تستعير الكاتبة المصرية مى التلمسانى فى روايتها «أكابيلا» أجواء فن الأكابيلا، ويعنى الغناء أو الإنشاد المنفرد من دون مصاحبة أى آلات موسيقية، واعتمادا على الأصوات الطبيعية للمؤدين.
على هذه الطريقة وبدرجات نغمية متفاوتة توزع الكاتبة اللحن الأساسى فى الرواية على أبطالها، وهم صحبة من الأصدقاء، يجمعهم مشترك إنسانى، يتسم بغلالة من الألفة والحميمية. بينما تتجاذب «عايدة» و«ماهى»، الصديقتان المتضادتان، محور إيقاع اللحن، فى تراسلات ومناورات سردية تكشف عن صراع رغبات مثقل بمساحات من القلق والتوتر العاطفى والضجر من الواقع والحياة، يعيشه أبطال الرواية، كل على طريقته الخاصة.
عايدة، فى النهاية، هى وجه الحرية الذى نسعى إليه جميعا، وجوفنا يصرخ به دون أن نصرح بذلك أمام السدود الاجتماعية والبشرية. إن رواية (أكابيلا) ، تمثل صرخة عالية كى نخرج وننطلق ونواجه الزيف والكذب وكل الالتواءات فى الحياة العاثرة، من أجل أن نحيا ونعيش نصف حياة. إيدا كما أرادت وفضلت أن يكون اسمها بدلا من عايدة، حين كتبته لها صديقتها ماهى على إهداء الكتاب الذى ترجمته، هى ذلك الوجه القبيح والجميل فى آن واحد، لسبب بسيط : أننا لسنا ملائكة، وإنما بشر تتقاسم فى أعماقنا بذرتا الشر والخير.
من هنا تأتى الدراما وتلوح سيكولوجية هذا الكائن البشرى المعقد، أعظم المخلوقات وأتعسها فى آن واحد، تماما مثل إيدا بالضبط.
تدور رواية "أنا العالم" للكاتب هانى عبد المريد حول ولد وحيد يتخيل عوالم يعيشها، حتى تمحى المسافة بين الواقع والخيال، وقد كان بناء الرواية مرهقاً جداً. هذا الشاب الذى صار شعره نعناعا، وحبيبته التى صار شعرها ياسمينا، يبدأ هو بالتساؤل عن أسباب محبته لحبيبته، وهكذا تستمر الرواية محاولة استكشاف هذه الأسباب من خلال سرد أحداث حياته من قبل حتى أن يولد. عائلته الغريبة، بين أبيه خياط "الرفا" وأمه ربة البيت، وأخوته المشوهين. بين الرجل المظلة الذى يظلل الحبيبين فى لقاءاتهما، والمشعوذ ذى الوجوه المتحولة، أو عمّ البطل الذى تزوج من جنية وحبسها ثم قتلها، أو الأساطير العائلية التى مثلا تقول أنه عندما تطبخ الأم طبخة معينة سيولد شاعر فى العائلة، أو إنه عندما يأكل الأعمى مارون جلاسيه وينام من دون غسل فمه ويلتقى قط أسود مع قطة بيضاء فإن الربيع ربما لن يعود، أو الجدة التى تشفى الدجاج والبشر على حد سواء وعندما تموت ترفض جثتها دخول القبر لأنها أرادت أن تدفن جوار البحر، أو أخا البطل الصغير الذى يتحول ليلا إلى قط يأكل دجاج الجيران.
الكثير من الأحداث المتلاحقة، التى تستخدم تقنيات الفلاش باك ليصبح يصبح البطل وحيدا بعد موت أبيه وزواج أمه فى آخر الرواية، ويبدأ ببيع النعناع للناس مقابل كل شيء يحتاجه. فى منتصف هذه الأحداث يظهر الرقيب، وهو شخص قصير قبيح يلاحق البطل وحبيبته، ويحاول سرقة الحبيبة، التى وحبيبها يتحولان إلى ما يشبه عقلة الإصبع ويهربان من العالم.
موضوعات متعلقة..
- هشام يحيى وهند جعفر يناقشان أعمالهما فى "ليالى الثقافية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة