مُغسلة مشرحة زينهم لـ"اليوم السابع": "بقالى 40 سنة فى المهنة وعمرى ما خفت من الميتين".. وتؤكد: "أتعامل مع الموتى كأنهم أقاربى ورفضت أموالاً مقابل إخفاء السحر بالجثث".. و"الناس بيعتبرونى مبروكة"

الأحد، 01 مايو 2016 05:57 ص
مُغسلة مشرحة زينهم لـ"اليوم السابع": "بقالى 40 سنة فى المهنة وعمرى ما خفت من الميتين".. وتؤكد: "أتعامل مع الموتى كأنهم أقاربى ورفضت أموالاً مقابل إخفاء السحر بالجثث".. و"الناس بيعتبرونى مبروكة" أم عاطف مُغسلة مشرحة زينهم
كتبت نورهان حسن ــ مصطفى يحيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أم عاطف سيدة إذا رأيتها لن تشعر إلا بكل ارتياح ومحبة بالرغم من سنها الذى يصل إلى 67 عاماً ومشقة عملها، إلا أن حبها لما تفعل يجعلها أكثر تماسكاً وإصراراً على الاستمرار به إلى آخر يوم بعمرها، فهى صاحبة مهنة لا يتحمل الكثير من الرجال مجرد الحديث عنها، لكنها "لقمة العيش" التى كتبت عليها أن تعيش حياتها بين الأموات واحترفت التعامل معاها وأحبتها لتكون هى صاحبة اللمسة الأخيرة للمتوفى قبل الصلاة عليه ودخوله التربة.

هذا عنوان يلخص حال الحاجة أم عاطف مغسلة النساء بمشرحة زينهم، والتى التقت"اليوم السابع" بها لتروى لنا طبيعة العالم المختلف التى تعيش فيه، قائلة "بدأت عملى وعمرى 28 سنة أمى اللى علمتنى أصول المهنة، لكنها كانت تعمل لوجه الله دون أجر من أهل المتوفى، وأنا بدأتها كذلك إلى أن أصبحت مهنة لأكل العيش".

وأشارت أم عاطف، إلى أن زوجها متوفى من سنوات طويلة ولديها 5 أولاد و9 أحفاد وتعيش فى غرفة صغيرة بمنطقة إمبابة بالجيزة وتقضى يومها بالكامل فى المشرحة وتذهب لبيتها على النوم فقط، وفخورة أنها علمت وربت أولادها من مكسب غسل الموتى، مؤكدة أنهم لم يخافوا منها بالعكس يعتبروها مبروكة نظراً لطبيعة عملها، لافتة إلى أنها علمت نجلتها الغُسل ووصتها بإستكمال مسيرتها بعد وفاتها بتغسيل الموتى.

وروت، إن أول حالة استقبلتها فور عملها بمشرحة زينهم لن تنساها حتى الآن كانت لعروس ليلة زفافها، توفت فى حادث سيارة، قائلة "عمرى ما انسى اليوم دا، وأنا بخلع فستان الفرح من العروسة علشان أغسلها بعد ما ماتت وقتها تنفست رائحة مسك وكآنها تستعد لزفافها فى الجنة"، مشيرة إلى أن الحالات التى تؤثر فيها أيضاً هى الأطفال الصغيرة والتى تشعر أثناء تغسيلهن بأنها بنتها أو حفيدتها.

وكشفت مغسلة مشرحة زينهم، عن أنها تخاف من الأحياء أكثر من الأموات، لأن الحى يحملك ذنوب على عكس المتوفى الذى تحصب على ثواب من الله وأجر لتغسيله وتحضيره للقاء الله عزوجل، مؤكدة أن عملها كمغسلة فى المشرحة فخر وشرف ليها وأنها ستستمر فى عملها حتى نهاية عمرها.

وشرحت "أم عاطف" طبيعة عملها قائلة أن "عقب تشريح الجثة ترفع على سرير متحرك لدخولها غرفة الغسل، فأبدء تنظيفها ثم أتوضئ وأقول باسم الله، واسمح بدخول أثنين أو ثلاثة من أهالى المتوفى لحضور الغسل، أما عن الجثث المجهولة فبتعامل معها بمثابة أختى أو أمى أو بنتى لعدم التعرف على هويتها"، مشيرة إلى أن حبها فى المتوفى وطبيعة عملها معه علمها درس لن ينسى، أن الحياة لا تساوى والإنسان فى النهاية تراب.

وفجرت أم عاطف مفاجآة، قائلة أن "خلال فترة عملى فى مشرحة زينهم أتعرض على القيام بأعمال تخالف الشريعة الإسلامية من سحر وشعوذة للمواطنين واستغلال المتوفين بوضع أعمال السحر فى جثامينهم، حتى لا يتمكن من يتم إجراء السحر له من فكه مرة أخرى"، مضيفة "أنا كنت برفض واقولهم هتروحوا فين من ربنا وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل اللى بيفكر كده أنا بعمل ثواب أخد بيه حسنات للقاء ربنا إزاى هقابله بمعصية".

وتابعت" كثير من السيدات التى لا ينجبن عرضوا على مبالغ مالية كبيرة بالنسبة لدخلى المحدود للسماح لهم بالدخول على جثامين الموتى لإعتقادهم أنهم إذا فعلن ذلك سينجبن من بشاعة رؤية الجثمان، مضيفة "بيبقى نفسى أحققلها أمنيتها عشان ربنا يرزقها، ولكن جسد الميت له حرمته ودى أمانة فى رقبتى أمام ربنا".

وأكدت أم عاطف إنها تعانى من خشونة وتورم بالقدمين ولا تستطيع الوقوف عليهم لمدة دقيقتين، ولكنها عندما يتم إبلاغها بوجود جثة تحتاج إلى الغُسل تنسى ما فيها وتقوم على الفور بآداء مهام عملها وكآنها طفلة لديها 10 سنوات أو فى ريعان شبابها، وعندما ذهبت لدار الإفتاء المصرية لتآخذ رأيهم فى ما يحدث لها مرات عديدة قالوا لها إنها هبة من عند الله.

واختتمت مغسلة مشرحة زينهم قائلة "أمنية حياتى أزور رسول الله وأشوف الكعبة قبل ما أموت بس ظروفى المحدودة مش بتسمحلى وأكتر من حد وعدنى بس مفيش نصيب".


أم عاطف مُغسلة مشرحة زينهم
أم عاطف مُغسلة مشرحة زينهم مع محررة اليوم السابع





موضوعات متعلقة...




بالفيديو.. مغسل مشرحة زينهم: “أجمل ميت غسلته كان متسول وجسمه كان بينزل مسك”









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة