1- المحصل.. ضيف غير مرغوب فيه
أكد محصل كهرباء يعمل فى قطاع وسط القاهرة يدعى "محمد.أ"، أنهم دائمًا ما يتحملون تبعات القرارات الحكومية سواء بزيادة سعر الفاتورة أو حالات انقطاع الكهرباء فى عدد من المناطق المختلفة، وخصوصًا فى أوقات سابقة، حيث كانت الأزمة تؤرق معظم محافظات الجمهورية.
وأوضح محمد أن أغرب المواقف، التى مرت عليه كانت منذ عام تقريبًا عندما ذهب لتحصيل الفواتير فى إحدى مناطق وتصادف أن التيار الكهربائى دائم الانقطاع بها، مضيفًا: "قام مالك إحدى الشقق باحتجازى وأغلق باب الشقة علىّ ورفض إخراجى منها قبل عودة التيار الكهربائى الذى كان منقطعًا فى تلك اللحظات".
وكشف محصل الكهرباء عن موقف آخر مماثل حدث له عندما كان يحصل فاتورة قيمتها مرتفعة للغاية من أحد محال "البقالة"، قائلا: "فوجئت بحالة من الغضب الشديد تنتاب صاحب المحل الذى رفض دفع قيمة الفاتورة بل أنه تمادى فى انفعاله لدرجة أنها قام بدفعى لداخل المحل، وأغلق الأبواب إلى أن تجمعت الأهلى وأخرجتنى من داخله"، مضيفًا: "أقدر انفعالات المواطنين لأننى أشعر بمعاناتهم، لكن فى أوقات كثيرة لا يكون لى ذنب فيما يحدث، ولكنى أحاول أداء عملى على أكمل وجه، وأيضًا أحاول التحكم فى أعصابى قدر المستطاع فالمحصلين ليسوا أشخاص محبوبين على أى حال".
2- العاملون بالضرائب.. نذير شؤم
من المهن الأخرى التى يمكن تصنيفها فى هذا الإطار هى مهنة محصل الضرائب أو العاملين فى تلك المؤسسة بشكل عام، الذى يرتبط دائما المصريون معهم بالمواقف السيئة، ومحاولات التهرب منه على مدار السنوات أخذت طرق وأشكال مختلفة بل أن الأمر يتطور أحيانًا إلى محاولات لتفريغ طاقات الغضب من القرارات الحكومية فى الأشخاص الذين يتعاملون معهم بشكل مباشر.
محمد، محصل ضرائب سابق فى الغربية، يقول إن أزمة الضرائب فى مصر على مر الزمن تكمن فى أن المواطن يشعر بأنه يدفع للدولة ولا يأخذ شيئا مقابل تلك الأموال وحتى الوقت الحالى رغم تغيير الأنظمة وطريقة التعامل عما مضى، لكن العقلية نفسها للطرفين لم تتغير لأسباب كثيرة على رأسها عدم الثقة المتبادلة بين جميع أطراف المنظومة.
وأضاف مأمور الضرائب السابق، أنه على مدار سنوات عمله وتدرجه فى جميع الدرجات والمناصب تعرض للعديد من المواقف، إلا أن هناك موقفا لا يمكن له نسيانه أثناء عمله فى إحدى القرى فى الغربية فى الثمانينات، عندما ذهب لتحصيل ضرائب قيمتها 5 جنيهات على أسرة تسكن فى غرفتين عن محل بسيط يمتلكونه ليُفاجئ بنشوب مشاجرة رهيبة بين أعضاء الأسرة الواحدة واعتدائهم على بعضهم البعض، وبعد كل هذا خرجوا إليه ليخبروه أنهم سيدفعون 3 جنيهات.
3- المسعف.. "أنت السبب"!
فى السنوات الخمس الأخيرة مع توالى الأحداث على مصر، ظهرت الأهمية الكبرى لمرفق الإسعاف المصرى، وفى ظل تكبدهم مشقة كبرى، ربما يصطدمون بالانفعالات المؤثرة، خصوصا أن عملهم يرتبط بالمواقف الصعبة.
كشف خالد رفعت، مشرف قطاع وسط القاهرة للمسعفين، أن عمله يقتضى دائما ضبط النفس خصوصا أن الطرف الآخر يكون مشحونا لذا يلتمس له العذر، مضيفًا: "فى يوم مرض أبى وطلبت الإسعاف لكنهم تأخروا على وشعرت بالدقائق كأنها ساعات ونظرًا لعلمى بطبيعة عمل المسعف والطرق المكدسة سيطرت على نفسى".
وأوضح مشرف قطاع وسط القاهرة، أنه يتحدث مع المسعفين الشباب دائمًا حول ضبط النفس، قائلا: "أتحدث مع الشباب بضرورة عدم الاستسلام والانسياق وراء انفعالات المواطنين، لاسيما إذا كنت مكانهم ستشعر بمرارة التجربة خصوصا أننا دائما متهمين مهما فعلنا"، مضيفًا: "فى السنوات الخمس الأخيرة كان نكتم انفعالاتنا رغم حالات الشد والجذب ويعلم الله اننا وقفنا على الحياد، كنا نتعامل مع الحالات كلها على أنهم بشر لا أكثر".
وأشار رفعت إلى أن التكدس المرورى وبالتحديد فى القاهرة يصيب المسعفين بالإجهاد الشديد ويجعلهم يتأخرون على تلبية عملهم، مضيفًا أنه يتمنى زيادة الوعى لدى المرور والمواطنين بأهمية عمل المسعف وترك المساحة له من أجل أداء واجبه على أفضل كما ينبغى.
4- المواطنين لبدال التموين: منكم لله؟!
عمل آخر يتحمّل أصحابه أعباء القرارات الحكومية فى كثير من الأحيان، وهو بدال التموين، الذى يكون دائما قناة التواصل ما بين الدولة والمواطن لكنه فى أوقات كثيرة يقع فى مشاكل ليس له علاقة بها.. أحد بدالى التموين يدعى "أ. م" طلب عدم ذكر اسمه، قال: "أمارس تلك المهنة منذ عدة عقود ومرت على أغلب الأنظمة تقريبا.. ونحن دائما ما نكون فى وش المدفع مثلما يقولون فى حالة عدم توفير سلع أو زيادة أسعاره ورفع الدعم عن منتج دون الآخر أو عدم قدرة تعامل المواطنين مع الكروت الذكية واعتيادهم مثلا على البطاقات الورقة وأشياء من هذا القبيل".
وتابع بدال التموين حديثه قائلا: "توجه لنا اتهامات بأننا نسرق وننهب ونضيع حق المواطن مع العلم أننا لا يكون لنا يد فيما يحدث وعلى سبيل المثال حاليًا ألزمت وزارة التموين البدالين بشراء السلع الخاصة بفارق نقاط الخبز من الشركة القابضة للصناعات الغذائية بدلا توفيرها نقدًا، وهو ما أثار غضب بعض المواطنين".
5- عامل محطة البنزين.. "الحيطة المائلة" !
فى كل مرة يحدث فيها نقص للبنزين، وبالتحديد فئة الـ"80" ومع تكدس الطوابير أمام محطات البنزين، يكون العامل البسيط فى مواجهة كل هذا الكم من الغضب.. أحمد شاب يعمل عامل بنزين فى منطقة الجيزة.. يقول: "فى أوقات الأزمات نتحمّل كم كبير من الإهانات والاتهامات بسرقة البنزين وبيعه بل ورفع الأسعار من تلقاء أنفسنا"، مضيفًا: "كاد أحد السائقين أن يعتدى علىّ بالضرب بسبب إخباره بأن الماكينة أصبحت فارغة مما استدعى تدخل زملائى لتهدئته، وبعد ذلك اعتدت على الانفعالات وأصبحت أضبط أعصابى قدر المستطاع لإدراكى بأنى الحيطة المائلة".
موضوعات متعلقة..
- للمرة الرابعة خلال أسبوعين.. مسعف يعثر على 67 ألف جنيه ويسلمها لأصحابها
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
دور على الاسباب
عدد الردود 0
بواسطة:
بركة
نحترم رأيكم .. ونختلف معكم
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالمجيد
سلطلة وسطوة من المحصل
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالمجيد
سلطلة وسطوة من المحصل
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
تصفيق للثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادي حلمي
شجعوهم ولاتحبطوهم