أهل الشر، سواء أكانوا أفرادًا أم تنظيمات أم جماعات أم جهات أم أجهزة استخبارات دول معادية، لا ينضب معين مخططاتهم ضد مصر، وإنها دائمة التحديث والتجديد والابتكار.
ومن بين أبرز قائمة المخططات ضرب علاقات مصر القوية مع أى دولة من الدول المهمة ذات الثقل السياسى، والتى تربطها بالقاهرة علاقات قوية، بدأت بالتسريبات المزعومة عن دول الخليج، وبعدما فشلت روّجوا لأكاذيب توتر العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وهو ما فندته الأيام، وازدادت العلاقات بين القاهرة والرياض متانة وقوة.
وبعد الدور الكبير الذى لعبته موسكو، والدعم السياسى والعسكرى والاقتصادى، ووسط توقعات بأن مصر ستشهد موسمًا سياحيًا استثنائيًا، فوجئنا بـ«دق الإسفين» بسقوط الطائرة الروسية فى سيناء.
أيضًا وبعد الإعلان عن اكتشاف حقول غاز هى الأكبر فى المنطقة على يد شركة إيطالية «إينى»، وتوقعات بأن مصر ستكون فى مصاف الدول المنتجة الكبرى للغاز، فوجئنا بـ«إسفين» مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى»، وبسرعة مذهلة تم توجيه أصابع الاتهام للشرطة المصرية.
وعندما تطورت العلاقات، ووصلت إلى أوجها بين مصر وفرنسا، والتى تكللت بزيارة فرانسوا أولاند مؤخرًا للقاهرة، وحققت نجاحًا مبهرًا على جميع المستويات، وفشل محاولة دول وجهات، وأيضًا فشل مصريين من عينة خالد على، وجميلة إسماعيل، وزياد بهاء الدين، فى تأليب «أولاند» ضد مصر، وتيقن الجميع بأن فرنسا أصبحت شريكًا فاعلًا لدعم القاهرة، فوجئنا أمس باختفاء طائرة مصر للطيران التى انطلقت من مطار شارل ديجول بفرنسا.
نعم، نقولها وبصوت عال، لا يمكن أن نستبعد من خلال الرصد والوقائع، وربط بعضها ببعض، بأن اختفاء الطائرة المصرية التى انطلقت من مطار فرنسى، سواء سقطت أو اختطفت، ربما يكون وراءه مخطط هدفه الوحيد «دق إسفين» بين القاهرة وباريس. وأتمنى من المصريين أن يتصدوا بكل قوة لكتيبة الخونة والمروّجين للشائعات والمسخفين من أن الأمر ليس مؤامرة، ومحاولة توجيه أصابع الاتهام للدولة المصرية أو فرنسا، لأن الهدف ضرب العلاقات القوية بين البلدين.
هل كل هذه الوقائع عادية، ولا تقف خلفها أى جهة أو استخبارات أو جماعات وتنظيمات؟، وهل كل هذه الأحداث محض صدفة فقط؟، وهل عمليات التشويه والتأجيج الممنهج والتسفيه من الإنجازات أمر عادى ليس مخططًا ومدروسًا؟
المصيبة أن كل الأحداث الماضية، بمجرد وقوعها، تنصب قناة الجزيرة «السيرك»، وتوجه بوصلة الاتهام إلى مصر، ونظامها السياسى، ما يكشف حقيقة الكراهية والحقد الدفين لدويلة قطر، بقيادة الطفل المعجزة «تميم» لمصر، حيث تبارت القناة القذرة والحقيرة منذ الإعلان عن اختفاء الطائرة المصرية صباح أمس فى التحليل السمج، والفارغ والبعيد عن أبسط قواعد العلم والمنطق، فى محاولة حثيثة لتحميل الدولة المصرية مسؤولية اختفاء الطائرة، فهل هذا أمر عادى أو خالٍ من أبسط قواعد المؤامرة التى تقودها قطر، متمثلة فى قناتها الجزيرة؟
تسقط الطائرات فى دول العالم المختلفة، ويصمت الجميع، ولا يُنبس بكلمة واحدة إلا بعد مرور 24 ساعة، إلا فى حوادث سقوط أو اختفاء الطائرات المصرية، فالفحص الأمنى والميكانيكى للطائرة المحطمة أمس جرى فى مطار شارل ديجول الدولى، وأنها حلقت فى الأجواء الدولية والإقليمية لأكثر من أربع ساعات قبل اختفائها، وأن الاختفاء وقع فى المنطقة الفاصلة بين الأجواء اليونانية والقبرصية والمصرية، ومن ثم فإن السلطات الفرنسية واليونانية والمصرية والإيطالية تشارك فى البحث عن موقع اختفاء الطائرة، ومع ذلك قطر وقناتها يحمّلان مصر المسؤولية.
وفى النهاية نحذر الجميع، قيادة وشعبًا، من الانسياق وراء العواطف، وتوجيه سهامنا وفتح نيراننا صوب فرنسا، لأنه هو المطلوب لضرب العلاقات القوية بين باريس والقاهرة، وعلينا التريث والهدوء الشديد، والبحث عن الحقيقة فقط، دون تحليلات ساذجة، أو تنظير تجارى، أو السير وراء شائعات الإخوان والنشطاء وقطر، وخالد داود وخالد تايتانيك، والتى ستنشط من الآن على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر».
دندراوى الهوارى
«دق إسفين» بين القاهرة وباريس وراء اختفاء الطائرة المصرية
الجمعة، 20 مايو 2016 01:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة