من قتل محمد باهر وشريف عادل وأخفى عادل معوض؟
الوقائع تقول إن دماء المصريين فى الغربة رخيصة، بل بلا ثمن تقريبا، لا أحد يحميهم أو ينتفض لمقتلهم، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد حال تعرض أى مواطن أوروبى للأذى فى مصر، حتى لو كان جاسوسًا أو مدمنًا للمخدرات يختلط بأوساط المجرمين ويرتبط بممارساتهم الخارجة على القانون، أو شاذًّا لا يعرف إلا الرذيلة، وياويلنا من سيف حقوق الإنسان المسلط بالحق أو بالباطل على أعناقنا، لو قلنا إن القتيل الأوروبى الفلانى كان مخالطًا للمجرمين والسفلة والشواذ، ومن المنطقى أن يتعرض للعنف، وياويلنا إذا انتقدنا تحميل مقتل هذا الأوربى أو ذاك بمحمولات سياسية وتطور الأمور إلى دخول المتربصين ودوائر الاستعمار الجديد على الخط للنيل من مصر. الضحايا المصريون فى الخارج كثر، ونكتفى عادة باستقبالهم فى صناديق من الزنك بالمطار، هذا إذا عثرنا على جثثهم أصلا أو تفضلت هذه الحكومة الأوربية أو تلك بالرد على استفساراتنا الخجولة، التى تبدأ بتبادل التحايا والاحترامات وتنتهى بالرجاء بموافاتنا بما يتوفر لديكم من معلومات، إذا لم يكن الموضوع يعكر صفو جنابكم، ويشهد على ذلك حوادث مقتل المصريين بالجملة فى إيطاليا على أيدى الفاشيين الجدد الكارهين للأجانب وأعضاء المافيا، أو ما اشتهر مؤخرًا من حوادث قتل وحرق واختفاء محمد باهر وشريف ميخائيل وعادل معوض، فماذا حدث فى قضاياهم المفتوحة؟!
فى الوقت الذى تثير إيطاليا الكثير من الغبار حول مقتل مواطنها جوليو ريجينى فى القاهرة لدرجة سحب سفيرها واتهام سلطات الأمن والتحقيق عندنا بالتقاعس عن ضبط المتهمين والتعاون مع سلطات التحقيق الإيطالية رغم استيفاء كل المطالب التى أملاها المحققون الإيطاليون، تتقاعس السلطات الإيطالية عن إمداد نظيرتها المصرية بأى معلومات حول مقتل الشاب محمد باهر الذى قتل بطريقة غامضة فى مدينة ميلانو، وفى البداية قالت السلطات الإيطالية إن باهر صدمه قطار سريع، ثم قالت إن القاتل مجهول والحادث برمته يشوبه الغموض، وحتى الآن لم يصل المحققون الإيطاليون إلى شىء، ولم نسمع صوتا عاليا من الحكومة أو المجتمع المدنى فى مصر يلوم السلطات الإيطالية على التقاعس أو التأخير فى استيفاء التحقيقات أو إرسال المعلومات حول القتيل والحادث إلى النيابة العامة المصرية، كما لم نسمع شيئا عن إرسال محققين مصريين إلى إيطاليا للمشاركة فى التحقيقات أو ممارسة أى ضغط سياسى حتى تقوم السلطات هناك بما هو مطلوب منها لكشف ملابسات الحادث.
الأمر نفسه مع اختفاء المصرى عادل معوض قسريا فى إيطاليا منذ نحو ستة أشهر، دون أن تتلقى أسرته أى معلومات حول وفاته أو بقائه على قيد الحياة، وما إذا كان قد تم اختطافه فعلا، وفى الوقت نفسه عجزت السلطات الإيطالية عن الوصول إلى أى معلومات حول «معوض»، رغم الطلبات المتتابعة من أسرته ومن الخارجية المصرية، ولكنها، كما قلنا، طلبات خجولة تتميز بالأدب الجم والحياء الشديد ومنزوعة الضغط والتهديد.
ومن إيطاليا إلى بريطانيا التى قتل مجهولون يشتبه فى علاقتهم بالشرطة البريطانية المهندس المصرى الشاب شريف حبيب ميخائيل حرقا فى أحد الجراجات العمومية.. المهندس الشاب لم يكن له أى أعداء أو ممارسات تخالف القانون، وأسرته تؤكد أنه كان محبوبا من جميع أفراد الجالية المصرية ومن زملائه وجيرانه، فى الوقت الذى يتناقل أصدقاء له عبر مواقع التواصل الاجتماعى أن آخر مرة شوهد فيها كان برفقة أحد رجال الشرطة الإنجليز، ورغم ذلك لا تقدم السلطات البريطانية أى توضيحات حول الحادث ولا تشارك معلوماتها بشفافية مع الجانب المصرى، كما لم تكلف نفسها عناء الرد على طلب الكشف عن سجلات الاتصالات التليفونية لهاتف «شريف» وآخر من اتصل به خلال اليوم الأخير قبل الحادث، والإجراء الأخير كفيل بكشف من استدرج الراحل إلى أحد الجراجات العمومية لينفذ جريمته الوحشية بهذه الطريقة الاحترافية!!
من للمصريين فى الخارج؟ من يثأر لدمائهم المراقة؟ من يتصدى لإهانتهم وتحقيرهم أحياء وأمواتا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
sami
الحل الوحيد المعامله بالمثل