-جيهان جادو: الأحداث الإرهابية الأخيرة لها أثر كبير فى زعزعة الرأى العام الفرنسى ضد الإسلام والمسلمين
-ريم الشاذلى : خضعت لتحقيق لمدة شهر عقب حادثة شارلى إيبدو وأجبرت على إجازة لمدة 5 أشهر
-خالد شقير: حكومة باريس تبذل الكثير من الجهد لإدماج الجاليات داخل المجتمع الفرنسى
تعانى الجاليات المصرية فى الدول الأوروبية التى يضربها الإرهاب من نظرة الحكومات الأوروبية والمجتمع الغربى للمواطن المصرى الذى يعيش فى تلك الدول بهدف الدراسة أو العمل مما يشكل ضغطا نفسيا وعصبيا على طيور مصر المهاجرة فى الخارج بحثا عن العلم أو الرزق فى ظل الأعمال الإرهابية التى تضرب قلب القارة العجوز، ومع توالى العمليات الإرهابية التى ضربت فرنسا فى الشهور الأخيرة تحدثنا إلى بعض المصريين فى فرنسا للاقتراب أكثر من المشهد الراهن فى الشارع الفرنسى.
وأكدت الدكتورة جيهان جادو سفير النوايا الحسنة لحقوق المرأة، عضو مجلس الحى بفرساى، أن الأحداث الإرهابية الأخيرة التى حدثت فى فرنسا كان لها أثر كبير فى زعزعة الرأى العام الفرنسى ضد الإسلام والمسلمين، مما أدى لظهور حركات اليمين المتطرف التى تعمل بشكل دائم على مناهضة الإسلام لمخاوفهم، مشيرة لتعامل فرنسا بذكاء بعد فزعها من هول الضربات الإرهابية فقد صرحت بألا تعمم اتهاماتها ضد المسلمين بل وجهت أصابع الاتهام إلى معتنقى الفكر الإرهابى.
وأوضحت الدكتورة جيهان جادو فى تصريحات لليوم السابع من فرنسا، مساء السبت، أن نظرة المجتمع الفرنسى لم تتغير بشكل ملحوظ إلا أن الفرنسيين أصبحوا فى حالة ذعر مما حدث بل وأصبحوا يتوقعون المزيد من الهجمات العدائية، مشيرة لعدم إقدام فرنسا على "إيذائى فى عملى فالجميع يعلم أننى مسلمة ومصرية لكن أعتقد أن بعضا من المجتمع الفرنسى أصبح يستشعر آلام الدول العربية التى طالتها يد الإرهاب"، مؤكدة أن المجتمع الفرنسى يحاول دوما الفصل مابين الإرهابى المجرم ومابين المسلم المعتدل فالدين لله والوطن للجميع، موضحة أن ظهر ذلك جليا بعد ما قام اليمين المتطرف بعمل وقفات يدعو فيها لطرد المسلمين والعرب والأجانب عامة وتصدى لهم الشعب الفرنسى أجمع وأكد على عدم الخلط بين الأمرين.
وأشارت إلى أن المرأة باتت مؤثرة جدا خاصة فى المجتمعات الأوروبية مع تشدد العديد من السيدات فى فرنسا دينيا واللائى لهن الحرية المطلقة فى ذلك بشرط ألا يتمدد التشدد ويكون دافع لارتكاب أعمال إجرامية، مؤكدة أن بعض المنظمات المتطرفة التى دائما تعمل وراء غطاء دينى هى السبب الرئيسى فى عملية غسيل الأدمغة التى تتم للسيدات بزعم الحفاظ على الهوية الدينية ومناهضة الأديان الأخرى بزعم الجهاد فى سبيل الله وهذا أمر مرفوض شكلا وموضوعا، مرجحة أن سبب انتشار الفكر المتطرف يرجع أولا إلى سوء الأنظمة فى تعاملها مع العرب والمسلمين، ما يخلق الكراهية والحقد وتتحمل مسئوليته الحكومة والدولة لعدم تحذير الشباب من خطورة الإنحراف بالفكر للتشدد، والسبب الآخر هو استغلال بعض الدول لهؤلاء المتطرفين واستخدامهم كأداة ينفذون بهم جرائمهم لخدمة أجندات سياسية، على حد تعبيرها.
وأكدت أن الإعلام الفرنسى فى غاية الشفافية والوضوح فهم لديهم القدرة على إطلاع المشاهدين على كافة التطورات لأنهم يمتلكون تقنية وإمكانية كبرى فى إدارة الأزمات، مشيرة لوقوف الإعلام سواء معارض أو مؤيد خلف الحكومة والرئيس الفرنسى ودعمهم الدائم لحين تخطى الأزمة، وتابعت بالقول: تعامل الإعلام الفرنسى مع حادث الطائرة المصرية-وهم يعلمون جميعا بأن المسؤلية الأولى والأخيرة تقع عليهم- لكنهم يملكون قدرة على متابعة المستجدات بكل حرفية. ولم يصرح أى مسئول بأى كلمة إلا إذا كان متأكد من معلوماته وبمساعدة كافه وسائل الإعلام.
وأوضحت أن دور المصريين فى الخارج يتمثل فى إبراز الصورة الحقيقية لمصر وتصحيح صور ومعلومات كانت خاطئة عن مصر وهو أمر ليس بالسهل، مشيرة إلى أن ذلك يحتاج من المصريين بالخارج الدعم الكامل وتصحيح صورة مصر التى تحارب داخليا وخارجيا وتتعرض لحصار متعمد، مؤكدة أن كل وطنى شريف حر عليه دور وهو التأثير فى الرأى العام العالمى من خلال موقعه من خلال موقعه بالعمل ونشره الحقائق التى يتعمد الأعداء تضليلهم وتشويه صورة مصر أمام العالم.
وفى نهاية حديثها تساءلت الدكتورة جيهان جادو عن سبب سعى البعض لنشر السلبيات وتجاهل الإيجابيات؟ لماذا يرى العالم فقط المصريين المعارضين لأى شئ ولا يلتفتون للأعمال والمشروعات والتنمية التى تتم على الأراضى المصرية؟.
وأشارت إلى أن الغرب كان يدعى أن مصر غير آمنة حتى ضرب الإرهاب قلب أوروبا واخترق مطاراتها من قبل المتطرفين، مؤكدة أن دور المصريين فى الخارج ليس فقط لحمل الأموال كما كان فى السابق بل أصبح المغترب صوت مصر الذى ينطق بالحق ويرفع شأن وطنه، وأن يحمل عبء كبير فى الدعم النفسى للوطن قبل الدعم المالى لتصحيح صورة بلاده ليتعرف الجميع على أن مصر قادرة وتصنع المعجزات بأبنائها المخلصين وأن من يحارب وطنه لاختلافه مع نظام فهو لا يستحق الهوية المصرية.
الدكتورة جيهان جادو
من جانبها قالت ريم الشاذلى وهى صحفية مصرية تعمل فى فرنسا إن الأوضاع فى فرنسا كانت صعبة عقب حادثة شارلى إيبدو وتشديد الإجراءات الأمنية على العرب والمسلمين سواء فى الحياة العملية أو الحياتية، مؤكدة أن اليمين المتطرف بقيادة مارلين لوبان أجج العنصرية عبر دعواته ضد العرب والمسلمين.
وأشارت إلى أن الشعب الفرنسى مسالم ويعشق المصريين بصفة خاصة لكن ثمة مشكلة كانت فى التعامل معنا مع خوفهم من الاقتراب من المسلمين والعرب عقب الأحداث الإرهابية المتلاحقة، موضحة أنه بدأ يتشكل وعى فى المجتمع بأن الإرهاب مشكله جماعية متورط فيها أناس من ديانات وجنسيات مختلفة وليس عرب ومسلمين فقط.
وأكدت ريم فى تصريحات خاصة لليوم السابع من فرنسا، أن سبب انتشار الإسلاموفوبيا هو الإعلام فمع وقوع عملية إرهابية متورط فيها مواطن عربى يتم شن هجوم شرس على كل العرب، لافتة النظر إلى نشرها لخبر انتحار المحقق فى قضية شارلى إيبدو أخضعها لتحقيق لمدة شهر من قبل المؤسسة الصحفية التى تعمل لصالحها مع إجبارها على إجازة لمدة خمسة أشهر من دون أسباب واضحة، مشيرة لوقوع حوداث بشكل شبه يومى فى فرنسا وأن الإعلام لا يتناولها مثل القضايا التى يتورط فيها عربى بل ويستبعد لفظة "إرهابى" من مصطلح تناوله للقضية ويصف الجانى بأنه "مريض نفسى".
وأوضحت أنه عقب حادثة شارلى إيبدو شدد الرئيس الفرنسى على أن الإرهاب مشكلة ودعا المجتمع الفرنسى من مواطنين وأجانب بالوحدة لأن فرنسا كانت ولا تزال جامعة لكل الأديان، مشيرة إلى أن الإعلام الفرنسى كان يقسو على المواطنين العرب وخدمة مصالح المعارضة التى كانت تسعى للتضييق على المواطنين العرب، مشيرة إلى أن الحكومة الفرنسية كانت تتعامل بود واحترام بشكل إنسانى مع اللاجئين العرب لكن مع الوقت ومع تزايد أعداد اللاجئين طفت مشكلة حقيقة على السطح بين اللاجئين والحكومة الفرنسية دفع الأخيرة لعدم الاعتراف بوجودهم ما دفعها لاغلاق الحدود الفرنسية أمام اللاجئين، وأن المتواجدين على أراضيها يعيشون فى أماكن غير إنسانية مع ملاحقات أمنية لهم.
وأشارت إلى أن الإعلام الفرنسى عقب حادث سقوط الطائرة المصرية يقف إلى جانب بلاده بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، موضحة أن الإعلام على اختلاف توجهاته الحزبية والسياسية والمعارضة يقف مع وطنه بالدفاع عن فرنسا ومحاولة إقناع الرأى العام أن الطيار المصرى هو سبب إسقاط الطائرة عن قصد "حادث انتحار"، مؤكدة أن الكثير منهم سيلتقط المعلومة دون الانتظار لنتائج التحقيقات وذلك خلافا لتغطية الإعلام الفرنسى لحادث سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ.
ريم الشاذلى
فيما قال خالد شقير مذيع بالإذاعة الفرنسية إن فرنسا تهتم كثيرا بالجاليات الأجنبية فالمجتمع الفرنسى يعتبر تلك الجاليات جزء من المجتمع، مؤكدا أن حكومة باريس تبذل الكثير من الجهد لإدماج الجاليات داخل المجتمع الفرنسى، لكنها فشلت فى احتضان أبنائها من الجيل الثانى والثالث الذين أصبحوا ضحية للتهميش وهو ما أكده رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس عقب حادث شارلى إيبدو، موضحا أن الإسلام عقب أحداث 2001 ينظر إليه فى فرنسا باعتباره العدو الجديد.
وأوضح أن وسائل الإعلام كانت تحاول دائما للإشارة بالعداء إلى المسلمين وذلك بشكل غير مباشر، مشيرا إلى أن معظم المهاجرين من دول المغرب العربى ينظرون إلى فرنسا نظرة المستعمر الذى حاول طمس هوية الشعب الجزائرى على سبيل المثال وهو ما ترك أثار سلبية فى نفوس الجزائريين، واصفا إياهم بالمواطنين الذين "ليس لهم ارتياح نفسى نحو فرنسا" ولاسيما عقب رفض ساركوزى رفض الاعتذار للشعب الجزائرى عن فترة استعمار فرنسا للجزائر.
وأكد الإعلامى المصرى فى تصريحات خاصة لليوم السابع من فرنسا، مساء السبت، أن كثيرا من الأئمة تم اختراقهم فغالبية أئمة دول المغرب العربى متشددين دينيا، مشيرا لحدوث إنقسام داخل المجتمع الفرنسى بسبب تلك الفئة القليلة التى تشكل قنابل موقوتة داخل البلاد.
وأوضح أن الإعلام الفرنسى تعامل مع حادث الطائرة المصرية مؤخرا بمهنية واستعان بمتخصصين فى مجال الطيران وناقشوا المشكلات وبحث الأزمة التى تواجه البلاد، مشيرا لربط بعض المحللين السياسيين فى فرنسا بالحادث الأخير وهو أن العلاقات المصرية الفرنسية تدفع ثمنا باهظا لتعاونها المستمر فى محاربة الإرهاب، مؤكدا أن أهم ما استخلصه المواطن الفرنسى من الحادث المآساوى أن مصر دولة محورية فى محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن المعارضة الفرنسية لم تصطاد فى الماء العكر عقب وقوع الحادث وأن الإعلام يدافع عن فرنسا عبر محاولات عدم إلقاء اللوم على الشركة المصنعة للطائرة أو تحميل المسئولية للمسئولين فى مطار شارل ديجول وإعطاء ثقة للمؤسسات الأمنية الفرنسية فى تأمين البلاد.
خالد شقير
موضوعات متعلقة:
أب يكشف تفاصيل آخر مكاملة تليفونية مع ابنته ضحية طائرة "مصر للطيران"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة