وائل السمرى

كيف أثرت «كرداسة» فى انتخابات النمسا؟

الأربعاء، 25 مايو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مثلما كان تقدم المرشح اليمينى المتطرف «نوربرت هوفر» بانتخابات الرئاسة النمساوية صدمة مدوية لكل الأصوات العاقلة، فكذلك أصبحت هزيمته غير المتوقعة أيضا مفاجأة كبيرة، فقد كتبت أمس مقالا بعنوان «الآن يجب علينا أن نقلق»، وذكرت فيه أن «هوفر» مرشح اليمين المتطرف عن حزب الحرية النمساوى حصل على %51.9 من أصوات النمساويين فى داخل النمسا، بينما حصل منافسه «ألكسندر فان دير بيلين» المدعوم من الحزب الاشتراكى الديمقراطى على نسبة %48.1، ولم يكن يتبقى لإعلان فوز تاريخى لليمين المتطرف سوى إحصاء الأصوات المرسلة عبر البريد، لتعدل هذه الأصوات كف ميزان الاعتدال الأوروبى بفارق نبالغ إذا ما اعتبرناه ضئيلا.

%50.3، بهذه النسبة فاز «ألكسندر فان دير بيلين»، وقد حاولت أمس أن أدق نواقيس الخطر، بناء على نتائج الانتخابات الأولية التى أظهرت تقدم مرشح اليمين المتطرف، أما اليوم فإننى أيضا سأحاول أن أفعل نفس الشىء، فلا يوجد رئيس عاقل فى العالم يتجاهل خصومه السياسيين، ولا يوجد رئيس عاقل فى العالم يحسب أن أقل من نصف فى المائة بكثير من الشعب النمساوى قادرا على أن يسانده فى السراء والضراء، فسيحاول الرئيس النمساوى الجديد الذى سيتسلم مهام عمله فى يوليو المقبل أن ينال رضا أتباع «هوفر»، كما سيحاول أن يثبت لشعبه أنه ليس أقل وطنية، ولا انتماء للنمسا من خصمه الذى يعادى الأجانب، ويرفض تبنى موقف متشدد من قضية اللاجئين، وهو ما ظهر جليا فى أول تصريحات أدلى بها عقب فوزه، حيث قال: «سأكون رئيسا فوق الأحزاب ورئيسا للجميع، وسأعمل لكسب ثقة ناخبى نوربرت هوفر»، وهو ذات الشىء الذى ذكرته أمس قبل إعلان النتائج النهائية، حيث قلت: وفى الحقيقة فإنه حتى لو لم يفز «هوفر» بهذه الانتخابات وهو احتمال ضئيل فإن القلق واجب، لأن الأجواء بأوروبا مشحونة ضد كل ما هو عربى أو إسلامى، وعلى أى مرشح «وسطى» أو اشتراكى أن يبرهن على عدم تفريطه فى مصالح أوروبا مقابل مصالح الغرباء، وهكذا تتعقد المسألة، فلو فاز اليمينيون فسنكون على موعد مع التطرف، ولو فاز غيرهم فإنهم سيزايدون على اليمينيين فيما يتعلق بقضايا اللاجئين والعرب والمسلمين والقضية والفلسطينية».

هنا يجب أن نسأل: بعد هذه النتيجة الدراماتيكية ماذا يجب علينا أن نفعل؟ هل نفرح لفوز شخصية معتدلة؟ أم نحزن لتنامى التطرف داخل أوروبا؟ والإجابة من وجهة نظرى هو أنه يجب علينا أن «نقلق»، وأن «نحذر»، وأن نعمل أيضا على اجتثاث جذور التطرف من المجتمع المصرى أولا، والعربى ثانيا، والإسلامى ثالثا، فلا عيش لليمينيين المتطرفين فى العالم كله إذا ما دعمنا قيم التسامح، وإذا اقتلعنا الإرهاب من جذوره فى الداخل فإن بضاعة المتطرفين ستبور، فالتطرف يقود للتطرف، ولهذا يجب على العالم كله أن يعى أن ما يحدث فى «كرداسة واللاذقية وسرت» ينعكس بدروه على «فيينا، وباريس، وبروكسل»، ولا سبيل للمواجهة سوى بالثقافة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة