا، والتى لا استثناء فيها، ونظرية "هيرارشية القوانين" أو "تفاضل القوانين"، كما يعرفها أغلب الناس، تتدرج بهذه القوانين صعدًا، وتطبق نظام التفاضل الثابت فى القوانين البسيطة على ما هو أرقى منها. حيث تكون المطابقة بينها وبين الواقع أمر أشد غموضًا وأعسر فهما فى المراحل الأولى للتطبيق. وبعد ذلك وبالتدرج القائم على تفاضل للقوانين المادية نستطيع أن نصل فى تصاعد مستمر على النهج نفسه من البروتون إلى الإنسان، ومن الإلكترون إلى العقل ومن المادة إلى المعنويات السامية والأخلاق ومن الظلام إلى النور والى الله عز وجل، لنفهم الحقائق الكونية فهمًا صحيحًا تدريجيًا وليس دفعة واحدة.
ويأتى هذا كله فى نظام متسق مع العقل البشرى من أوله إلى أخره، وهذا النظام فيه فجوات عدة بعضها عريض ولكنها لا تحجب النظام العام إذا عرفت قاعدته وزواياه. لأن القواعد التى تقوم عليها نظرية تفاضل القوانين هذه، تشرح النظام العام والتفصيلات، ثم تعرض المشكلات التى لم يعرف لها حل واضح، لنرى كيف يمكن أن تساعدنا هذه النظرية على حل الكثير من المشكلات التى تشغل البشرية منذ نشأة الخلق إلى الآن.
فهذه النظرية تقوم على سبع قواعد عامة الأولى؛ أن الأشياء وقوانينها شيء واحد، لا وجود لأحدها بدون الأخر. فالأشياء ما هى إلا تجسيم للقوانين، والقوانين هى التى توجد الأشياء. والثانية؛ أنه إذا كان هناك قانونان لا يعمل أحدهما إلا فيما سبق أن عمل فيه الآخر، كان أولهما أعلى من الثانى. والقانون الأعلى أكثر تعقيدًا من الأدنى. والثالثة؛ كل القوانين الأعلى لا يتعدى عملها الأشياء التى هى مهيأة لها، ولا أثر لها فى تغيير عمل القوانين الأدنى بأى شكل كان. والرابعة؛ دائمًا ما يعمل القانون الأعلى سابق الذكر فى (تاريخ حياة) ما هو أدنى منه، دون أن يغير من قوانين هذا الذى أدنى منه من قوانين. وهذا الأثر الذى يحدثه القانون الأعلى فى حياة ما هو أدنى، كالقضاء والقدر". والخامسة؛ يستطيع الشىء الأدنى أن يعرف وجود ما هو أعلى، ولكنه لا يعرف من صفاته وخواصه إلا ما يتعلق بقانون الأدنى (الخاص به فقط)، ومن المستحيل عليه أن يصل لمعرفة كنه ما هو أعلى منه من قوانين الأشياء المحيطة به.
والسادسة؛ فى كل طبقة من القوانين وبين الطبقات المختلفة لها، تدرج يجعلها منظمة تنظيماً تكون فيه الأشياء والقوانين الدنيا أعم وأبسط وأثبت من العليا التى تزداد فى رقيها تخصصًا وتعقيدًا وقلقًا. والسابعة؛ والأخيرة، أن كل شىء وقانون ينظر إلى ما هو أعلى منه على أنه قادر وقاهر لا يسأل عما يفعل، ولا يفهم حكمته التى لا يمكن استنتاجها طبيعيًا من قوانين هذا الذى هو أدنى منه.
وهذا هو ملخص القواعد السبع للظام العام القائم على نظرية "هيدراشية القوانين" أو كما نعرفها "تفاضل القوانين" الطبيعية والكونية والتى خلقها الله سبحانه وتعالى، وإذا فهمناها فهما صحيحًا واتبعنا قواعدها تيسر لنا دراسة أغلب الأمور بصورة أكثر تنظيمًا وعلمًا لنهتدى إلى الصواب فى تلك الحياة العسرة.
• أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة.
د.أيمن رفعت المحجوب
على غرار فيلم "هيبتا".. لقواعد المعرفة سبع قوانين
الأربعاء، 04 مايو 2016 11:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة