من أجمل آيات القرآن قوله تعالى فى سياق قصة الحكيم العظيم لقمان "وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْراً كَثِيراً ".. والحكمة لا يمنحها الله إلا للخواص والصالحين والزاهدين.. فالحكمة لا تنبعث فقط من العقل السليم ولكن لابد من أن يدعم هذا العقل قلب نقى صافى ونفس شفافة لا تحمل حقداً ولا نفاقاً ولا كذباً ولا مكراً ولا غدراً.فالتقوى تورث الحكمة ومحبة الخالق والمخلوق وكذلك الأخلاق الكريمة والكرم والجود والشهامة.
ويعد الشيخ الشعراوى من حكماء عصره..ومشارب الحكمة عند الشعراوى كثيرة فهو يملك نفساً زاهدة وقلبا طيبا ودوداً وعقلا وعلماً وفكراً وكرماً وجوداً وشهامة وتصوفاً وتعبداً.
وأعظم ما فى حكم الشعراوى أنها تصلح لكل العصور ويمكنك أن تقرأها بعد سنوات طويلة فتشعر وكأنها قيلت اليوم، فقيمة خلودها وبقائها أنها مستمدة من الكتاب الخالد ومن تعاليم النبوة الخالدة.
ومن حكمه الكثيرة التى أعجبتنى وأسعدتنى ما يلى :
لا تكافئ من أطاع الله فيك إلا أن تطيع الله فيه ولا تكافئ من عصى الله فيك إلا أن تطيع الله فيه.
باب الانكسار لله ليس عليه زحام فادخل على الله منه.
إذا توكلت على شخص فإما أن يتغير عليك أو يموت عنك أو يزول سلطانه وإذا توكلت على الله فإنه الحى الذى لا يموت ولا يزول سلطانه.
كان الشعراوى حينما يدخل على صاحب سلطان يخشى بأسه وكيده ويقول: أقبلت عليكم بلا إله إلا الله، تقضون حوائجى بمحمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم "، وألجمت أفواهكم بلا حول ولا قوه إلا بالله.. لا كرب وأنت رب ".
إذا رأيت فقيرا فى بلاد المسلمين فاعلم أن هناك غنيا سرق ماله.
إياك أن ترد الأمر على الله تعالى فإن كنت لا تصلى فلا تقل وما فائدة الصلاة، وإن كنت لا تزكى فلا تقل تشريع الزكاة ظلم للقادرين، وإذا كنت لا تطبق شرع الله فلا تقل هذه الشريعة لم تعد تناسب العصر الحديث، فإنك بذلك تكون قد كفرت، ولكن قل إن فرض الصلاة والزكاة وتطبيق الشريعة حق ولكننى لا أقدر على نفسى فارحم ضعفى يا أرحم الراحمين، إن فعلت ذلك تكون عاصياً فقط.
"اعمل لوجه واحد يكفك كل الأوجه "
حواسك مُسخرة لك بأمر الله فى الدنيا وهى مسبحة وعابدة فإذا أطاعتك فى معصية تلعنك فى الدنيا لأنك أجبرتها على فعل أمر لا تحبه، ولذلك تشهد عليك يوم القيامة " يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".
لا تحزن إذا أرهقتك الهموم، وضاقت بك الدنيا بما رحبت، فربما أحب الله أن يسمع صوتك وأنت تدعوه.
من أبتغى صديقا بلا عيب عاش وحيدا.. ومن ابتغى زوجة بلا نقص عاش عزباً.. ومن ابتغى حبيبا بلا مشاكل عاش باحث.. ومن ابتغى قريبا كاملا عاش قاطعا لرحمه.
إن الذين يحاولون أن يقصروا الإسلام على الشعائر المعروفة والأركان الخمسة يريدون أن يعزلوا الإسلام عن حركة الحياة لصالح لهم.
إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل.
المال جزء من الرزق، ولكن هناك رزق الصحة ورزق الولد ورزق الطعام ورزق فى البركة وكل نعمة من الله سبحانه وتعالى هى رزق وليس المال وحده.
لا تعبدوه ليعطى بل اعبدوه ليرضى فإذا رضى أدهشكم بعطائه.
رحم الله الشيخ الشعراوى الذى ملأ الدنيا علماً ودعوة ً وحكمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة